ثقافةصحيفة البعث

ملك المواويل والطرب الحلبي يغني مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية

“بين اللمى واللمية

ذبتُ عشقاً حلبياً

يا فريداً بالمحاسن

لا تزد بخلاً عليّ”

هام جمهور الأوبرا بالعشق الحلبي بصوت وألحان حمام خيري، الملحن والعازف على العود وآلات أخرى، وعاشق الطرب الحلبي الأصيل بمرافقة الفرقة الوطنية للموسيقا العربية مع الكورال بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وبحضور خاص للقانون الذي رافق حمام خيري بالمواويل التي اشتُهر بغنائها، بحضور عشاق الطرب الأصيل وعدد كبير من الحلبيين الذين قدموا إلى دمشق لحضور الحفل المتميّز لقامة فنية حلبية كبيرة.

فبعد سنوات الحرب يغني خيري الذي حافظ على الموشحات والقدود الحلبية ونشرها في أرجاء العالم، واستند في أغنياته الخاصة إلى قوالب الطرب الحلبي مع التطوير من مسرح الأوبرا، ويطلق رسالته إلى العالم “بدنا نغني للحب للأرض نغني للشمس والأشجار والأغصان، نغني للإنسان سيد الكون”، وقد تميّز أداءه بالقفلات الغنائية القوية وارتفاع درجة صوته بمساحتها الكبيرة، وبالآهات وبمفردات الموشحات “يالليل– ياعين- أمان أمان”، إضافة إلى الانتقالات الصوتية المفاجئة ما زاد من تفاعل الجمهور. فبدأ بالموشحات التقليدية ثم غنى من الموشحات التي لحنها “هانت عليك مشاعري” كلمات بكري حنيفة، إلا أن القدود الحلبية شغلت الحيّز الأكبر من الحفل بتغييراتها اللحنية الإيقاعية وتمايل حمام خيري مع تصفيق الجمهور، وخاصة “العزوبية طالت عليّ، روحي خطبي لي يا ماما وحدة حلبية” مع الألحان السريعة والفاصل الإيقاعي، ثم “تفتا هندي، خليتينا دمعة بكاس، قلبي عل حسابك موقوف”.

وعلى وقع نغمات القانون أبدع بموال “ياصاين الود” لتتبعه الأغنية الشهيرة التي طوّرها حمام خيري بأدائه وألحانه “دخيلوا أنا” –الشعر اللي طاير طيران، والخصر اللي دايب دوبان” وأبدع بتكرار الجملة الغنائية والموسيقية “دخيلوا أنا” بانتقالات متعددة وبتغيير درجات الصوت. كما أضافت مواويل الأوف جمالية كبيرة على الحفل، وتبعتها مقتطفات من “هزي محرمتك ودلوني بدور للناي والأكورديون، وياجملو، واسكابا يادموع العين، ويا مسعد الصبحية”.

ومن حلب إلى دمشق، إذ خصّ شآم المجد، بموال بمرافقة القانون “تحيا شآم المجد بلاد المجد كله، وتعيش سورية أبد ويعيش راعيها”، واختُتم الحفل بأغنية “سورية يا أم المجد” بتدرجات ارتفاع درجة الصوت بـ”ما بتنضام” ثم غناء “سورية من متلك مين، كل الدني تحكي عنك” الأغنية التي تغنّت بتاريخ ومجد وفن سورية.

الشغب الإيجابي

وبعد الحفل أعرب حمام خيري عن سعادته بالوقوف على مسرح الأوبرا، الذي يفتخر به ويعدّ من أهم المسارح وأعظمها، ويعكس حضارة سورية وعراقتها، كما شكر وزارة الثقافة ودار الأوبرا والفرقة الموسيقية والمايسترو عدنان فتح الله، ثم تحدث لـ”البعث” عن تفاعل الجمهور الكبير معه الذي وصفه بـ”الشغب الإيجابي” غير المعتاد من قبل جمهور الأوبرا، وعن مشاركته معه بالتصفيق ضمن الإيقاع وإيحاء إشاراته، ورأى أنه بعد سنوات الحرب القاسية لابد من أن نفرح وننتعش ونغني ونصفق.

وعقّب على سؤال “البعث” عن المواويل التي مازالت تحافظ على حضورها، بأن الموال بحاجة إلى غناء بطريقة صحيحة كي يصل إلى السميعة. وعن التنوّع بالجملة الموسيقية لـ”دخيلوا أنا” نوّه بتطوير الألحان والتنسيق على ياطيرة طيري ياحمامة التي هي من ألحان الدمشقي (أبو خليل القباني).

مسؤولية جماعية

وتابع مع الإعلاميين عن التحضيرات الصعبة للحفل وتعاون المايسترو عدنان فتح الله والأساتذة الموسيقيين المتميزين بشغفهم وألقهم وعملهم لإنجاح هذا الحفل.

أما عن واقع الأغنية السورية المعاصرة، فأوضح أن سورية خرجت من حرب ضروس، وبالتأكيد أثرت على مسار الأغنية السورية المتأخرة حالياً، لكنها ستنطلق وتعبّر عن بلدها ووجدانها، وهذه مسؤولية جماعية تقع على عاتق الشعراء والملحنين والمطربين.

ملده شويكاني