رياضةصحيفة البعث

توقف الدوري الممتاز فرصة لمراجعة الذات وصيانة الملاعب

ناصر النجار

أنهى الدوري الكروي الممتاز لكرة القدم تسعاً من مراحله مع بقاء مباراتين مؤجلتين، واحدة بين حطين والشرطة من الأسبوع الثامن والثانية بين تشرين وحطين من الأسبوع التاسع، وذلك بسبب عدم وجود ملعب لائق في اللاذقية يستضيف المباراتين بعد وضع ملعب الباسل في الصيانة.

وكانت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم عيّنت السبت والأحد القادمين موعداً لإقامة المباراتين المؤجلتين، إلا أن ملعب الباسل المفترض أن تنتهي صيانته نهاية هذا الأسبوع لم تنتهِ وهو بحاجة لمدة أطول مما هو مقرّر، وكما علمت “البعث” فإن الملاعب المتوقفة هي ملاعب الباسل في اللاذقية والبعث بجبلة والفيحاء بدمشق، وهي موضوعة في الصيانة أي بالمعنى الصحيح هي عبارة عن ترقيع وليست حلاً جذرياً لهذه الملاعب، فكم من مرة سابقة وُضعت هذه الملاعب وغيرها في الصيانة وصرفت عليها أموال طائلة ثم عادت أسوأ من ذي قبل بعد عدة مباريات، وخير مثال على ذلك ملعب المدينة الرياضية باللاذقية الذي قيل إنه تمّ رصد مبلغ يقارب المليار ليرة، وهو اليوم في أسوأ حال مع العلم أن صيانته لم يمضِ عليها شهران!.

قصة الملاعب تحتاج إلى حلّ جذريّ، لأن كل ملاعبنا انتهت مدة صلاحيتها وهي تحتاج إلى نزع تربتها واستبدالها بتربة جديدة وبنائها من جديد، وهدر المال على الصيانة بات غير مفيد على الإطلاق وهو مضيعة للوقت والمال بآن معاً، والحلّ الأمثل أن تستلم جهة خبيرة موضوع المنشآت من ملاعب وصالات وغيرها، لأن الاتحاد الرياضي العام أثبت أنه غير خبير بموضوع المنشآت مطلقاً وغير جدير به.

موضوع المنشآت ساهم بدرجة كبيرة في تردي الأداء الكروي وتراجع مستوى الفرق واللاعبين، لأن هذه الملاعب لا تساعد على أداء مباريات فيها لمسة جيدة ولمحة جميلة، وبكل الأحوال فلا فائدة مرجوة من النشاط المحلي بمثل هذه الملاعب التي لا تنتج كرة قدم متطورة ولا تبني لاعباً موهوباً، ومن الأمثلة التي نسوقها دوري الدرجة الأولى الذي اختتم منافساته أمس الأربعاء، فلم يظهر فيه أي لاعب، سواء أكان مخضرماً أم شاباً، يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً أو أن يكون على رادار فرق الدوري الممتاز، فما شاهدناه في المجموعات الأربع التي ضمّت 24 فريقاً عبارة عن “عك” كروي وأداء هزيل لا يرتقي إلى مصاف فرق الدوري الرسمية المنظمة. ولم يكن دوري الشباب الذي أنهى مرحلة الذهاب الخميس بأفضل من سابقه، وامتاز عليه بوجود بعض اللاعبين الشباب الذين يمكن أن نطلق عليهم صفة المواهب الواعدة وإن كانوا بحاجة إلى رعاية خاصة وملاعب صالحة.

وما زاد من سوء الملاعب في النشاط سوء الإدارة والتنظيم، فالتأجيل المتكرر بمناسبة وغير مناسبة للدوري الكروي الممتاز أضعف فرقنا وأتعب لاعبينا، وأنهى أي فائدة من هذا الدوري هذا الموسم الذي يعدّ الأسوأ حتى الآن من ناحية التنظيم والأداء وسوء الملاعب والانضباط!.