أخبارصحيفة البعث

جينتيلوني: أهم مهمة عسكرية بتاريخ “ناتو” انتهت بطريقة كارثية

لا يزال الحديث عن الاستقلال الأوروبي التام عن الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية يشغل الكثير من المسؤولين الأوروبيين، على الرغم من المحاولات العديدة البائسة للتغطية على هذا الطموح الذي بات مطلباً حيوياً للدول الأوروبية التي تشكّل عمود الاتحاد الأوروبي الفقري، وهي في الوقت ذاته دول أساسية في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، حيث عبّر أكثر من مسؤول أوروبي رفيع عن هذا الطموح في أكثر من مناسبة.

وفي هذا السياق، قال المفوض الأوروبي المكلف الشؤون المالية والاقتصادية باولو جينتيلوني: إن أهم مهمة عسكرية بتاريخ الناتو انتهت بطريقة كارثية، معتبراً أن هذه الهزيمة ستكون ذات تأثير جيوسياسي كبير.

وفي حديث إلى صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية اليوم، قال جينتيلوني: “أحاول دائماً التمييز بين الخاتمة ومعنى المهمة في أفغانستان، التي لا أزال أدافع عنها، ولنفكر بهزيمة تنظيم “القاعدة”، لكن لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن حقيقة أن أهم مهمة عسكرية في تاريخ الناتو انتهت بطريقة كارثية”.

وأضاف: “لا يزال أمامنا أيام حساسة وصعبة للغاية. لم يتم تطبيع الوضع في كابل بشأن المطار بعد، وإذا نظرنا إلى أبعد من ذلك، فإنه من الواضح أن هذه الهزيمة ستكون ذات تأثير جيوسياسي كبير.. فالصورة جانب أساسي في علاقات القوة، لذلك من المدهش تماماً أنه مع الأولوية الهائلة التي أعطتها الولايات المتحدة لتحدّي المحيط الهادئ، تجلت هذه المشكلة الهائلة في آسيا على وجه التحديد”.

وأوضح المفوض الأوروبي، أنه “حتى إذا لم يكن الصينيون متحمّسين لإمارة إسلامية على حدودهم، فستكون لها ميزة اقتصادية بلا شك، ويكفي التفكير في تنازلات المناجم التي يمتلكونها في أفغانستان، والتي لم يتطرّقوا إليها بعد. وفوق كل ذلك، سيحظون بفوائد في مجال علاقات القوة”.

وذكر جينتيلوني الذي شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء الإيطالي “أنها مفارقة رهيبة، لكن هذه الكارثة يمكن أن تؤدّي إلى تراجع في دور أوروبا. لا يستطيع الاتحاد الأوروبي تحمّل فائض من الضعف الجيوسياسي، ومن المفارقات أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يجعل الظروف سانحة”.

وأضاف: إن “البلد الأكثر تردّداً في تعزيز القدرات المستقلة للدفاع الأوروبي كان فرنسا دائماً، وقد أصبحت الآن الدولة الأكثر مواءمة، بينما تحوّلت ألمانيا، خلال 15 عاماً من كونها متردّدة للغاية إلى داعم بشكل تام”.

وخلص جينتيلوني إلى القول: إن “علينا في المستقبل أن نكون حلفاء مستقلين للولايات المتحدة الأمريكية”.