دراساتصحيفة البعث

تحالف يهدد منطقة آسيا والمحيط الهادئ

ترجمة: عائدة أسعد

يشير البيان المشترك الذي صدر بعد اجتماع اللجنة الاستشارية الأمنية الأمريكية اليابانية في 7 كانون الثاني الجاري إلى نوايا غير صادقة تجاه البيئة المتغيرة بسرعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. هذا البيان المشترك أكد أن الجانبين سيبنيان قوة عسكرية في جزر “سينكاكو” كما تسميها اليابان، أو جزر “دياويو” الصينية، ودعا البيان القوات من خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الانخراط في المنطقة.

صحيح أن من الضروري حماية النظام العالمي القائم على القواعد، ويجب على جميع أعضاء المجتمع الدولي الاستماع إلى بعضهم البعض والمساعدة في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها، ولكن من الذي يتحدى النظام العالمي القائم على القواعد؟

لقد تم تحديد النظام العالمي القائم على القواعد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ومع ذلك خلافاً لهذا الميثاق غزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003، وأسقطت حكومته، ودمرت البلاد دون أي موافقة من الأمم المتحدة، والتي كانت لاحقاً المسؤولة بشكل مباشر عن جميع الاضطرابات في الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين.

لقد كانت الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لأنها – مثل غزوها للعراق وتأجيج الفوضى في الشرق الأوسط – تدخلت في شؤون دول آسيا، وكانت في الواقع هي أخطر تهديد منفرد لنظام قائم على القواعد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على مدى العقود الأربعة الماضية.

واليوم يرى الجميع إن الاتفاق الامريكي الياباني سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة، خاصةً لجهة أن المادة الخامسة من اتفاقهما الأمني ​​الثنائي تنطبق على جزر سينكاكو أو ” دياويو”، وبالتالي ما سيشكل تهديداً مباشراً للصين التي حتى الآن تهتم بالعمل مع الولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى بشأن قضايا الحوكمة الإقليمية والعالمية مثل مكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات عبر الحدود، وانتشار الأسلحة، والأمن النووي، وقضية تغير المناخ.

لذلك على المسؤولين في واشنطن وطوكيو التمعن وعدم السعي لمصالح قصيرة المدى فقط، وإذا ساهما في بناء تحالف دفاعي مرن  فسوف يفيدون دول آسيا والمحيط الهادئ بما في ذلك الصين، لكن إذا عززا تحالفهما العسكري لأغراض هجومية فسوف يزعزعان استقرار المنطقة ويلحقان الضرر بأنفسهم في نهاية المطاف.

يذكر أن جزر دياويو عادت إلى الصين مع استسلام اليابان غير المشروط في الحرب العالمية الثانية في عام 1945، ويعتبر موقف الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة تهديداً لأمن الصين، وقد يثير تحالف واشنطن وطوكيو توترات تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.