صحيفة البعثمحليات

“لقاحات كورونا” بين راغب ومتحفظ.. واستنفار “الصحة” في التوعية للوصول إلى نسب تغطية عالية

دمشق- حياة عيسى

بعد مرور حوالي سبعة أشهر على تطبيق توجّه الحكومة بمنح لقاح “كوفيد-19″ لفئات المجتمع عبر التسجيل عن طريق المنصة الإلكترونية في وزارة الصحة، وحصول شريحة ليست بالواسعة على بطاقة اللقاح، مازال الجدل والأخذ والردّ والتردّد في الشارع السوري سيد الموقف، ما بين مندفع ومتحفظ لأسباب ليست خفية، مع محاولات الوزارة للترويج والتثقيف والتوعية لأهمية اللقاح لتحصين المجتمع من وباء قاتل مازال خفي الكينونة، على الرغم من الأبحاث والدراسات العلمية التي تمّت منذ ظهوره وحتى تاريخه، نتيجة طفراته المتعدّدة والمختلفة في أعراضها وتأثيراتها على المجتمع.

مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور جمال خميس بيّن في حديثه لـ”البعث” أن الوزارة تعتمد خطة لقاح خاصة بـ”كورونا” قامت بها المديرية وكانت بدايتها للكوادر الطبية العاملين في غرف العزل والمشافي والمراكز الصحية، ليصار بعدها إلى الانتقال لتطعيم كافة المواطنين الراغبين من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، علماً أنه تمّ لحظ انخفاض بعدد الوفيات ضمن الكوادر الطبية بعد أخذ التطعيم، مع التأكيد أن إستراتيجية اللقاح في الوزارة تعتبر استراتيجية ناجحة وفاعلة من حيث تقديم الخدمة للمواطنين ووضع المنصة التي عملت على تنظيم الدور وتقسيم الأشخاص حسب أماكنهم لتقديم الخدمة بسهولة.

وتابع خميس أن اللقاحات تمّ اعتمادها من قبل منصة “كوفاكس” التي تعمل على توزيع اللقاحات لكافة الدول، إلا أنها لا تعمل بالشكل العادل، الأمر الذي دفع الحكومة للعمل على تأمين الكثير من اللقاحات عن طريق الدول الصديقة كروسيا والصين، كـ”الاسترازينكا البريطاني، وسينا فارم الصيني، وسبوتنك ف، وسبوتنك لايت الروسي ذي الجرعة الوحيدة، إضافة إلى أنه تمّ تأمين لقاح الفايزر الأميركي”، كما تمّ التوجّه نحو إعطاء الجرعة الداعمة للمواطنين، وعلى الرغم من تلك الجهود إلا أنه لم يتمّ التوصل لنسب عالية من التلقيح نتيجة الشح من المنصة حيث لم تتجاوز نسب التلقيح الـ”3%”، علماً أن خطة اللقاح الدولية تلزم أن تكون نسبة التلقيح حتى الآن نحو “20%” لكافة شرائح المجتمع، مع تأكيده على ضرورة أخذ اللقاح لأنه يملك مأمونية وفعالية عالية للحدّ من انتشار المرض، ولاسيما أن العالم خسر عدداً كبيراً من الأشخاص قبل إعطاء اللقاح، ليتبيّن حسب إحصائيات عالمية أن نسب الإصابة بكورونا انخفضت بشكل ملحوظ بعد اتباع سياسة اللقاحات وتعميمها، وأكبر دليل على ذلك -حسب خميس- أنه في سورية حتى الآن لا يوجد حالات وفيات بالكورونا الطبية بعد اللقاح الذي يعتبر آمناً من خلال التجارب التي تمّ إجراؤها بفترات ليست ببعيدة، ولكن حتى الآن لا يوجد مضادات استطباب ولم يشاهد أي حالات وفيات أو تجلطات منه، مع الإشارة إلى وجود أخطاء وشائعات مغلوطة إزاء اللقاح، ولاسيما في مناطق الشرق الأوسط أو الدول النامية، بالمقابل شوهدت المليارات من الحالات في الخارج في الدول المتقدمة تلقت اللقاح وكانت النتيجة جيدة على الصحة العامة وساعد في الحدّ من انتشار المرض.

وعلى الرغم مما سبق من بروتوكولات وجهود حكومية لتعميم سياسة اللقاح، إلا أنه يوجد شريحة مازالت متردّدة في الإقدام على أخذ اللقاح لأسباب مردّ بعضها التوجس والخوف من تبعات صحية معينة قد تتعرض لها أجسامهم، ولاسيما ذات الخصوصية الصحية، رغم محاولات الوزارة لتأكيد وثوقية اللقاحات بكافة أنواعها، ومع ذلك يصرّ البعض ممكن التقيناهم على التأجيل لاستبيان ما يسمّونه بالاختبارات، حيث يقول أحمد إن أهم سبب لعدم تلقيه اللقاح أن العامل الزمني والوقت مهمّ جداً في إثبات كفاءات اللقاح بالمصول، فمعظم اللقاحات عبر مر العصور أخذت سنوات طويلة لإثبات نجاعتها كـ”السل” الذي انتظر مئة عام حتى اكتشف اللقاح الخاص به، فكيف الحال وفيروس “كورونا” الذي لم يتجاوز الـ”ثلاث” سنوات لظهوره والتروي للقاحات الخاصة به؟، ولأن هناك حالات كثيرة تعرضت لانتكاسات وأمراض بعد أخذها اللقاح ما أدى بالكثيرين للتريث، علماً أن هناك عدداً لا بأس به من المتوفين لم يمض على أخذهم اللقاح أكثر من أيام.

في حين أشار “حسن” أحد الأشخاص الذين التقيناهم إلى أن أي شخص يتعرض للوفاة في هذه الأيام أول ما يتبادر للأذهان السؤال عن حصوله على لقاح “كورونا” أم لا، كدليل دامغ عند الناس أن هناك وفيات مردها اللقاح أياً كانت جنسيته، ومع توفر الوعي عند المجتمع الذي يروّج الكثيرون بأنه غير موجود ما يستدعي ترويجاً إعلامياً للقاح، إلا أن هناك من استطلعنا رأيهم يؤكدون أنهم لن يحصلوا على اللقاح ما دامت صحتهم بخير وعافيتهم على ما يرام، في حين أن شريحة أخرى اضطرت للحصول على اللقاح لأسباب مرتبطة بسفرهم، ولاسيما أن الكثير من الدول فرضت بطاقة اللقاح لدخول المسافرين إلى حدودها، ولم يخف الكثيرون استغرابهم من هذا التنافس الدولي للترويج للقاح بعينه على حساب آخر، مؤكدين أن التسييس حاضر بقوة في ملف لقاحات”كورونا” في العالم!.