أخبارصحيفة البعث

بوليانسكي: جلسة مجلس الأمن حول أوكرانيا مثال على دبلوماسية الأبواق الأمريكية

لا تدّخر الإدارة الأمريكية أيّ جهد في سبيل إقناع ما يسمّى المجتمع الدولي بأن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية بلغ مستوى عالياً من الخطورة، ولذلك لم تكتفِ بتضخيم الصورة إعلامياً فقط، بل عمدت إلى الطلب من مجلس الأمن عقد جلسة خاصة لمناقشة ادّعاءاتها، فضلاً عن قيامها بسحب دبلوماسييها من كل من كييف ومينسك للإيحاء بأن حرباً طاحنة ستندلع في المنطقة، وهذا ما رفضته الرئاسة الأوكرانية ذاتها.

وفي هذا السياق، أكد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا التي عقدت أمس بضغط من الولايات المتحدة كانت مليئة بالأكاذيب وشكّلت مثالاً على الدبلوماسية الأميركية بأسوأ حالاتها.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوليانسكي قوله على صفحته في تويتر: “كما كنا نتوقع كانت الجلسة مجرّد عملية دعائية لا أكثر ومثالاً كلاسيكياً على (دبلوماسية الأبواق) حيث لم تكن هناك حقيقة واحدة وإنما فقط اتهامات وادّعاءات لا أساس لها.. إنها الدبلوماسية الأميركية في أسوأ حالاتها”.

وحول تصريح المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد التي ادعت على صفحتها في تويتر أن أكثر من 100 ألف عسكري روسي موجودون حالياً على الحدود الأوكرانية، تساءل بوليانسكي “من أين يأخذون هذه الأرقام، وكيف يهدّد الجنود الروس المرابطون في القواعد داخل أراضينا أحداً، وماذا عن 175 ألف جندي أمريكي مرابطين حالياً خارج الولايات المتحدة.. ألا يمثلون تهديداً حقيقياً”.

وعارضت روسيا والصين عقد جلسة أمس حول أوكرانيا في مجلس الأمن مشيرتين إلى أن بحث الاتهامات الفارغة لا يؤدّي إلا إلى زيادة التوتر.. ولم يتم في الجلسة اتخاذ أي قرار أو وثائق رسمية.

إلى ذلك قالت السفارة الروسية في الولايات المتحدة على صفحتها في فيسبوك: إن التهديدات الأميركية بفرض المزيد من العقوبات على روسيا لن تجبر الأخيرة على التراجع، مشيرة إلى أن المزاعم الأميركية بشأن الحشود الروسية قرب أوكرانيا كاذبة، وقالت: “إنها واشنطن التي تولد التوترات وليس موسكو”.

وأوضحت السفارة أن “الولايات المتحدة هي التي تزوّد السلطات الأوكرانية بأسلحة هجومية حديثة تعزّز رغبة حكومة فلاديمير زيلينسكي المتطرفة في حل مشكلة دونباس بالقوة، كما أنها نفسها تنتهك مبدأ (الأمن غير القابل للتجزئة) حيث دفعت ببنيتها التحتية العسكرية إلى مقربة من الحدود الروسية”.

وشدّدت السفارة على أن روسيا تملك حقاً سيادياً في نقل قواتها المسلحة داخل أراضيها حيث تشاء وهذا لا يهدّد أحداً.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف انتقد أمس الحملة التي تقوم بها وسائل الإعلام الأميركية بشأن ما يحدث في أوكرانيا، لافتاً إلى أنها نشرت في الأشهر الأخيرة قدراً كبيراً من المعلومات الكاذبة والاستفزازية بهذا الصدد.

من جانبها، أعربت الصين عن رفضها المزاعم الأميركية بأن نشر روسيا لقوات على الحدود مع أوكرانيا يشكل “تهديداً للسلم”، داعية إلى دبلوماسية هادئة بدلاً من دبلوماسية التهديد.

ونقلت وكالة شينخوا عن “تشانغ جيون” مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قوله خلال جلسة لمجلس الأمن أمس: “إن الصين تعارض عقد مجلس الأمن مثل هذا الاجتماع بناء على طلب الولايات المتحدة، حيث إنها زعمت في رسالة إلى رئيس المجلس بتاريخ 27 الشهر المنصرم أن نشر روسيا قوات على الحدود مع أوكرانيا يشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.. والصين من جانبها لا تستطيع الموافقة على مثل هذا الادعاء”.

وأضاف تشانغ: “في الآونة الأخيرة كانت هناك بالفعل توترات بشأن قضية أوكرانيا ونحن نولي اهتماماً لما يسبّب التوترات.. وقد زعمت بعض البلدان بقيادة واشنطن أن هناك حرباً تلوح في الأفق في أوكرانيا، وصرّحت روسيا مراراً وتكراراً بأنه ليس لديها خطط لشنّ أي عمل عسكري، كما أوضحت أوكرانيا أنها ليست بحاجة إلى حرب، وفي ظل هذه الظروف لا بد أن نتساءل ما هو الأساس الذي تستند إليه الدول المعنية في الإصرار على أنه ستكون هناك حرب”.

وأشار تشانغ إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا والدول الأوروبية المعنية فضلاً عن “ناتو” تجري اتصالات دبلوماسية مختلفة الأشكال مع روسيا، ويتعيّن على الأطراف المعنية مواصلة حل خلافاتها عبر الحوار والمفاوضات وما نحتاج إليه بشكل ملحّ الآن هو “الدبلوماسية الهادئة لا دبلوماسية التهديد”.

وأضاف: “تدعو الصين مجدّداً جميع الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وعدم القيام بأي شيء يؤدّي إلى تفاقم التوترات أو تصعيد الأزمة وحل خلافاتها بشكل مناسب من خلال المشاورات على قدم المساواة استناداً إلى الاحترام المتبادل والمراعاة الكاملة للمخاوف الأمنية المشروعة للأطراف كافة”.