مجلة البعث الأسبوعية

المؤتمرات السنوية محطات تقييم وتصحيح للارتقاء برياضتنا.. فهل نشهد سيناريو التكرار الممل؟

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

تستعد اتحادات الألعاب واللجان الفنية والأندية لعقد مؤتمراتها السنوية بعد أيام قليلة، وهذه المؤتمرات يفترض أن تكون محطات للتقييم ومراجعة الذات من حيث المشاركات وما تحقق، وتصحيح الاعوجاج للارتقاء برياضتنا، لكن وللأسف غالبا ما يتحول معظمها إلى ساحات للمصالح الشخصية والمهاترات، لتبتعد عن الغاية التي تعقد من أجلها وهي التقييم لتعزيز الإيجابيات وتصحيح السلبيات وجعل المصلحة العامة وتطوير الرياضة بمختلف مفاصلها.

 

تقييم العمل

ودون أدنى شك، المطلوب من هذه المؤتمرات الوقوف على عمل الأندية والاتحادات، وتقييم العمل خلال عام كامل والوقوف على مكامن الخلل والعمل لتحسين واقع الألعاب، لكن جميع المراقبين والمتابعين باتوا غير متفائلين بعقد مثل هذه المؤتمرات، في ظل التراجع الكبير الذي أصاب أوصال الرياضة السورية التي تعاني الكثير من المشاكل وأهمها البند المالي، حيث تعاني منظمة الاتحاد الرياضي من الشح المالي، وهذا ما أثر على الرياضة بشكل عام وأدى إلى تراجعها محليا وخارجيا (باستثناء كرتي القدم والسلة اللعبتين المحترفتين في رياضتنا).

 

نسخة طبق الأصل

كوادر الرياضة السورية تأمل بأن تخرج المؤتمرات عن المألوف لتصحيح مسار رياضتنا، لا أن تكون نسخة طبق الأصل عن المؤتمرات السنوية السابقة، من حيث طرح نفس المعاناة التي تعيشها الأندية واتحادات الألعاب، أم من حيث المطالب والمقترحات التي تتكرر كل عام، ومع كل مناسبة رياضية، مع العلم أن هناك الكثير من الأفكار التي تم طرحها سابقا ولم تر النور، وإن تم تطبيقها فلم يكن بالمستوى المطلوب، وأبرزها مشروع البطل الأولمبي الذي يعد من الأولويات، فالعديد من المنتخبات في معظم الدول تعتمد اعتمادا رئيسيا على هكذا مشروع كونه الرافد الأساسي لها، وتحديدا في الألعاب الفردية، إلا في رياضتنا فيبدو أنه بات من المنسيات، والكثير من المنتخبات في ألعاب القوة مثل المصارعة والملاكمة والجودو بحاجة إلى وجود مثل هذا المشروع، فالبطل في هذه الألعاب يحتاج إلى وقت طويل وجهد تدريبي عال يستند إلى أحدث الطرق التدريبية المواكبة للتطورات مع توفير كافة المتطلبات الأساسية.

كافة الرياضيين يتمنون أن تأخذ المؤتمرات منحى مختلفاً عما جرى بانتخابات الأندية أو اللجان الفنية التي جرت عبر تكتلات ومفاوضات سرية وعلنية ووساطات وتحالف هذا مع هذا، وذاك ضد ذاك، ومحاولات تجري في الكواليس لإبعاد أناس وتقريب آخرين.

 

“تيتي تيتي”

المتتبع لواقع الرياضة السورية يجد أن غالبية المؤتمرات السنوية التي كانت تعقد فيما مضى ينطبق عليها المثل الشعبي “تيتي تيتي متل ما رحتِ جيتي”، باستثناء خروج بعضها عن المألوف من حيث تحقيق الإنجازات، أما المصاعب فلا تزال “هي هي” من حيث الطرح والمطالبات على صعيد الأندية أم الاتحادات والمتمثلة جميعها بعدم توفر المال، وفيما يخص المقترحات فنجدها سيناريو مكررا منذ سنوات طوال، وكأن حال رياضتنا بات أشبه ما يكون بسلحفاة تحاول أن تسابق الزمن ولكن ببطء، ويغمز البعض بأنه حتى السلحفاة ورغم بطء حركتها فإنها في النهاية تصل إلى مبتغاها وتحقق هدفها فيما نجد حال غالبية أنديتنا ولجاننا الفنية واتحادات الألعاب مكانك راوح بالمجمل ما لم يكن هناك تراجع واضح لدى البعض منها.

 

آمال معلقة

القيادة الرياضية الحالية مطالبة بالتدخل لكي تعيد رياضتنا لسكة التطوير، خاصة وأن هناك الكثير من الاتحادات أو الأندية واللجان الفنية التي لم تثبت جدارتها منذ أن تم انتخابها وحتى الآن، وبعض الاتحادات فيها الكثير من المشاكل وقدم معظم أعضائها الاستقالة ولم تبت القيادة الرياضية بأمرها وحتى لم تقم بتغييرها، ربما لأن رؤساء تلك الاتحادات من المقربين لأعضاء المكتب التنفيذي.

وبالتالي آمال الرياضيين والكوادر كلها معلقة على ما ستفرزه تلك المؤتمرات وما تقرره القيادة الرياضية، في ظل وجود مشكلات عديدة في بعض اتحادات الألعاب وتقاعس البعض منها وعدم قيامه بواجباته، فغياب دور القيادة الرياضية والمحاسبة فيما مضى نتج عنه الكثير من التجاوزات، ولن تتطور رياضتنا إذا لم يأخذ المكتب التنفيذي دوره كاملاً في المحاسبة.

 

تغييرات مرتقبة

وبكل الأحوال، تدور حاليا في الكواليس أحاديث عن تغييرات مرتقبة في اتحادات الألعاب والأندية “بانتظار المؤتمرات السنوية”، خاصة أنه تم كشف عن وجود خلل وشرخ كبير في بعض الاتحادات والأندية على حدٍ سواء، فرياضتنا بحاجة لقرارات حاسمة.

فهل ستتم مناقشة أوضاعها خلال المؤتمرات المرتقبة واتخاذ القرارات المطلوبة؟ إن على المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي أن يأخذ دوره الحقيقي وأن تنتج عنه القرارات المطلوبة لإعادة رياضتنا إلى سكتها الصحيحة.

 

وجود الخبرات

الخبرة الرياضية هشام الشمعة أشار إلى أن مؤتمرات الأندية والاتحادات السابقة إن لم تكن مجدية وتحمل معها الايجابيات والابتعاد عن السلبيات فلا جدوى منها، فالمطلوب في المؤتمرات المقبلة وضع خطة مستقبلية يتم تنفيذها، ويجب محاسبة المقصرين وعدم تعديل أي قرار بين المؤتمرين بشكل ارتجالي، وكل ما يقر بالمؤتمر ينفذ خلال العام. وتمنى الشمعة أن تكون مؤتمراتنا حقيقية التأثير، ولا تبقى مخرجاتها حبرا على ورق، فابتعاد أهل الألعاب من خبراتنا عن المؤتمرات القادمة لاعتقادهم أنهم مستمعون ومنفذون، أي “كومبارس”، سيضر باللعبة، إضافة إلى أن “التفرد” الذي ينتهجه رؤساء بعض الاتحادات أو الأندية يؤثر على العمل الرياضي فيها، وبالتالي ستبتعد الكوادر الرياضية عن العمل.

وطالب الشمعة أعضاء المؤتمرات بوضع خطة عمل سنوية وجب تنفيذها مع وضع الرجل المناسب والخبرة المطلوبة وزجهم في الاتحادات والأندية فهم الأجدر في قيادة العمل الرياضي على كافة الأصعدة.