صحيفة البعثمحليات

فوضى عارمة!

غسان فطوم
محزن جداً أن يتفشى الترهل الإداري في أروقة المؤسسات الحكومية على مختلف مستوياتها، والمؤلم أكثر أن هذا المرض “العضال” ليس بخاف على أصحاب القرار، على الرغم من كل الوعود التي كنا نسمعها منهم، وما زلنا، لجهة العمل الحثيث على تحسين الأداء الإداري، لكن للأسف ما زالت المحاولات خجولة ليسود الفساد الإداري ويتجذر نتيجة الضعف والاسترخاء في ظل غياب الإدارة الحديثة القائمة على الكفاءة والثقة!.
خبراء الإدارة لا يترددون في وصف هذا الواقع الإداري الحالي بالفوضى العارمة، فالخلل زاد عن حده في بعض المؤسسات، والسؤال: لماذا البطء بالعمل على إحداث تغيير إيجابي في نواظم العمل الإداري بعد كل الكلام الذي سمعناه في الإعلام الوطني؟!
نسأل ذلك لأننا بأمس الحاجة لتطوير القوانين والأنظمة في ظل “غياب الهيكل الإداري للجهاز الحكومي وغياب خارطة الموارد البشرية”، وهذا باعتراف الوزارة المعنية، ولكن هذا الاعتراف بالخل والخطأ لوحده لا يكفي وإنما يحتاج “لهز الأكتاف” من أجل العبور الآمن والوصول إلى “النهوض الشامل في الأداء الإداري والعمل المؤسساتي للوزارات والهيئات والمؤسسات العامة في الراهنة والقادمة، ومكافحة الخلل الإداري بكل جوانبه”، وهذا أحد أهم أهداف مشروع الإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2018.
بالمختصر، اليوم لم يعد مقبولاً أن تخصص المؤسسات جلّ وقتها لانجاز الأعمال الروتينية التي ينجزها موظف صغير، بينما تُترك الأمور الهامة على الهامش! فنحن نحتاج لحيوية جديدة أو يقظة للضمير الإداري، فالأزمات تحيط بنا من كل الجوانب وتكاد تغرقنا وما عاد ينفع معها تغيير الوجوه، وإنما نحتاج ذهنية مبدعة وضمير حي ينبض بحب الوطن ويضع مصلحته فوق كل اعتبار، فالوطنية “تعمل ولا تتكلم” والإدارة هي منظومة قيم وأفعال وأخلاق، وغير ذلك لا يمكن أن نراهن على نجاح وجدوى الإصلاح الإداري المنتظر، الذي نعوّل عليه في إنعاش واقعنا الاقتصادي المتردي!.
gassanazf@gmail.com