مجلة البعث الأسبوعية

رياضتنا تشارك بستة أبطال في أولمبياد طوكيو. . وحصادها توقف عند ثلاث ميداليات

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

تبحث الرياضة السورية في أولمبياد “طوكيو 2020” عن تحقيق نتائج إيجابية، حيث سيكون الصعود إلى منصات التتويج في الأولمبياد (والمقرر في 23 من تموز الجاري وحتى السابع من آب المقبل) مهمة صعبة بالنسبة إلى رياضيتنا التي تشارك ببعثة مؤلفة من ستة لاعبين (خمس لاعبين ولاعبة)، وبمستويات وحظوظ تبدو ضعيفة قياساً بمعظم مشاركاتها السابقة؛ وهذا الأمر يعني في واقع الحال جمود حصادها الأولمبي عند ثلاث ميداليات: ميدالية ذهبية لغادة شعاع في مسابقة السباعي في أولمبياد أتلانتا عام 1996، وفضية المصارعة الحرة لجوزيف عطية في أولمبياد لوس انجلوس عام 1984، وبرونزية الملاكم ناصر الشامي في وزن 91 كغ في أولمبياد أثينا عام 2004؛ وتضم قائمة اللاعبين المتأهلين لطوكيو كلاً من هند ظاظا بطلة كرة الطاولة، ومجد الدين غزال في ألعاب القوى (الوثب العالي)، والفارس أحمد حمشو، والرباع معن أسعد (في وزن +109 كغ)، والسباح أيمن كلزية، ومحمد ماسو في الترياتلون

 

مشاركة جديدة

وكانت بعثتنا المشاركة بالدورة الأولمبية قد استعدت الاستعداد المناسب عبر المشاركة في المعسكرات والبطولات المختلفة، ولمع منها العديد من الأسماء، وفي مقدمتهم اللاعب غزال، الذي أينما حل بمشاركاته كان متألقاً وحقق أرقاماً قياسية مختلفة ومراكز صدارة عديدة والآمال كلها مبنية عليه.

وتعد هذه المشاركة مشاركة نوعية بكل المقاييس، لأن معظم لاعبينا استطاعوا بلوغ التظاهرة العالمية الكبيرة من دون انتظار البطاقات المجانية الممنوحة من اللجنة الأولمبية الدولية، بل من خلال تحقيقهم أرقام التأهل المطلوبة في البطولات الدولية. و‏مع أن عدد رياضيينا المشاركين في الأولمبياد قليل، إلا أن الآمال المعقودة عليهم كبيرة، فقد ذهب للأولمبياد صفوة الصفوة، وننتظر منهم المراكز والأرقام المتقدمة والمتميزة، عسى أن يعيدوا إنجازات رياضيينا السابقين.

 

الأمور جيدة

أمين عام اللجنة الأولمبية السورية ناصر السيد أوضح لـ “البعث الأسبوعية” أنه تم “الانتهاء بشكل كامل من إجراءات سفر البعثة، المقرر يوم 17 الجاري، حيث سيتم سفر الرياضيين والمدربين حسب المواعيد المحددة، وفقا لمدة الإقامة المعتمدة من اللجنة المنظمة، والتي فرضتها جائحة كورونا؛ كما أن كافة لاعبينا المشاركين بالأولمبياد أنهوا المعسكرات التي كانت موضوعة لهم من قبل اتحادات الألعاب والمدربين لتحقيق المنافسة اللائقة فنيا. أما من الناحية الإدارية، فتم استلام بطاقات الاعتماد لكامل أفراد البعثة السورية المشاركة، وهذه البطاقات بمثابة فيزا لدخول اليابان عدة مرات، خاصة فيما يتعلق بأماكن الإقامة وتثبيت فترات المنافسات وأماكن التدريب ومواعيد الاجتماعات الفنية للألعاب المشاركة، وبحث الجوانب المرتبطة بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال المنافسات وأثناء الإقامة في القرية الأولمبية، تماشياً مع البروتوكولات الصحية المعتمدة لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي بين الرياضيين وكافة البعثات طوال فترة الحدث، ومن ثم توالي سفر الرياضيين والمدربين حسب المواعيد المحددة وفقاً لسياسة مدة الإقامة التي تكون أول مرة في الألعاب الأولمبية بسبب وباء كورونا؛ كما حرص المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام على تأمين كافة التجهيزات الرياضية اللازمة واللائقة لكل أفراد البعثة، من لباس وأدوات مشاركة، وكذلك تم أيضا إجراء فحص طبي شامل لكامل أفراد البعثة للاطمئنان على صحتهم، كما تم اخذ لقاحات الكورونا.

وبين السيد أن ما يميز المشاركة في هذا الأولمبياد عن غيره من الدورات هو تأهل أصغر لاعبة للأولمبياد، هند ظاظا، في رياضة كرة الطاولة، ولأول مرة تأهل لاعب الترياثلون محمد ماسو بعد أن تأهل سابقاً لاعب الترياثلون زكريا خراط لأولمبياد بيونيس آيريس للشباب. ‏

 

هند ظاظا الأصغر سنا

وستكون هند ظاظا أصغر لاعبة تشارك في الأولمبياد، وخامس أصغر لاعبة تشارك في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، منذ الرومانية بياتريس هويتو في نسخة 1968، حيث تعد هند أول لاعبة كرة طاولة في تاريخ سورية تستطيع حجز مقعد لها في الأولمبياد بشكل مباشر (فقد سبق لهبة اللجي أن شاركت في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ببطاقة دولية)، بعدما تغلبت في نهائي التصفيات التأهيلية على اللبنانية المخضرمة ماريان ساهاكيان صاحبة الـ 42 عاما. وقد بدأت هند ظاظا ممارسة اللعبة في 2014، عندما كان عمرها بين 5 – 6 سنوات؛ وعام 2016 شاركت لأول مرة في بطولة غرب آسيا للأمل، وبطولة التحدي في قطر، واستطاعت لفت الأنظار مبكرا رغم أنها كانت أصغر اللاعبين المشاركين سنا.

وعبرت هند لـ “البعث الأسبوعية” عن فرحتها بالمشاركة بالأولمبياد، مؤكدة أن “المنافسة ستكون قوية، خاصة وأن المشاركين هم أبطال العالم باللعبة، ورغم ذلك سأسعى لتحقيق مركز يليق بسمعة الرياضة السورية”.

 

أمل كبير على مجد غزال

ويترقب الجميع منافسات الوثب العالي، حيث الآمال كبيرة على مجد الدين غزال الذي استعد جيدا من خلال معسكرات كثيرة، وسبق له تحقيق العديد من الألقاب المحلية والعربية والقارية والدولية، أبرزها برونزية البطولة العربية للرجال في الأردن، وعام 2008 حصد فضية بطولة آسيا للصالات المغلقة في قطر، وبرقمٍ سوري جديد، كما توج بذهبية دورة الفجر للصالات بإيران، وشارك في أولمبياد بكين واحتل المركز 24 على مستوى العالم، وفي عام 2017 فاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم في لندن مع قفزة 2.29 متر، وكانت الميدالية الثانية لسورية في التاريخ، بعد غادة شعاع (ذهبية في عام 1995، وبرونزية في عام 1999، تنافس في سباق سباعي)، وحقق عام 2019 ذهبية مسابقة الوثب العالي في بطولة آسيا لألعاب القوى بنسختها رقم 23 التي أقيمت في الدوحة، مسجلا أفضل رقم عالمي وآسيوي للعام بالقفز لارتفاع 2.31 متر، كما حصل في آخر تصنيف عالمي على 1312 نقطة ليتأهل مع 32 لاعباً لأولمبياد طوكيو 2021.

 

تفاؤل موجود

وحجزت الفروسية البطاقة الأولى لها إلى الأولمبياد عبر أحمد حمشو، بعد إعلان تأهله ضمن فعاليات المرحلة التاسعة لدورة السلام الدولية لقفز الحواجز، والتي جرت في نادي باسل الأسد للفروسية بالديماس عام 2019؛ وتصدر منتخبنا عبر حمشو الترتيب العام لدول المجموعة الـ 7 ضمن مجموعات الاتحاد الدولي للعبة، والتي تضم الدول العربية وجنوب أفريقيا حيث حقق حمشو 871 نقطة مع جواده كوينتس. وشارك حمشو في 20 دورة دولية أوروبية وعربية مؤهلة منها 6 دورات دولية أقيمت في سورية، وأطلق عليها دوري السلام، وجرت بإشراف الاتحاد الدولي للعبة، كما تأهل إلى بطولة العالم للتحمل عام 2006 في ألمانيا، بعدها توج بفضية الدريساج للفرق مع منتخبنا في البطولة العربية التي جرت في مصر عام 2007، وبرونزية التحمل، وبعدها تأهل لبطولة العالم في أميركا عام 2010، كما تأهل لنهائيات كأس العالم 2011 في ألمانيا؛ وفي عام 2012، كان أول فارس سوري يتأهل ويشارك في أولمبياد لندن، وفي 2014 تأهل إلى بطولة العالم في فرنسا، وحاز على بطولة الجائزة الكبرى في مدينة العين الإماراتية. وتوج حمشو ببطولة الجائزة الكبرى في أبو ظبي 2015، وببرونزية الفرق مع المنتخب السوري في بطولة آسيا للصالات التي جرت في تركمانستان عام 2018.

 

أرقام قياسية

وحقق الرباع معن أسعد أولى بطولاته الدولية بعمر 14 عاماً في بطولة آسيا للناشئين التي جرت في أوزبكستان عام 2009، كما حقق في بطولة آسيا في قيرغزستان المركز الأول عام 2013، وأحرز ذهبية بطولة كأس التحدي العالمية في سويسرا عام 2019، كما حقق المركز الخامس على العالم في تايلاند 2019.

وفي عام 2021، أحرز 3 ميداليات فضية في بطولة آسيا لرفع الأثقال التي جرت في أوزبكستان إضافة إلى تحقيقه العديد من الأرقام القياسية على مستوى بطولة العرب.

 

تأهل بمنحة

ونال أيمن كلزية بمنحة من الاتحاد الدولي للسباحة، بعد أن شارك بعدة دورات ودية ودولية، وأهم إنجازاته برونزية كأس العالم في دبي 2014، وفضيتان وبرونزية في بطولة آسيا بأوزبكستان. كما تأهل محمد ماسو – المقيم في ألمانيا هو الآخر – بمنحة دولية في الترياتلون، ويطمح لقلب التوقعات وتحقيق مركز متقدم، وسبق له المشاركة في الدوري الألماني والهولندي، وأحرز المركز التاسع في دورة ألعاب المتوسط الشاطئية في إسبانيا 2018، والمركز السادس في دورة الألعاب الآسيوية في باليمبانغ بإندونيسيا 2018، كما حقق المركز 11 في بطولة كأس آسيا في شيمكانت كازاخستان 2019، والمركز 11 في بطولة آسيا الكبرى في كوريا غوانجو 2019، والمركز السابع في بطولة كأس آسيا في قيرغزستان 2019، والمركز الثالث في دورة ألعاب البحر المتوسط الشاطئية في باتراس اليونان.

 

مشاركات سابقة

وتشارك سورية في الألعاب الأولمبية للمرة الـ 15 عبر تاريخها، وأولها كان قبل 60 عاماً، وتحديداً في أولمبياد لندن 1948، حيث تمثلت بالسباح زهير شربجي الذي حل سادساً في مسابقة الغطس.

وكانت المشاركة الثانية في أولمبياد مكسيكو بمصارعين في الرومانية خرجا من الدور الأول. وشهدت المشاركة الثالثة في أولمبياد ميونيخ 1972 دخول المرأة السورية ممثلة بالعداءة ملك الناصر التي خرجت من الدور الأول لسباق 800 م، كما كان حال المصارعين محمد الساس وفوزي سلوم.

وأوفدت سورية أكبر بعثة إلى أولمبياد موسكو 1980، وتمثلت سورية بعد أربع سنوات في أولمبياد لوس انجلوس 1984 بتسعة رياضيين في ثلاث ألعاب، هي المصارعة والملاكمة والغطس، وحصلت على أول ميدالية أولمبية في تاريخها عبر جوزيف عطية الذي نال فضية وزن 100 كغ في المصارعة الحرة.

وارتفع عدد المشاركين السوريين في أولمبياد سيؤول 1988 إلى 13 لاعباً في أربع ألعاب، وانخفض العدد من جديد إلى تسعة في أولمبياد برشلونة 1992 نافسوا في ست ألعاب هي الملاكمة وألعاب القوى والرماية والسباحة والمصارعة والجودو، وشهدت هذه الدورة أول ظهور لغادة شعاع التي احتلت المركز الخامس في المسابقة السباعية مسجلة 5278 نقطة.

وحملت المشاركة الثامنة في أولمبياد أتلانتا 1996 أول ذهبية لسورية عبر غادة شعاع نفسها، بعدما سجلت 6563 نقطة، ومثّل سورية في سيدني 2000 ثمانية رياضيين، في أربع ألعاب، هي الرماية والقوى والسباحة الملاكمة، خرجوا جميعهم من الدور الأول.

وجاءت المشاركة السورية العاشرة في أولمبياد أثينا 2004 بالميدالية الثالثة عندما حصلت الملاكمة على برونزية وزن 91 كلغ، واقتصرت المشاركة على ستة رياضيين (خمسة ذكور وسيدة واحدة) في خمس رياضات، هي ألعاب القوى والسباحة والملاكمة والجودو والرماية.

وفي أولمبياد بكين 2008، شاركت سورية بسبعة رياضيين (خمسة ذكور و2 إناث) في أربع ألعاب هي ألعاب القوى والسباحة والترياتلون ورفع الأثقال.

وفي أولمبياد لندن 2012 شاركت سورية ببعثة ضمت عشرة رياضيين (6 ذكور و4 إناث) في سبع ألعاب، هي رفع الأثقال والسباحة وألعاب القوى والملاكمة والدراجات والرماية والفروسية، ومثلها كل من العداءة غفران محمد ومجد غزال والسباحين آزاد برازي وبيان جمعة والرامية راية زين الدين والدراج عمر حسنين، والملاكم وسام سلامانة والفارس أحمد حمشو والرباع عهد جغيلي والرباعة ثريا صبح.

أما في أولمبياد ري ودي جانيرو 2016 فشاركت سورية بسبعة رياضيين، أربعة منهم رجال وثلاث سيدات في ألعاب القوى والسباحة وكرة الطاولة والجودو ورفع الأثقال، ومثلها كل من مجد الدين غزال باعتباره تأهل إلى نهائي الوثب العالي – لكنه لم ينجح بتحطيم رقمه الشخصي بالقفز 236 سم، واكتفى بالقفز 229 سم فقط، ولو حقق رقمه لأحرز ميدالية – وغفران محمد والسباحين أزاد برازي وبيان جمعة، ولاعبة كرة الطاولة هبة اللجي، ولاعب الجودو محمد قاسم، ولاعب رفع الأثقال معن أسعد.