دراساتصحيفة البعث

مسرحية الكيميائي من جديد

تقرير إخباري

من غير الممكن أن تغيّر الوقائع والحقائق الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة حول ما يتمّ الإعداد له من مسرحيات جديدة عن تحضيرات سورية لهجوم كيميائي في مدينة إدلب، لأنه فيما يتعلّق بسورية، يتمّ تطبيق سيناريو تمّ تصميمه من قبل فرنسا وإنكلترا منذ أكثر من 70 عاماً من أجل تقسيمها بهدف السيطرة على وسائل وطرق نقل إمداد النفط. كما أن الإعلام الغربي المواكب لهذه البروبوغاندا، لا يمكن أن يكون موضوعياً، لأن  الجزء الأكبر منه مستمر في الأيديولوجية التي وضعتها له الولايات المتحدة الأمريكية!.

سورية، التي ترفض أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، باعتباره جريمة ضد الإنسانية وأمراً مرفوضاً وغير أخلاقي ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان، انضمّت إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ونفذت كل التزاماتها وحقّقت إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المنظمة، ورغم ذلك يحاول الإعلام الغربي وبعض الناطقين باللغة العربية تزييف الحقائق وفبركة الأدلة والاتهامات بحق الحكومة السورية، لتنفيذ أجندات قوى العدوان التدخلية الهدامة، متجاهلة كافة المعلومات الموثقة عن حيازة الجماعات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها “داعش” و”جبهة النصرة”، لمواد كيميائية سامة وصلت إليها، ومنها مادة السارين، عبر الأراضي التركية وبعلم نظام أردوغان.

واليوم، تتجاهل تلك الدول المعلومات الموثّقة حول إدخال ما يُسمّى “هيئة تحرير الشام” الإرهابية صهاريج محملة بالكلور الخام عبر معبر “باب الهوى” إلى بلدة “أطمة” تمهيداً لاستخدامها ضد المدنيين في ريف إدلب، لاتهام الجيش العربي السوري وحلفائه، في محاولة لتكرار المسرحية الدامية التي مارستها واشنطن ضد العراق تحت عنوان كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية، وكما حصل في خان العسل والغوطة الشرقية وتل منس وسرمين وقنينص… وغيرها. والسؤال: هل من يقبل باستخدام سورية سلاحاً كيميائياً، لا تملكه أساساً، حسب بيان البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية.

ألاعيب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وتركيا تضع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمام مسؤولياتها لجهة عدم تجاهل هذه المعلومات، وضرورة أخذها بالجدية التامة والتعامل معها في إطار ولايتها، التي حدّدتها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بدلاً من أن تتحوّل إلى مطية لتوجيه اتهامات باطلة ضد سورية، وإبعاد الشبهات عن المجرم الحقيقي من الإرهابيين والدول الداعمة لهم.