أخبارصحيفة البعث

بعد التدهور الأمني.. طهران تستضيف الحوار الأفغاني- الأفغاني

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة تلقت هزيمة في أفغانستان، موضحاً أن وجودها في هذا البلد لأكثر من عقدين تسبّب في دمار كبير، فيما قال الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، إن وجود القوات الأمريكية في بلاده ساهم في تنامي الإرهاب، معتبراً أن واشنطن والناتو لم ينجحا بمحاربة الإرهاب لأنهما لم يحارباه بأمانة.

ووصف ظريف، في كلمة له خلال افتتاح اجتماع الحوار الأفغاني الأفغاني الذي عقد في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية بطهران اليوم، العودة إلى طاولة المفاوضات بأنها الخيار الأفضل للقادة والتيارات السياسية الأفغانية، وقال: “يجب على الشعب الأفغاني والقادة السياسيين اتخاذ قرارات صعبة لبلدهم”، مشدّداً على التزام إيران بالإسهام في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لأفغانستان بعد إحلال السلام فيها.

وتستضيف طهران أربعة وفود أفغانية لمناقشة وتبادل وجهات النظر ومراجعة العلاقات الثنائية.

يذكر أن وتيرة العنف والمواجهات الدامية تصاعدت بين القوات الحكومية الأفغانية ومسلّحي حركة “طالبان”، في ظل تعثّر المفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، والبحث في المستقبل السياسي للبلاد.

إلى ذلك، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، إن وجود القوات الأمريكية في بلاده ساهم في تنامي الإرهاب، معتبراً أن واشنطن والناتو لم ينجحا بمحاربة الإرهاب لأنهما لم يحاربا بأمانة.

وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أن “الولايات المتحدة جاءت باسم محاربة الإرهاب إلى أفغانستان قبل 20 عاماً”. “هل حاربوه بنجاح؟ هل حاربوه بأمانة؟ لا. لذلك، فأنا، كأفغاني، لن أرحب بعودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان باسم محاربة التطرّف”. ولفت إلى أن قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية “مستعدة بشكل أفضل” لحماية أفغانستان بمفردها بينما تغادر القوات الدولية البلاد، لكنه أكد أن الأفغان يجب أن يتعاملوا مع التدخل الأجنبي المستمر في بلادهم، وأضاف: قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بقصف وإيذاء الشعب الأفغاني وإنشاء سجون في بلدنا.. وهذا أدى إلى ما نحن عليه اليوم.

وشدد كرزاي على أن أفغانستان ليست دولة فاشلة، مضيفا أنه “فيما يتعلق بالشعب الأفغاني، فقد وضع دستوراً، وذهب إلى الانتخابات، واعتنق الديمقراطية بكل إخلاص، وذهب إلى المدرسة، ولدينا الملايين من الفتيان والفتيات الأفغان المتعلمين اليوم”، مضيفاً: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا لقيادة أفغانستان على المسار الصحيح وتمثيلها بشكل جيد على الساحة الدولية”.

وردا على تصريحات قائد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال سكوت ميللر، الذي قال إن ” هناك احتمالا لوقوع حرب أهلية في البلاد بينما تغادر القوات الدولية”، قال كرزاي: إن “الجنرال الأمريكي مخطئ جداً..  فبدلاً من القول إنهم ساعدوا أفغانستان على الاستقرار، فإنهم يغادرون ويحذرون من حرب أهلية.. وهذا يعني أنهم فشلوا لكننا نحن الأفغان لم نفشل”.

بالتوازي، أعلن مصدر أمني في طاجيكستان أن نحو 300 جندي أفغاني كانوا قد عبروا الحدود إلى طاجيكستان أثناء تراجعهم أمام تقدم مقاتلي “طالبان” نقلوا جوا إلى بلادهم في الساعات الأولى من صباح اليوم.

وقال المصدر لوكالة “رويترز”: إن حكومة كابل أرسلت عدة طائرات إلى مطار كولوب وأقلعت الليلة الماضية وعلى متنها نحو 280 جندياً، وأضاف المصدر أن 300 آخرين من المقرر أن يغادروا خلال الأيام المقبلة.

وأبدت طاجيكستان قلقها بشأن عبور الحدود، وقالت إنها ستحشد 20 ألفا من قواتها لتعزيز حماية الحدود مع جارتها الجنوبية.

وتراجع مئات من أفراد قوات الأمن الأفغانية وعبروا الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان هذا الشهر مع تقدم حركة “طالبان” في شمال أفغانستان فيما يشير ضمنا إلى تدهور الأوضاع مع اقتراب القوات الأجنبية من استكمال انسحابها بعد حرب دامت نحو 20 عاماً ومحادثات سلام متعثرة.

وفي السياق نفسه، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن بلاده ستفعل كل شيء لحماية الحلفاء من التهديد القادم من أفغانستان، بما في ذلك استخدام القاعدة العسكرية في طاجيكستان.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب مباحثات أجراها مع وزير خارجية لاوس ساليمساي كوماسيت: “سنفعل كل شيء، بما في ذلك استخدام قدرات القاعدة العسكرية الروسية على حدود طاجيكستان مع أفغانستان، لمنع أي تجاوزات عدوانية ضد حلفائنا”. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع نظيريه في طاجيكستان وأوزبكستان، وهو على اتصال مع زعماء آخرين في آسيا الوسطى. وشدد على أن “الالتزامات في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي تظل سارية المفعول بالكامل. وقد زار ممثلو الأمانة العامة للمنظمة منطقة الحدود الطاجيكية الأفغانية، وقاموا بتقييم الوضع، وسيقدمون تقريرا إلى المجلس الدائم”.

وذكر رئيس الدبلوماسية الروسية أن الاتحاد الروسي يراقب الوضع في أفغانستان عن كثب، موضحا أن “الوضع يميل إلى التدهور السريع، بما في ذلك في سياق الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية وقوات الناتو الأخرى، والتي لم تحقق على مدى عقود من وجودها في هذا البلد نتائج ملموسة من ناحية استقرار الوضع هناك”.