مجلة البعث الأسبوعية

حمضياتنا بين يأس الواقع وآمال التدخل… الوصول المتأخر خير من عدمه ورضا المزارع مرهون باستمرارية الإجراءات

البعث الأسبوعية  – مكتب طرطوس

بين ليلة وضحاها تغير كل شيء، فما قبل توجيه السيد الرئيس بشار الأسد بالتدخل العاجل والحاسم لمعضلة تسويق إنتاجنا الحامضي المهدد بتخلي المزارعين المنتجين والإقلاع نهائياً عن هذه الزراعة الخاسرة ليس كما بعده ليتحول كل شيء إلى ما يشبه السحر فما كان محالاً صار متاحاً وما كان معضلة صار ممكنا وهكذا… المحير في الأمر إلى متى سنظل رهن الإشارات وما الذي يعيق “جيشنا” الحكومي من المبادرة والتدخل بشكل أوتوماتيكي …!؟

أسئلة كثيرة لا جواب واضح حتى اللحظة يشفي الغليل ويبرر التقاعس المبهم عن التدخل لإنقاذ موسم صيدلية الطبيعة “الحمضيات” من الضياع وخسارة منتج ساحلي كنا نستورده قبل عقود قليلة قبل الاكتفاء والتحول إلى الوفرة والفائض..؟!

وفي تصريحه للصحفيين خلال زيارته لسوق هال طرطوس في الثاني عشر من الشهر الجاري أكد م.حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء أن دراسة واقع محصول الحمضيات والخطوات  اللازمة لتذليل العقبات أمام تسويق المنتج بكميات كبيرة وأسعار مناسبة تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين وتمكن المستهلكين من الحصول على المادة بأسعار مناسبة احتلت الحيز الأكبر من الجلسة الأسبوعية للمجلس وقد تم تخصيص أكثر من 100 آلية إلى جانب آليات السورية للتجارة لشحن الحمضيات إلى جميع المحافظات وستتحمل الحكومة تكاليف النقل كاملة مع تسهيل مرور  الآليات التي تحمل الحمضيات إلى جميع المناطق، ما سيؤدي إلى زيادة استهلاك الحمضيات من  خلال طرحها بأسعار مناسبة. وقال عرنوس: لن تقبل إلا أن يأخذ الفلاح  قيمة منتجه بشكل حقيقي، وأن التعويل الأساسي في تسويق المحصول سيكون على السوق الداخلية مع الاستمرار بتصدير أي كميات مطلوبة وفق المواصفات والنوعية المعتمدة. من ناحية ثانية

متابعة التسويق

“البعث الأسبوعية ” تابعت عملية تسويق الحمضيات في المحافظة، حيث توافدت سيارات السورية للتجارة، وغيرها من السيارات المخصصة للنقل لمناطق الإنتاج، فسوقت في الأيام الماضية فقط ما يزيد عن ١٥٠ طن بعد أن كان إجمالي ما تم تسويقه في الموسم لا يتجاوز ال ٢٠٠ طن. ويبدو أن الاستجابة السريعة والعمل الجدي الذي تم ضمن خطة تسويقية محكمة، بدا تأثيره ملحوظاً بعد المتابعة التي تمت لاحقا حيث انطلقت سيارات السورية للتجارة لمناطق الإنتاج واستجرت المادة بكميات جيدة جداً.

وزير التجارة الداخلية عمرو سالم أكد في تصريح للبعث الأسبوعية أن السورية للتجارة مستمرة بقيادة عملية التسويق بعد أن دعمت بعدد إضافي من السيارات من مؤسسة الإنشاءات عددها ٣٠ سيارة، مبيناً أن الخطوة الجديدة التي تم اعتمادها هي أخذ كل الأصناف حتى أصناف الحجم الصغير جدا والحد الأدنى للأسعار جيد وهو ٤٠٠ ليرة سورية، يتم بعدها فرزه، وتصريفه باتجاه المحافظات.

أرقام تصاعدية

من جهته أكد محمود صقر مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس استمرار العمل بوتيرة تصاعدية حيث بلغ مجمل كمية التسويق في المحافظة ٣٦٠ طن، في حين تم تسويق ٧٠ طن يومي الخميس والجمعة فقط، حيث لم يعطل العاملون في السورية للتجارة، وتم توزيع صناديق للفلاحين أكثر من ٤٠٠٠ صندوق ليتم تسويق ١٠٠ طن يوم السبت، حيث تركت هذه الإجراءات انطباعات إيجابية عند الفلاحين، ودليل هذا الأمر أن كل ما نطلبه من كميات يتم تأمينه من الفلاح، وهناك تعاون كبير معنا، وتم استجرار المادة من مناطق الإنتاج المختلفة في سهل عكار، سمريان، كركب، أرزونة، الهيشة، ميعار شاكر، يحمور، حيث كان تسويق كميات الخميس والجمعة لمحافظة دمشق، وكميات السبت سيتم نقلها لمحافظة حمص، ويتم التسويق بموجب أسعار جديدة مرضية اتفقنا عليها وتم تصديقها من قبل السيد محافظ طرطوس.

رغم التأخير

من جهته بين رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمود ميهوب للبعث الأسبوعية أن خطوة التدخل الإيجابي هذه تركت انطباعات إيجابية عند الفلاحين رغم تأخرها، ووجه شكر المزارعين للسيد الرئيس بشار الأسد لتسويق محاصيلهم وإنقاذها من الكساد بسبب تدني الأسعار، حيث تم استجرار المادة في الأيام الماضية وفق إجراءات فعالة وسريعة. مبيناً أن المطلوب دائما خطوات أكبر وتسهيلات أكثر وأن يتم التسويق في المواسم المقبلة بوقت مبكر، فالموسم كاد أن ينتهي، والمطلوب دائما التنسيق بين الجهات المعنية بالتسويق، مؤكداً أهمية وجود ممثل ضمن اللجنة المركزية، ووجود الروابط والجمعيات الفلاحية المنتشرة لإنجاح عملية التسويق .

وختم رئيس فرع الاتحاد أن عملية التسويق ستستمر حتى نهاية الموسم فهناك أصناف لم يبدأ إنتاجها بعد، وستستمر في الشهرين المقبلين مؤكدا أن نجاح تسويق موسم الحمضيات سينعكس على تمسك الفلاح بأرضه واستقرار المحافظة الزراعي.

دعم مطلوب

بدوره تحدث الحاج محمد حمود رئيس لجنة سوق الهال في طرطوس عن أهمية الإجراءات التي تمت سريعا بعد زيارة الوفد الحكومي للمحافظة مبينا أنها غيرت واقع أسعار الحمضيات في السوق وحركة بيعها بعد أن شهدت تراجعا كبيرا قبل زيارة الوفد الحكومي، فالبضائع كانت مكدسة والتصريف محدود، ولم يصل ما تم تصريفه ل ٢٥ % من مجمل إنتاج المحافظة البالغ ٢١٥ ألف طن، فالتدخل السابق للسورية للتجارة كان محدودا للغاية. وعبر عدد من المزارعين المتواجدين في سوق الهال عن شكرهم لهذه اللفتة الكريمة من السيد رئيس الجمهورية، مؤكدين أهمية متابعة الفلاح منذ بداية الموسم ودعمه بالأسمدة والمستلزمات الضرورية لنجاح زراعته، ليكون التسويق استكمالا لواقع أفضل يحصل عليه. استحسان ورضا

أما أهالي سهل عكار فقد لاقت الزيارة استحساناً لدى مزارعي الحمضيات رغم تأخرها خاصة بعد الأزمة التسويقية التي عانوا منها لتسويق إنتاجهم من الحمضيات، وما رافقها من انخفاض للأسعار وقلة أسواق التصريف المحلية وانعدام الأسواق الخارجية، فتكدس الإنتاج ولحق بالموسم أضراراً كبيرة أدت إلى تلف قسم كبير من الثمار فكان المزارع يضطر إلى بيع إنتاجه بسعر التكلفة وربما أقل، وجاءت الخطوة الحكومية بعد أن وصل الموسم إلى مراحل متقدمة من تصريفه منقذة للفلاح ونشلته من مستنقع الخسارات.

خطوة جيدة

يقول حسن مزارع حمضيات في منطقة سهل عكار: الحكومة دائماً وفي كل عام تأتي متأخرة في تسويق إنتاج الحمضيات، وجاءت هذا العام بعد انقضاء نصف الموسم لتساعد في التسويق هي خطوة جيدة بل ويحتاجها الفلاح خاصة وأن الأسعار التي منحتها قريبة من سعر التكلفة وتنتشل الفلاح من العجز الذي وقع به بداية الموسم، ولكن تسويق الحمضيات يحتاج دراسة مبكرة قبل البدء بجني المحاصيل بأشهر من كل عام من خلال تقدير كمية المحصول الممكن إنتاجه ودراسة حاجة السوق المحلية والبحث عن أسواق خارجية لتصريف الفائض، كما يجب اعتبار محصول الحمضيات محصول استراتيجي لأنه يحقق للدولة أرباحا هائلة بالقطع الأجنبي فيما لو تم فتح أسواق خارجية، خاصة وأن محصول الحمضيات في الساحل مميز نوعاً وكماً.

تكلفة عالية

المزارع ياسر قال:  كان الله في عون المزارع، عليه أن يخدم أرضه بالشكل الصحيح حتى تعطي إنتاجا جيدا وهذا الأمر مكلف جدا، من الحراثة والأسمدة العضوية والكيميائية، والمبيدات والأدوية الزراعية، ويحتاج مزارع الحمضيات إلى تقليم الأشجار، ورش الأسمدة والمبيدات لمعالجة أمراض الأشجار المتنوعة وكلها زادت تكلفتها أضعافا مضاعفة، إضافة إلى تكاليف السقاية والري وأجور اليد العاملة في القطاف، وأجور النقل وعبوات التعبئة، ما يجعل المزارع يقع تحت كلف باهظة لتأتي أسعار الحمضيات مخيبة للآمال وتوقع المزارع في عجز مالي حيث لم تتجاوز أسعار الحمضيات هذا العام سعر التكلفة، لافتاً إلى أن الزيارة التي قامت بها الحكومة مؤخراً هي خطوة جيدة و لكن كان من الأفضل أن تكون بداية موسم الإنتاج.

طريق مجهول

ويقول محمود “مزارع حمضيات”: إن أسعار بيع الحمضيات لهذا العام كما كل عام  كانت دون مستوى الطموح خاصة أنه لا يوجد أسعار ثابتة ومستقرة، ورغم التكاليف التي يضعها الفلاح فالطريق أمامه غير واضحة، ويجهل الأسعار التي سوف يصرف إنتاجه بها، وتأتي غالبا مخيبة فهو لا يرد التكلفة ويقع في الخسائر التي لا تحمد عقباها خاصة وأن الفلاح لا يوجد أمامه سوى الأرض ليعتاش منها وهي مصدر رزقه الوحيد لتأمين متطلبات الحياة بحدودها الدنيا، ما جعل الكثيرين من مزارعي الحمضيات يقطعون أشجار بساتينهم لأنها دون جدوى، ويضيف محمود: على الحكومة عندما تريد معالجة موضوع التسويق فعليها مراقبة عمل السماسرة، حيث لا يوجد قرية تقريباً إلا وفيها أكثر من مركز تسويق للفواكه والخضار، و”هؤلاء هم من يأكلون البيضة والتقشيرة”، فوسطياً كل مركز يستلم يوميا حوالي ١٠٠ طن من الخضار والحمضيات ويقتطعون أكثر من 7% كعمولة وتقدر قيمة هذه العمولة يوميا بالملايين وتزداد بازدياد المحصول وهي ربح صاف دون أيه أعباء وتكاليف، والسؤال هنا أليس هنالك من جهة معنية تضبط هذه الأسواق من حيث اقتطاع العمولة وغيرها، ويجب على هذه الجهات تخفيض هذه العمولة إلى حدود مقبولة.

مصدر رزق

أبو محمد من سهل مجدلون البحر: أملك حوالي عشر دنمات جميعها ورثتها من والدي وكانت على مدار عقود تشكل مصدر رزق لنا كعائلة وحياة كريمة حيث تعلمنا وتربينا من خيرات هذه الأرض المعطاءة، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا في العامين الماضين تحولت هذه “النعمة ” إلى نقمة كبيرة بعد سلسلة من الخسائر التي كانت بسبب تدني أسعار المادة وتحكم تجار سوق الهال سواء بتصنيف الموسم وكذلك استغلال حاجتنا وفرض السعر المناسب بدون رحمة أو شفقة فيما هم يحققون أرباحا خيالية جراء تحكمهم بسعر البيع وعلى عينك يا مزارع فيما يجر هو خيباته خلف ظهره وهو الشاهد على كل هذا الاستغلال واليوم يتابع أبو محمد القول: بعد توجيه السيد الرئيس وتفقد سوق الهال وتكليف السورية للتجارة بتسويق المادة إلى الأسواق الداخلية دون تحميل المزارع أي تكاليف مثل تأمين الصناديق ووسائل النقل وحتى عملية الشراء المباشر من المزارع، تعتبر بارقة أمل كبيرة وهامة لنا كمزارعين بأن المستقبل بات أكثر اطمئنانا لنا ولأولادنا وكذلك لتعب العقود الماضية ومستقبل هذه الزراعة بعدما تعرضت لكل هذا الإهمال سواء المقصود أو غير المقصود.

وأشار عدد من المزارعين في مناطق مثل “وطى خراب مرقية وعزيت” وغيرها من المناطق الأخرى، بهذه اللفتة الكريمة ومتابعة الحكومة لمعالجة مشكلة تسويق موسم الحمضيات وبهذه المزايا الكبيرة التي أعلن عنها الوفد الحكومي للمحافظة وتفقده لسوق الهال وغيره وجميعها شكلت نقطة تحول أساسية للفلاحين علّها تستتبعها خطوات أساسية ومهمة ومنها تأمين مادة الأسمدة التي لم يتمكنوا من توفيرها العام الماضي لارتفاع أسعارها وتأخر المصارف الزراعية بتوفير وتوزيع الاسمدة بالوقت المناسب وبالتالي عدم إنضاج موسم حقيقي وزيادة الكميات المنتجة للموسم كون مادة الأسمدة تشكل عنصرا أساسيا لذلك، بالإضافة لغلاء بقية مستلزمات الزراعة والإنتاج كأعمال الحراثة وتقليم الاشجار وأجور اليد العاملة وتلاعب “الضمّانة ” بضمان الموسم وتوفير المازوت المفقودة من محطات الوقود المخصصة لأغراض الزراعة وأجور النقل إلى سوق الهال وتحكم أصحاب السيارات وفرضهم أجور باهظة وجميعها أثرت سلباً على أسعار الموسم  الأمر الذي شكل واقعا سيئا باتت يقض مضاجع المزارعين وتفكيرهم بالتخلص من هذه الأشجار .

وضع حد للمأساة

وأمل  ميشيل من منطقة سهل بانياس وضع حد لواقع مأساة زراعة الحمضيات وغيره من المواسم التي يتميز بها الساحل والعمل على إقامة معامل للعصائر لامتصاص الفائض عن الأكل وكذلك تمنى أن تقوم غرف التجارة السورية المعروف عن نشاطها وتاريخها الطويل بفتح جبهات للتصدير إلى الاسواق الخارجية نظرا لما يتمتع به المنتج السوري من مادة الحمضيات لخلوه من الآثار الكيمائية وغيره وقدرته على التمايز عن الأنواع الأخرى في الدول التي تشتهر بزراعة الحمضيات سواء العربية أو غيرها.

آلية التسويق

وحول آلية التسويق التي تتم بالسورية للتجارة يبين م. نزيه حسن رئيس دائرة التسويق الزراعي في فرع السورية للتجار في طرطوس أنه يتم إرسال الصناديق الحقلية الفارغة إلى الفلاحين بآليات المؤسسة، ويتم استلام المحصول من المزارع  بآليات المؤسسة أيضا ليتم فرزها وتحميلها إلى فروع المؤسسة، لافتا إلى أنه لا يوجد أي خصم على الوزن، وكافة عمليات النقل تتحملها المؤسسة وبالتالي لا يوجد أية أعباء إضافية على المزارع، وأضاف لا يوجد كميات محددة للاستلام وسيتم استلام كل ما يتم إرساله من قبل الفلاح وتتراوح الكمية المستلمة يوميا ما بين 10 طن   حتى 30 طن، ويتم صرف قيمة المحصول المستلم وفق استمارات شراء  لكل فلاح حسب الكمية المستلمة بالأسعار المحددة،  ويستلم المزارع ثمن المحصول عن طريق الدائرة المالية وبدون تأخير، وفي حال الرغبة يتم بشيك مصرفي، مشيرا إلى الإقبال الجيد من قبل الفلاحين وارتياحهم لهذا الإجراء لما يحقق لهم من وفر في الأعباء المالية التي كانوا يدفعونها، رغم أن السورية للتجارة بدأت بتسويق الإنتاج مع بداية المحصول وإن كانت الأسعار أقل ولكن بفارق بسيط. ولفت حسن إلى أن التسليم يتم إلى صالات السورية وفتحات سوق الهال التابعة للمؤسسة إضافة الى تعيينات الجيش، والعمل مستمر من الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشر ليلا وأحيانا اكثر حتى انتهاء تحميل الصناديق. وكانت السورية للتجارة حددت أسعار استلام الحمضيات التي اعتبرها مدير التسويق تشجيعية جدا مع تسهيلات بأحجام الثمار، حيت تراوح سعر كيلو الليمون الحامض ما بين ٧٠٠ ل ٩٠٠ ليرة سورية حسب الصنف للنوع الأول و ٦٠٠ ل ٨٠٠ للنوع الثاني، وبرتقال أبوصرةويافاوي ب ٦٥٠ ليرة للنوع الأول و ٥٠٠ ليرة للنوع الثاني والهجائن بأنواعها ١٠٠٠ ليرة للنوع الأول و٩٠٠ ليرة للنوع الثاني، و٥٠٠ ليرة للنوع الأول من البرتقال البلدي و٤٠٠ ليرة للنوع الثاني.

 

 

أرقام

ولفت محمود ميهوب رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس أن تقديرات الإنتاج للعام الحالي من الحمضيات بلغت ٢١٦ ألف طن وتبلغ المساحة المزروعة بالحمضيات في محافظة طرطوس ٩٣٢٤ هكتار فيها 3.6 مليون شجرة منها 3.2 مليون شجرة مثمرة ، وأشار ميهوب إلى أن السورية للتجارة كانت قد سوقت قبل زيارة الوفد الحكومي 300 طن، ولفت إلى أن هناك عدة أصناف من الحمضيات قد شارف موسمها على الانتهاء لأنها محاصيل مبكرة (الكرمنتين، الماير) وقسم كبير من برتقال الأبوصرة والباقي من الموسم لا يتجاوز النصف، ولفت رئيس فرع اتحاد الفلاحين إلى أن زيارة الوفد الحكومي كانت متأخرة ولكن بحسب قوله “الكحل أفضل من العمى” وتم خلال اليوم الأول بعد زيارة الوفد الحكومي تسويق حوال ١٣٥ طن من الحمضيات والخضار الأخرى، وأشار ميهوب إلى أن هناك تأكيدات للإسراع باستلام المحاصيل لأنه معرض للسقوط والتلف، ولفت إلى أن فلاحي طرطوس يقدرون هذه الخطوة واللفتة الكريمة من القيادة التي أعادت إليهم الأمل بمحصولهم آملين أن يتم استدراك معاناتهم في المواسم المقبلة.

وأشار راتب ابراهيم عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الزراعة في مجلس المحافظة إلى عقد اجتماع بإشراف عضو المكتب التنفيذي المختص ورئاسة مدير فرع السورية للتجارة وحضور الجهات المعنية لتقديم خطة أو آلية تنفيذية لاستلام موسم الحمضيات من المزارعين الراغبين من حقولهم مباشرة أو لمن يرغب بإيصال محصوله إلى مركز السورية للتجارة بحيث يضاف مبلغ \50\ ليرة لكل كيلو أجور نقل وكذلك مبلغ \100\ ليرة إضافية لكل كيلو في حال كانت العبوات من قبل المزارع مبينا بأنه خلال الأيام القليلة القادمة سوف نلمس تحسنا ملحوظا بأسعار مادة الحمضيات وتحقيق شيء من السعادة لدى الاخوة المزارعين.

وقال محمود صقر مدير فرع السورية للتجارة أنه تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن عدة جهات لمناقشة آلية تسويق موسم الحمضيات ومعالجة كافة الصعوبات إن وجدت لافتا إلى أن هدف المؤسسة تسويق كامل انتاج الحمضيات مبيناً أنه تم عرض لأسعار الموسم بحسب الصنف على الشكل التالي فرنسي نوع أول \700\ ليرة والثاني \600\ ليرة  والبلدي \900\ ليرة والثاني \800 \ليرة  والماير  \300 ليرة للنوع الأول و \250\ ليرة للثاني والمندلينا \1000 \ ليرة للنوع الأول و \900 \ليرة للنوع الثاني  وأبو صرة  واليافاوي ماوردي \650\ ليرة للنوع الأول  و\500\ ليرة للنوع الثاني  والبوملي \1000 \ليرة  للنوع الأول و\900 \ليرة , ولفت صقر إلى أنه تم يوم السبت الماضي تسويق كميات كبيرة من الموسم وأن المؤسسة تقدم كافة المواد ووسائط النقل بهدف نقل الكميات المستلمة وشحنها لبقية المحافظات بالسرعة المطلوبة من دون تكليف المزارع أي كلف إضافية من عمولة أو غيرها .