أخبارصحيفة البعث

أنطونوف: التصنيف الأمريكي لروسيا “دولة راعية للإرهاب” عمل غير مسبوق ومثير للسخرية

البعث – وكالات:

لا تزال روسيا الاتحادية تتعرّض لحرب هجينة في كل المجالات، فقد بدأ الأمر بمحاولة شيطنة روسيا من خلال افتعال مجموعة من الأزمات واتهامها بالتسبّب بها، ثم العمل إعلامياً على تظهير مصطلح روسوفوبيا في الغرب لإقناع المواطن الغربي بأن الحرب التي يشنّها الغرب على روسيا تحمل جانباً أخلاقياً وهو الدفاع في مواجهة الخصم الذي يحاول ابتلاع أوروبا، وبالتالي لابدّ من تبرير توسّع حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى الشرق لمنع الخصم الروسي من اجتياحها، وهذا بالمحصلة أدّى إلى شنّ روسيا حرباً وقائية في أوكرانيا هدفها منع تغلغل الناتو في الخاصرة الرخوة لروسيا، حيث استمر الاستهداف الغربي لها من خلال دعم النظام في كييف عسكرياً ودبلوماسياً واستخدامه رأس حربة في محاولة هزيمة روسيا استراتيجياً، وفي سبيل ذلك تتعرّض روسيا لحرب شاملة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وحتى في مجال الحرب السيبرانية لإخضاعها وإجبارها على الاستسلام للنموذج الغربي والهيمنة الأمريكية تحديداً، وهذا ما جعل موسكو تتجه بالفعل إلى البحث عن صياعة نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب لا تكون للغرب فيه الهيمنة الكاملة على القرار في العالم.

ومن هنا، وصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف المبادرة الأمريكية لتصنيف روسيا “دولة راعية للإرهاب” بأنه عمل غير مسبوق ومثير للسخرية، مؤكداً أن موسكو ستردّ بقوة وتتخذ أشدّ الإجراءات في حال التنفيذ المحتمل لهذه الخطوة.

وقال أنطونوف في مقابلة حصرية مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا” المحلية نُشرت أمس: “أودّ أن أشير إلى أن إعلاننا (دولة راعية للإرهاب) في حال تم، سيصبح قراراً مثيراً للاستهزاء وغير مسبوق وسيؤدّي إلى أقسى الإجراءات الردّية من جانبنا”، مبيّناً أن “مثل هذه المبادرة ستشمل فرض عقوبات اقتصادية خطيرة ضد موسكو تصل إلى مصادرة أصول الدولة، وفي الوقت نفسه لا تشير الإجراءات القانونية الأمريكية بشكل مباشر إلى القطع التلقائي للعلاقات الدبلوماسية مع روسيا”.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي تبنّى في الـ27 من تموز الماضي قراراً يدعو فيه وزارة الخارجية الأمريكية إلى تصنيف روسيا “دولة راعية للإرهاب” بذريعة ما دعاه بالأوضاع في سورية وأوكرانيا والشيشان وجورجيا.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أن محاولات الولايات المتحدة تنفيذ هذا الإجراء لن تمرّ دون ردّ واصفة إياه “بالتحرّك الأحمق”.

وحول الأزمة في أوكرانيا وإصرار الولايات المتحدة وحلفائها على الاستمرار بتصعيد الأوضاع، أكد أنطونوف أن واشنطن تخطط لتزويد نظام كييف بالمعدات والمنتجات العسكرية لعدة سنوات أخرى مقبلة.

وقال أنطونوف: “أصبحت الدعوات من أجل مراقبة أكثر دقة للمساعدات العسكرية التي تتجه إلى كييف متكرّرة على نحو متزايد في دوائر البحث السياسي المحلية، ونحن نتحدّث على وجه الخصوص حول توزيع الطلبات ضمن حزمة المساعدات الكبيرة غير المسبوقة التي تمّت الموافقة عليها مؤخراً في واشنطن بقيمة 2.98 مليار دولار”، مؤكداً أن هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية تثبت أنها تخطط لتزويد أوكرانيا بمجرى مستمرّ من المعدات العسكرية لعدة سنوات أخرى.

وشدّد الدبلوماسي الروسي على أن تصرّفات الولايات المتحدة تدفع بالسلام بعيداً بدلاً من تقريبه، موضحاً أن الشركات الأمريكية تنتج أسلحة للميليشيات النازية والإرهابية التي تتعمّد قصف مناطق سكنية في مدن دونباس وكذلك مناطق زابوروجيه وخاركوف وخيرسون.

ولفت أنطونوف في هذا السياق إلى أن الإدارة الأمريكية فشلت من قبل في إحلال السلام والأمن في أفغانستان، وأن التحقيقات في جدوى النفقات العسكرية الباهظة للحملة ما زالت مستمرة، مؤكداً أن واشنطن تثير الصراعات بشكل منتظم وتفتعل بؤر توتر في جميع أنحاء العالم، والمستفيد الأول من كل هذه الأزمات بما فيها ما حدث في سورية والعراق وليبيا ويوغوسلافيا هم مجمع الصناعة العسكرية الأمريكي ومقاولو وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.

وفي معرض الحديث عن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، أكد أنطونوف أن بلاده لن تتخلى عن مطلبها بأن تعيد الولايات المتحدة الممتلكات الدبلوماسية الروسية وتعود إلى تنفيذ التزاماتها الدولية.

وأوضح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أن عشرات الدبلوماسيين الروس سيغادرون واشنطن بحلول نهاية العام الجاري بأمر من وزارة الخارجية الأمريكية وأن الاتصال بين موظفي البعثة الدبلوماسية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية في الوقت الحالي منقطع ويتم تقليل الاتصال وجهاً لوجه إلى الحد الأدنى.

في سياق متصل، أكد نائب أمين مجلس الأمن الروسي يوري كوكوف، أن الولايات المتحدة ماضية بفتح مختبراتٍ بيولوجية سرية حول العالم ما يخلق خطر وقوع فيروسات خطيرة في أيدي الإرهابيين.

ونقلت وكالة تاس عن كوكوف قوله في حوار مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية: بدلاً من توطين البحث في هذا المجال قدر الإمكان مع ضمان المستوى الضروري من السيطرة العامة، تواصل الولايات المتحدة إنشاء مختبراتٍ بيولوجية سرية في جميع أنحاء العالم.

وشدّد كوكوف على أن هذا النهج يخلق مخاطر لوقوع الفيروسات الخطيرة في أيدي الإرهابيين والمتطرّفين بمن فيهم النازيون الجدد، مشيراً إلى أنه خلال العملية العسكرية الخاصة تم الحصول على أدلّة تثبت القيام بأنشطة بيولوجية عسكرية على أراضي أوكرانيا تحت رعاية البنتاغون.

وأوضح أن امتلاك الإرهابيين أسلحة حديثة يتيح لهم الفرصة للقيام بأعمال إرهابية واسعة النطاق ما يشكّل تهديداً مباشراً على المجتمع ونظام الدولة، محذّراً في الوقت نفسه من العواقب المأساوية التي يمكن أن يؤدّي إليها ذلك.

إلى ذلك، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا تتعرّض لحرب شاملة هجينة في جميع المجالات.

ونقلت وكالة نوفوستي عن ريابكوف قوله اليوم: “لا يمكن التقليل من خطورة الفترة الحالية، لقد تم بالفعل الإعلان عن حرب شاملة علينا يتم شنّها بأشكال مختلفة في جميع المجالات”.

وأضاف ريابكوف: إن “درجة غضب خصومنا وأعدائنا هائلة وغير عادية”.

في سياق متصل، أكد نائب الرئيس التنفيذي لمصرف سبيربنك الروسي ستانيسلاف كوزنتسوف، أن حرباً إلكترونية حقيقية تُشنّ ضد روسيا في الوقت الحالي.

ونقلت وكالة تاس عن كوزنتسوف قوله في منتدى الشرق الاقتصادي: إن عدد هجمات القرصنة الإلكترونية ضد روسيا يتصاعد بشكل فعلي حالياً، وذلك بهدف تدمير البنية التحتية في بلادنا.

وأضاف كوزنتسوف: إن سبيربنك صمد أمام نحو 450 هجوم قرصنة و350 هجوماً آخر ضد أفرعه خلال الربع الماضي من هذا العام، وهذا رقم كبير ويعادل تقريباً مجموع هجمات القرصنة على مدى السنوات الخمس الماضية.