مجلة البعث الأسبوعية

شينغيانغ و”الطريق الأصفر” للإرهاب.. وجدت واشنطن في شبكات الأويغور في المنفى أداتها لتنظيم ثورة ملونة في الصين

“البعث الأسبوعية” ــ علي اليوسف

يعتبر يوسف ألبتكين أباً لحركة الأويغور الانفصالية الحالية، وهو متطرف يميني، وابن مسؤول محلي في كاشغر، خدم تحت راية الكومينتانغ الذين تمتعوا بالدعم العسكري والاقتصادي للولايات المتحدة في مخطط معاد يهدف أساساً للقضاء على الشيوعيين أو إجبارهم على الاستسلام. ولم يكن ليعرف أن ألبتكين والأيديولوجيات العرقية الفاشية التي كان يحتفظ بها ستعود في دورة كاملة بعد 21 عاماً من وفاته – وعلى نطاق عالمي، هذه المرة – حيث يرى أن خلفيته الإيديولوجية اليمينية توفر دعما كاملا للأصوليين الذين يصطفون للضغط من أجل الإطاحة بالحزب الشيوعي الصيني.

 

الرعاية الأمريكية

في أيام احتضار إدارة ترامب، أشرفت الإدارة الأمريكية على رفع مجموعة إرهابية غامضة نسبياً – حركة تركستان الشرقية الإسلامية، ويشار إليها أحياناً باسم الحزب الإسلامي التركستاني – من قوائمها الإرهابية، وذلك بحجة أنه لا دليل موثوقا على أن المجموعة لا تزال قائمة، وهو ما يتناقض مع ما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية قبل ذلك بـ 3 أشهر، عندما أشارت إلى سيطرة الحركة على ما بين 1100 و3500 مقاتل، معظمهم في سورية وأفغانستان، حيث أمر الرئيس نفسه بالتصعيد بحملة قصف ضد هذه المنظمة غير المعروفة.. لماذا إذن أصرت الولايات المتحدة فجأة على أن الحركة غير موجودة، خاصةً أنها لا تزال تعتبر جماعة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وروسيا؟ وما هي أهمية هذه المنظمة المشبوهة؟

لقد صورت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام “البديلة” و”المستقلة” ومنصاتها الإعلامية جمهورية الصين الشعبية على أنها منتهك لحقوق الإنسان على قدم المساواة مع ألمانيا النازية، حيث قامت بتدوير نظريات جديدة لـ “الإبادة الجماعية المزدوجة” لجعل الشيوعيين أشراراً على قدم المساواة مع الفاشيين الهتلريين.

ووسط التحركات الانفصالية للأويغور، خرجت جمهورية إسلامية انفصالية قصيرة على أنها دولة تستلهم الإصلاح والحداثة الإسلامية، واتهم ألبتكين، رائد الحركة الانفصالية الدولية الأويغورية، بريطانيا بتنظيم تمرد للاستيلاء عليها.

في وقت لاحق، عندما تم دمج ألبتكين في الجهاز السياسي لحزب الكومينتانغ، قام بزيارات إلى مصر وسورية وتركيا أثناء القصف الجماعي للمسلمين الصينيين من قبل اليابان.

كان أحد المؤهلات الأساسية لتعيين مقعد للحكم تحت حكم حزب الكومينتانغ هو معاداة الشيوعية والسوفييت، وهو أمر تمتع به ألبتكين، حتى أنه اعترف مرة أنه “سعى للقضاء على جميع الروس واليساريين في الحكومة، وشجع المدارس على تضمين التعليم الديني في مناهجها”.

تحت حكم ألبتكين، هاجم الأصوليون الدينيون منازل الصينيين المتزوجين من نساء مسلمات واختطفوا زوجاتهم، وأجبر العديد منهن على الزواج من رجال أكبر سناً. وعلى الرغم من أن أعمال العنف أودت بحياة الكثيرات منهن، لم يكن هناك أي رد حكومي خلال فترة ولايته. فقد كان ألبتكين أحد المعارضين المتحمسين للتجانس، وكان إحدى الشخصيات المحركة التي تعمل على منع التزاوج بين “الهان” الصينيين ومسلمي الأويغور. ومع امتداد الحرب الأهلية الصينية لفترة أطول، نما ألبتكين أكثر فأكثر مع تراجع حزب الكومينتانغ والتقى بكل من القناصل الأمريكيين والبريطانيين في شينغيانغ الذين أيدوا حركته لتعميق التدخل في الصين.

مع انتصار الثورة الصينية، ذهب ألبتكين إلى المنفى في عام 1949، واستقر في النهاية في تركيا وبرز كزعيم للحركة الانفصالية الدولية طوال النصف الأخير من القرن العشرين. شرع في حشد الدعم الدولي لقضية “استقلال تركستان الشرقية”، ومغازلة كبار المسؤولين الأمريكيين والمنظرين اليمينيين المتطرفين والعثمانيين الجدد في تركيا. في نفس العام، اكتمل “التحرير السلمي لـ شينغيانغ، وانتهى باستسلام حزب الكومينتانغ ووضع حد للتدخل الخارجي. بحلول عام 1955، غيّر ماو تسي تونغ دور شينغيانغ في الجمهورية الشعبية المؤسسة حديثاً من مقاطعة إلى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي.

عندها بقي ألبتكين على اتصال مع الولايات المتحدة، وفي مذكرة موجهة إلى الرئيس ريتشارد نيكسون، توسل للحصول على الدعم. في عام 1969 أعلن دعمه الكامل للحرب الأمريكية على فيتنام قائلاً: “نحن متفائلون وسعيدون بأن الولايات المتحدة، كقلعة للحرية، تحمي الدول الأسيرة”. ثم طالب الولايات المتحدة “الحامي الوشيك للدول الأسيرة”،، لدعم قضيتهم الانفصالية.

كتب ألبتكين في العام التالي أن الخطر” الصيني كان في طور التطور ليبتلع الأرض على طريق الغزو الصيني للعالم، ونصح ألبتكين نيكسون بالقتال كوسيلة لتسريع عملية تفكيك الإمبراطورية الصينية من خلال دعم الحركات الانفصالية، كتلك التي يقودها قوميو تركستان الشرقية.

 

الدور التحريضي

من خلال دعم برنامج مفصل لتغيير النظام في جمهورية الصين الشعبية، كانت مؤامرة ألبتكين واحدة من أولى الاستراتيجيات للتدخل الإمبريالي في الصين، وحشد الدعم لقضيته بين “العالم الحر”، وإنشاء معاهد أكاديمية من أجل دراسة كل الأقليات القومية التي تعيش في الصين، والدعوة إلى تطوير جهاز دعاية إعلامي تستهدف الأقليات القومية من خلال تشغيل شبكة راديو تبث إلى هذه القوميات بلغاتها الخاصة ووضع خطة لتأمين تعاون الأقليات القومية من أجل تدريب الأطفال المنفيين غير الصينيين في الخارج.

في عام 1970، سافر ألبتكين إلى واشنطن والتقى وزملاؤه الانفصاليين من تركستان الشرقية بأعضاء الكونغرس الأمريكي. قبل يوم واحد فقط من لقائه مع نيكسون، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً عن “حركة تركستان الحرة” تهدف إلى تحرير المقاطعة الواقعة في أقصى غرب الصين، شينغيانغ، المجاورة لكازاخستان، وهي معلومات، بالطبع، قدمها ألبتكين نفسه.

إركين ألبتكين، ابن عيسى ألبتكين، هو قومي آخر من عموم تركيا ومسؤول سابق في حزب الكومينتانغ، فر من شينغيانغ في عام 1949، وعمل في “إذاعة أوروبا الحرة”، ثم عمل لصالح وكالة المخابرات المركزية. في عام 2004، أصبح الرئيس المؤسس لمؤتمر الأويغور العالمي، والصديق المقرب للدالاي لاما، المدعوم من الولايات المتحدة، والممول من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

ومثلما تنشر حكومة الولايات المتحدة وأبواقها الإعلامية الكاذبة حول شينغيانغ، جربت على مدى عقود نفس الإستراتيجية في التبت، ونشرت معلومات مضللة ومولت الانفصاليين، بالإضافة إلى العمل لعقود مع وكالة المخابرات المركزية لإدارة عملية ناجحة لتغيير النظام ضد الصين. في الخمسينيات وطوال الستينيات، دربت وكالة المخابرات المركزية القوات شبه العسكرية التبتية في كولورادو، وزودتهم بالمساعدات، وأنزلتهم بالمظلات إلى جبال الهيمالايا. وللمساعدة في محاربة الشيوعيين الصينيين، وكجزء من برنامج التبت، دفعت وكالة المخابرات المركزية أيضاً، على مدار عقدين تقريباً، للدالاي لاما 15000 دولار شهرياً.

يتمتع الدالاي لاما بسجل سيئ من التحالفات، وغالباً ما يُرى مع أولئك الموجودين في أقصى اليمين، حيث يكمن تعاطفه الحقيقي. ولم يكن ألبتكين مختلفاً، حيث قال لصحيفة “واشنطن بوست” عام 1999: “إننا نعمل بشكل وثيق جداً مع الدالاي لاما. إنه مثال جيد جداً بالنسبة لنا”.

 

تركستان الشرقية الثالثة

بعد سنوات، تم تشكيل دولة جديدة – هي تركستان الشرقية الثالثة – رسمياً في واشنطن، في 14 أيلول 2004. ووسط التلويح بالأعلام الأمريكية والأويغورية، تحدث أنور يوسف توراني، رئيس الوزراء، عن حاجة الدولة الجديدة إلى المساعدة الاقتصادية والاعتراف الدولي بتمويل وتدريب من شبكة “القاعدة” التي يتزعمها أسامة بن لادن. في الواقع، شكل الأويغور نسبة كبيرة من المعتقلين – على الأقل 22 – في خليج غوانتانامو منذ عام 2001. وقد تم إطلاق سراح خمسة منهم، وتم إرسالهم في النهاية إلى ألبانيا، وسط جدل كبير. ومن المفارقات أن منظمة مؤثرة أخرى انبثقت عن الكونغرس – الحملة من أجل الأويغور – ترأسها الآن روشان عباس، نائب الرئيس السابق لجمعية الأويغور الأمريكية، والتي عملت سابقاً في خليج غوانتانامو لدعم حرب بوش على الإرهاب والقيام بمهام في راديو آسيا الحرة، وهو منصة دعائية أسستها وكالة المخابرات المركزية ومولتها حكومة الولايات المتحدة، تم إنشاؤها بعد الثورة الصينية كأداة لنشر معلومات مضللة حول بكين والاشتراكية في شرق آسيا، والمنظمة الأم هي الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي (USAGM)، وهي ذراع لجهاز الأمن القومي في واشنطن الذي يدير العديد من وسائل الإعلام الحكومية.

عندما تأسس مؤتمر الأويغور العالمي في عام 2004، أشاد كبير مسؤولي برنامج آسيا لدى “الصندوق الوطني للديمقراطية” بهذه الخطوة، ووصفها بأنها “إنجاز عظيم”. كان “الصندوق” مظلة للقوة الناعمة تضم مجموعات دعائية ضخمة تقودها الحكومة الأمريكية مثل مجلة الديمقراطية، ومركز المساعدة الإعلامية الدولية. لقد تم تشكيل “الصندوق الوطني للديمقراطية” من قبل إدارة ريغان كوسيلة لتوفير غطاء إضافي لإجراء العمليات التخريبية دولياً، وبالتحديد في الاتحاد السوفييتي السابق. في نفس العام، تم تعيين إركين ألبتكين الرئيس الافتتاحي، كان معادياً متحمساً للشيوعية مثل والده، وقد خلفته ربيعة قدير كرئيسة، وهي مليونيرة استفادت من تناقضات “الإصلاح والانفتاح” في الصين في الثمانينيات. عمل زوج ربيعة قدير، صدّيق روزي، في وسائل الإعلام الحكومية الأمريكية مثل “صوت أمريكا” و”راديو آسيا الحرة”. التقت ربيعة قدير بـ جورج دبليو بوش عدة مرات، وحافظت على علاقات وثيقة مع شخصيات أخرى مثل الدالاي لاما وفاكلاف هافيل.

في العاشر من كانون الأول 2020، تفاخر “الصندوق الوطني للديمقراطية” على موقعه الرسمي على تويتر بأنه يمول مجموعات الأويغور. في نفس العام، أصدر الكونغرس أيضاً قانون سياسة حقوق الإنسان للأويغور لعام 2020، وأمر مكتب مدير “المخابرات الوطنية” الأمريكية، ووسائل الإعلام المدعومة من الدولة من “الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي”، ووزارة الخارجية، أن تراقب عن كثب الوضع في مقاطعة شينغيانغ الصينية، وتقديم تقارير منتظمة تهدد بفرض عقوبات على كبار المسؤولين الصينيين.

 

التدخل التركي في سورية

أيد ممثلون بارزون آخرون من “مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية” بشكل صريح التدخل العسكري التركي في سورية لزيادة الضغط على شينغيانغ، وأعلن سيت تومورك، الذي شغل منصب نائب الرئيس، أن الأويغور الصينيين ينظرون إلى “طلبات الدولة التركية كأوامر” ثم أعلن أن مئات الآلاف من الأويغور الصينيين كانوا على استعداد للالتحاق بالجيش التركي والانضمام لاحتلال تركيا غير الشرعي لشمال سورية إذا أمر بذلك أردوغان. وبعد تصريحاته بفترة وجيزة، توجّه مسلحون من الأويغور يرتدون الزي التركي إلى الجانب التركي من الحدود السورية، ونشروا مقطع فيديو هددوا فيه بشن حرب على الصين.

طور ألبتكين علاقات قوية مع اليمين التركي المتطرف، والتقى مع ألبارسلان تركيش، وهو فاشي قومي متطرف كان يؤمن بشدة بالتفوق العرقي التركي على الأقليات مثل الأكراد والأرمن، والذي كان بالنسبة له القضاء على الشيوعية بين السكان الأتراك في آسيا الوسطى السوفييتية وشينغيانغ حلماً لم يفارقه.

كان توركيش أيضاً مهندس “الذئاب الرمادية”، وهي “وحدة عسكرية شبابية” فاشية جديدة سميت على اسم الذئاب الأسطورية التي قادت القبائل التركية المشتتة من آسيا إلى موطنها في الأناضول. ومع استمرار وكالة المخابرات المركزية في توظيف عناصر من اليمين المتطرف، مثل عضو حزب الوحدة التركية، روزي نزار، وهو جندي فار من الجيش الأحمر انضم إلى النازيين خلال الحرب العالمية الثانية للقتال نيابة عن الجبهة الشرقية من أجل إنشاء “تركستان”، نسج المزيد منهم مصالح في الحركة التركية. وخير مثال على هذه المصالح هو روزي نزار، الذي أدار عمليات تدريب الذئاب الرمادية. ولكن بعد أن خسرت ألمانيا الحرب العالمية الثانية، وجد العديد من الجواسيس ملاذاً آمناً في مجتمع الاستخبارات الأمريكية، وكان روزي نزار أحد أهم هؤلاء الجواسيس، وأصبح رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في تركيا.

 

الأويغور وتركيا

طوال تسعينيات القرن الماضي، تم نقل مئات الأويغور إلى أفغانستان من قبل وكالة المخابرات المركزية لتدريبهم على حرب العصابات، وفي نفس الوقت تقريباً بدأت “حركة تركستان الشرقية” العمل باسم الحزب الإسلامي التركستاني (المعروف أيضاً باسم “كتيبة تركستان”). تعهد أسامة بن لادن بتقديم دعمه لـ “حركة تركستان الشرقية” خلال اجتماع عام 1999 في أفغانستان. وفي 28 حزيران 2016، أصبح الحزب التركستاني فصيلاً رسمياً تابعاً لـ “جبهة النصرة”، وهو تنظيم “القاعدة” في سورية.

عندما عادوا إلى شينغيانغ، شكلوا حركة تركستان الشرقية الإسلامية، واتبعوا سياسة زعزعة الاستقرار التي وضعها برنارد لويس، المتخصص في الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد، والذي دعا إلى إنشاء “قوس الأزمة” حول الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتي من خلال تمكين المتطرفين من التمرد ضد “الشيوعيين”.

كان تركيش الأب المؤسس لحزب العمل القومي اليميني المتطرف، واحد من عشرات الجماعات اليمينية المتطرفة النشطة في تركيا التي تروّج لنظرة عالمية متطرفة لعموم تركيا تدعي الحق في التوحيد على الأراضي التي تسكنها مجتمعات ناطقة بالتركية مثل أوزبكستان وكازاخستان وأذربيجان وشينغيانغ.

ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”، لطالما احتضن الجناح اليميني التركي حركة “تركستان الشرقية” الانفصالية بأذرع مفتوحة، وتطلع صوبها كقاعدة رئيسية للدعم السياسي. وقد صرح رجب طيب أردوغان، رئيس بلدية اسطنبول آنذاك، عندما افتتح حديقة باسم “ألبتكين” بعد وفاته في عام 1995، “شهداء تركستان الشرقية شهداؤنا”.

في الأيام الأولى للحرب الإرهابية على سورية عام 2011، غزت الفصائل الإرهابية مناطق شمال سورية، ولعبت دوراً داخل وخارج البلاد، وشكلت تركيا محوراً مع الغرب يحرك الإرهابيين. ومع بدء المزيد والمزيد من القوى الأجنبية تدريجياً في تأكيد نفوذها على المحاور السياسية في البلاد، ارتفع منسوب القتال إلى عنف مدمر.

في تموز 2015، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً أقرت فيه بأن الحزب الإسلامي التركستاني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ “القاعدة” وينشط في الحرب على سورية، وتحديداً في محافظة إدلب حيث تمتلك الولايات المتحدة شحنات صواريخ انتهى بها المطاف في أيدي الفصائل الإرهابية، ومنها أيضاً إلى جانب الحزب الإسلامي التركستاني، “أحرار الشام” وهي جماعة سلفية عنيفة أخرى متحالفة مع “القاعد” تتلقى أيضاً الدعم من تركيا.

وفي رسالة بريد إلكتروني مسربة من عام 2014، اعترفت هيلاري كلينتون – نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية – بأن الأنظمة المدعومة من الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد دعمت “داعش”، ما أثار ذعراً أخلاقياً. وفي رسالة بريد إلكتروني أخرى، هذه المرة من عام 2016، أشارت كلينتون إلى أنها سعت إلى سلسلة من الإجراءات “الأكثر قوة” و”سرية” في محاولة “فحص وتحديد وتدريب وتسليح كوادر المتمردين” في سورية.

وفي تقرير صدر عام 2017 عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، تم تأكيد حقائق التحول الديموغرافي في شمال سورية، حيث تم تحديد مواقع الآلاف من مقاتلي الأويغور في سورية، حيث قام نظام أردوغان بتسهيل بناء الفصائل الإرهابية في السنوات القليلة الماضية، ودعم بشدة العمليات السرية الأمريكية خلال الهجمات الإرهابية على سورية، ابتداءً من عام 2011، عندما أصبحت سورية رسمياً نقطة اشتعال للإرهاب الدولي.. إدلب هي وجهته النهائية.