ثقافةصحيفة البعث

مهرجان التراث الشعبي السابع في أرواد

طرطوس – لؤي تفاحة

أطلقت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة فعاليات مهرجان التراث الشعبي السابع الذي تقيمه مديرية التراث اللامادي بالتعاون مع مديرية الثقافة بالمحافظة تحت عنوان “أرواد بحر التراث”.

وخلال جولتها على ورشات صناعة السفن اطلعت الوزيرة والوفد المرافق لها على تاريخ صناعة السفن والصعوبات التي تواجه هذه المهنة في محاولة لإيجاد الحلول لتبقى مستمرة، حيث تلخّصت مطالب صانعي السفن والصيادين بدعم هذه الصناعة بشكل كامل والسماح لهم بالصيد خارج المياه الإقليمية، إضافة إلى مطالب اجتماعية أخرى كتأمين طبيب مقيم دائم لمعالجة الحالات الصحية الطارئة بالجزيرة. كما تمّ افتتاح معرض للمهن اليدوية المستوحاة من البيئة البحرية والمصنوعة من الصدفيات ومخلفات البحر.

وقد أكدت الوزيرة في تصريحها للصحفيين أن زيارة اليوم رسالة مهمّة للغاية لأسباب لا تتعلق فقط بالتراث الشعبي وإنما بالتراث ككل، خصوصاً وأن أرواد تتميّز بتاريخ عريق وتختزل الحضارة السورية وما قدّمه السوريون للعالم. مضيفة أن للجزيرة بأبراجها وقلاعها وسورها ومهارات أهلها مكانة عالية، وتجسد تراثاً غنياً متنوعاً إضافة إلى مهارات وحكايات وأساليب عيش وصناعة عريقة، رأينا اليوم نماذج منها وهي صناعة القوارب ومن لا يعرف عليه بزيارة أرواد ليجد أعجوبة سفن ضخمة وسفن صيد تصنعها أيادٍ ماهرة توارثت هذه الحرفة التي لم تدخل الآلة فيها وعمل أهل أرواد على نقلها لأبنائهم والأجيال اللاحقة.

من جانبه قال كمال بدران مدير الثقافة إن الأمة الحيّة هي الأمة التي تعتز بتراثها لأن ذلك التراث جزء أساسي من مكونات تاريخ وحضارة تلك الأمة، وهو الذي يوثق ويكشف عن عراقتها ويحافظ على الهوية التي تميّزت بها عن غيرها من الأمم، مضيفاً أنه حريّ بنا أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على تراثنا ونحميه لأن فقدانه هو زوال للهوية وللذاكرة، وسورية كانت دائماً مستهدفة لما تمتلكه من ماضٍ مجيد وثقافة عريقة تعود لآلاف السنين، مؤكداً أن الأمة التي تمتلك هذا الماضي وهذا الإرث لا يُخشى عليها وستستمر وستصمد.

واستمرت فعاليات اليوم الثاني للمهرجان في تقديم محاضرتين حول قلعة أرواد وتاريخها في المركز الثقافي في طرطوس، حيث أشار المهندس مروان حسن مدير دائرة آثار طرطوس في محاضرته إلى حياة البحارة وما كانت تحتويه من أدوات ومعدات ومستلزمات معيشية خلال رحلتهم البحرية الطويلة والتي كانت تجوب أعالي البحار وغيرها بحثاً عن الرزق والتجارة وغيرها. وقدّم منذر رمضان عضو اتحاد الحرفيين في طرطوس لمحة موجزة عن السفينة الفينيقية الشهيرة ورحلتها وصولاً إلى ولاية فلوريدا الأمريكية، وتحدث عن التاريخ القديم لأبناء أرواد ودورهم المهمّ في حركة التجارة العالمية وشهرتهم التي تفوق التصوّر وحبهم وتعلقهم ببلدتهم وحرصهم على أن تبقى منارة للسفن والبحارة وحركة التجارة وإبداعاتهم في صناعة السفن.