اقتصادصحيفة البعث

قوالب الذهب تصنع الفضة والإقبال “على هوى الأسعار”

دمشق – فداء شاهين

مع تراجع الإقبال على شراء الذهب من قبل الأغلبية حتى مع انخفاض أسعاره مؤخراً بشكل تدريجي، لا يزال المعدن الأصفر بعيد المنال عمن عزف عن شرائه وقرر مقاطعته لأسعاره غير المقبولة، في وقت بدأ البعض بالبحث عن البدائل كالفضة، وأحياناً الذهب الروسي.

ترتفع أسعار الذهب- كما بيّن رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق غسان جزماتي- نتيجة عاملين: الأول سعر الأونصة عالمياً، والعامل الآخر والأساسي هو سعر صرف الدولار، وهنا الجمعية مضطرة إلى زيادة الأسعار حتى لا يتعرّض المواطن للغبن عند بيعه للذهب، إضافة لمنع تهريب الذهب الذي توقف حالياً، كما توقف التصدير، علماً أنه يوجد إقبال على شراء الذهب أكثر من البيع، ولا يوجد طلب على الفضة.

أما عن عدم استقرار سعر الأونصة عالمياً كما كان قبل الحرب فأوضح جزماتي أن الأونصة عالمياً كانت مستقرة لأنها مرتبطة بالواقع السياسي في العالم.

وبرر جزماتي ارتفاع أسعار الصياغة بأن جميع الأسعار ارتفعت في السوق، ويتم وضع فرق التسعيرة لتعويض الفرق حتى يستطيع الحرفي الاستمرار في العمل، حيث تبلغ أسعار صياغة الغرام من 8 آلاف ليرة حتى 15 ألف ليرة، وصياغة عيار 18 هي الأغلى من 21 غراماً لأنها مشغولة يدوياً أكثر، أما عيار 21 فعبارة عن مكنات، والأغلى بضاعة الذهب الأبيض لأن المادة التي يطلى بها الذهب ليصبح أبيض مرتفعة جداً،  فالعبوة يبلغ سعرها نحو 6 ملايين بعدما كانت بـ 300 ألف ليرة، وعند استقرار سعر الذهب عالمياً وسعر الصرف محلياً تكون الأسعار متقاربة، ويتحسن الواقع، وجميع الصاغة يلتزمون بالتسعير، ولا أحد يستطيع البيع بسعر أعلى، نافياً ما أشيع مؤخراً عن عدم التزام الصاغة بحلب بتسعيرة الجمعية، في حين كان لأحد باعة الفضة، وحرفي ذهب سابق- فضّل عدم ذكر اسمه- رأي آخر حول الإقبال على الذهب بأن السوق لا يشهد أي إقبال على شراء الذهب سوى نسب قليلة هم من ميسوري الحال، في وقت أصبح البعض يعرض محابس الفضة أو البلاك للبيع ولا يبلغ سعرها الكثير، لكن “العازة” أجبرتهم على بيعها، علماً أنه بالنسبة لأسعار الفضة كذلك الأمر هي مرتبطة عالمياً بأونصة الفضة.

وبيّن محدثنا أنه نتيجة غلاء الذهب بدأ المواطن بشراء الفضة في المناسبات والأفراح وحفلات التخرج والخطوبة، فطقم الفضة يساوي سعر غرام الذهب، إضافة إلى أن البعض “المعترين”، كما وصفهم،  يلجؤون إلى الذهب الروسي.

وأشار إلى أنه يتم حالياً استخدام قوالب تصنيع الذهب في صناعة أطقم الفضة: خواتم، عقود، وغيرهما بوجود عيارات  1000، 9.25، 800، 900، 6، ويوجد طقم ملبس روديوم أبيض يكون سعره مرتفعاً.

ولفت إلى أنه يتم كسر الذهب وتخفيض عيارته، عيار 24، بإدخال مادة النحاس بنسب معينة أو الفضة، وكذلك الفضة يتم تخفيض عياراته من خلال إدخال النحاس، علماً أن عيارات أونصة الذهب  24، 21، 18، 14، 12، وأغلب الحرفيين يتعاملون مع النحاس من أجل اللون.