أخبارصحيفة البعث

الخارجية الصينية تطالب واشنطن والقوى الإنفصالية الالتزام بمبدأ “صين واحدة” والبيانات المشتركة

 

حملت الصين “الجانب الأمريكي والقوى الانفصالية لـ (استقلال تايوان) المسؤولية الكاملة عن أخطائهم المتكررة إزاء محاولاتهم خرق “البيانات المشتركة الثلاثة” ومبدأ “صين واحدة”، وجددت الدعوة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا للكف عن اللعب بورقة تايوان أو التعاون العسكري معها، كما أكدت الصين شرعية التدابير العقابية التي فرضتها على الانفصاليين في تايوان الذين دعموا زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ووفداً من أعضاء الكونغرس إلى الجزيرة لتحقيق  أجندتهم الانفصالية.

ونقلت وكالة شينخوا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين قوله في مؤتمر صحفي دوري تعليقاً على الذكرى الـ 40 لبيان 17 آب عام 1982 وهو واحد من البيانات الثلاثة: “لقد ذكرت الإدارة الأمريكية في بيان 17 آب أنها لا تسعى إلى تنفيذ سياسة طويلة الأجل لمبيعات الأسلحة إلى تايوان، وأن مبيعاتها من الأسلحة إلى الأخيرة لن تتجاوز سواء من حيث الكم أو النوع مستوى تلك التي تم توريدها في السنوات الأخيرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، وأنها تعتزم تقليص مبيعاتها من الأسلحة إلى تايوان تدريجيا حتى ينتهي الأمر مع مرور الوقت”.

وأوضح وانغ أن هذا البيان وبيان شانغهاي والبيان المشترك بين الصين والولايات المتحدة بشأن إقامة علاقات دبلوماسية يشكلون الأساس السياسي للعلاقات الصينية – الأمريكية وجوهرهم الأساسي هو مبدأ “صين واحدة”، مبيناً أنه على الرغم من كل ذلك فإن واشنطن خففت بشكل كبير القيود المفروضة على العلاقات الرسمية مع تايوان وزادت الاتصالات العسكرية مع المنطقة.

ولفت وانغ إلى زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان التي انتهكت التزامات الولايات المتحدة فيما يتعلق بهذه القضية، مشدداً على أن التمسك بمبدأ “صين واحدة” هو ضمانة للعلاقات بين بكين وواشنطن والاستقرار عبر المضيق.

وفي السياق ذاته، دعا السفير الصيني لدى بريطانيا تشنغ تسه قوانغ كلاً من واشنطن ولندن إلى التعامل بعلاقاتهما مع الصين من خلال إظهار الاحترام وتجنب المواجهة.

وقال تشنغ في مقال رأي نشر في صحيفة الغارديان البريطانية: إن “تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين منذ قديم الزمان واستقلالها يعني الحرب وسيؤدي إلى طريق مسدود”.

وأكد تشنغ أن “الشعب الصيني سيصون بحزم وبأي ثمن سيادته الوطنية وسلامة أراضيه وهذا يفسر الرد الحازم من بكين بعد زيارة بيلوسي الاستفزازية إلى تايوان”، مشيراً إلى أن “الجانب الأمريكي والقوى الانفصالية لـ (استقلال تايوان) يجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن أخطائهم”.

وأضاف تشنغ أن “الشيء الصحيح الذي يجب أن تفعله الولايات المتحدة هو الاعتراف بمبدأ “صين واحدة”، والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، والكف عن اللعب بورقة تايوان وقطع أي علاقات رسمية وتعاون عسكري مع الجزيرة والتوقف عن خلق المزيد من الأزمات”.

وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين الصين وبريطانيا أوضح تشنغ أن هذه العلاقات بدأت بعد اعتراف لندن الكامل والواضح بأن تايوان مقاطعة تابعة لجمهورية الصين الشعبية، وقرارها إلغاء مكتبها التمثيلي الرسمي في الجزيرة.

وجدد تشنغ دعوته كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى اتباع مبادئ الاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر والانخراط في حوار وتعاون، والتكاتف لمواجهة التحديات المشتركة.

وفي الشأن التايواني أيضاً، أكدت الصين أن التدابير العقابية التي فرضتها على الانفصاليين الساعين إلى ما يسمى “استقلال تايوان”، تمت على أسس قانونية شرعية ومبررة.

ونقلت وكالة شينخوا عن ما شياو قوانغ المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني قوله للصحفيين أمس: “لا يحق لأحد أن يعرّض سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية للخطر، أو أن يهرب من العقاب الذي ينص عليه القانون الوطني”.

وذكر قوانغ أن سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي وحفنة من الانفصاليين المتطرفين قوضوا العلاقات عبر مضيق تايوان بشكل تعسفي، ودعموا زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وزيارة أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى الجزيرة، وتآمروا مع القوى الخارجية للقيام باستفزازات من أجل المضي قدما في أجندتهم الانفصالية وينبغي عليهم تحمل مسؤولية تعريض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان للخطر.

ولفت إلى أن اتخاذ تدابير حازمة ضد الانفصاليين المتعصبين الساعين إلى ما يسمى “استقلال تايوان” ليس إلا خطوة لحماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها ومهمة ضرورية لحماية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان ومتطلبات أساسية لتعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق.

وتابع قوانغ: “إذا واصلت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي المضي قدماً ضد اتجاه التاريخ والصالح العام لأمتنا وتشجيع الانفصاليين المتعصبين ودعمهم في القيام باستفزازات، أو حتى في المضي قدماً في أجندة ما يسمى (استقلال تايوان) إلى النهاية فإننا سنتخذ المزيد من الخطوات الضرورية لإحباط أي محاولة لتقسيم الصين على نحو صارم”.

من جهةٍ أخرى، صرّح نائب مدير إدارة الصحافة بوزارة الخارجية الروسية إيفان نيتشايف أن الصين لديها كل الأسباب للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها في مضيق تايوان.

ورد ذلك في إفادة صحفية له تضمنت أن “الجانب الصيني لديه كل الأسباب للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه في مضيق تايوان”، مضيفاً أن “موقف روسيا المبدئي بشأن قضية تايوان لم يتغير. ننطلق من حقيقة أن هناك صين واحدة فقط. حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل كل الصين، وتايوان جزء لا يتجزأ من الصين”.

وكانت بكين أعلنت أمس الأول عن فرض عقوبات على سبعة مسؤولين حكوميين وسياسيين تايوانيين بسبب دعمهم الأجندة الانفصالية في تايوان، وحظرت عليهم زيارة البر الرئيسي الصيني أو القيام بأعمال تجارية معه.