تحقيقاتصحيفة البعث

أهلنا في القنيطرة يستذكرون صفحات مجيدة من بطولات حرب تشرين التحريرية

القنيطرة – محمد غالب حسين

السادس من تشرين الأول عام ١٩٧٣م يوم خالد في تاريخنا الوطني وذاكرتنا القومية، لأنه يؤرخ لملحمة العرب الكبرى في العصر الحديث حيث انطلق الجنود الأباة في الساعة الثانية وعشر دقائق عبر إنزال بطولي على مرصد جبل الشيخ، ورفعوا عليه العلم العربي السوري بعد تحريره وقتل وأسر جنود العدو الإسرائيلي. كما شهدت أرض محافظة القنيطرة وبطاح الجولان أعظم المعارك حيث استطاع بواسل جيشنا تدمير خط آلون الذي كان يتبجّح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقوته ومتانته، وعبروه منطلقين لتحرير تراب الجولان، مندفعين بقوة وثبات لاستعادة الحقوق المغتصبة والأراضي المحتلة. لقد كتب الجيش العربي السوري البطل في حرب تشرين التحريرية صفحات خالدة من بسالة وعنفوان وبطولات في تاريخ وطنهم لذلك كتب عنها كثير من الباحثين والقادة العسكريين والاستراتيجيين الذين اعتبروها ملحمة العرب الكبرى في العصر الحديث، لأنها أعادت الثقة لأبناء الأمة العربية بأن النصر على العدو الصهيوني قد تحقق عندما توفرت القيادة الحكيمة والاستعداد والإعداد والتدريب حيث صاغ الجيش العربي السوري نصر الوطن ببطولات قلّ نظيرها.

هزيمة الجيش الذي لا يقهر

أبناء محافظة القنيطرة يستذكرون اليوم بكل فخر وكبرياء لحظات الانتصار على العدو الصهيوني وتحرير مدينتهم، وهم أكثر ثقة بجيشنا وشعبنا وقيادتنا على مواجهة ما يحاك ضد سورية من مؤامرات استعمارية وإرهابية للنيل من موقفها الرافض للخنوع والذل والتبعية والاستسلام.

أهالي المحافظة أكّدوا استعدادهم الدائم للتضحية والفداء من أجل الوطن، فقد مجّد الباحث الجولاني فوزي عطية المحمد من قرية راوية الجولانية حرب تشرين التحريرية معتبراً إياها ملحمة العرب الكبرى بالعصر الحديث، وكانت نصراً مؤزراً للعرب حيث حطّمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، عندما استطاع جيشنا الباسل تدمير خط آلون واجتيازه لتحرير تراب الجولان، مؤكداً أن حرب تشرين ستبقى منارة لتضحيات وبطولات تشهد لها أرض محافظة القنيطرة وقمم جبل الشيخ، مشيداً بصمود أبناء المحافظة بوجه العدو الإسرائيلي بكل قوة و عزيمة وثبات.

الأمل بالانتصار الكبير

واستذكر على مليحان -صف ضابط متقاعد- صفحات من معاركها البطولية معبراً عن فخره واعتزازه لمشاركته في حرب تشرين، ويروي أنه ورفاقه كانوا في منطقة قرب قرية عين التينة بالقطاع الجنوبي من محافظة القنيطرة، ينتظرون لحظة الانطلاق وبعد الرمي التمهيدي بالمدفعية بدأ الهجوم وكان شاملاً ومركزاً، وتم اجتياز خط آلون المعادي الذي كان يتباهى به الجيش الصهيوني، وتقدموا نحو تل الفرس وحرروه ورفعوا العلم العربي السوري فوقه.

وتحدث الشيخ عمر الطحان من قرية كودنة الجولانية عن الفرح العارم الذي ارتسم على وجوه أبناء قرى محافظة القنيطرة عندما شاهدوا الدبابات تعبر إلى عمق الجولان تحرر الأرض باتجاه تلول الحمر والغسانية وجويزة.

وفي حديثه الواثق عن تحقيق الانتصار الكبير على أعداء سورية استعاد الضابط المتقاعد أحمد الصالح الذي كان قائداً لسرية دبابات ذكريات جميلة من بطولات الحرب الخالدة، واصفاً رجال المدرعات بالأبطال الميامين الذين استبسلوا بالحرب التي شهدت أكبر معارك للدبابات في العالم.

وأكد الشيخ خالد الحمادة من قرية جبا أن حرب تشرين التحريرية ستبقى منارة لتضحيات وبطولات وشهداء تشهد بها ولها أرض محافظة القنيطرة وقمم جبل الشيخ، معرباً عن ثقته المطلقة بأن الاحتلال الصهيوني وكل محتل للأرض السورية إلى زوال وسيعود الجولان لوطنه وشعبه وأهله، وكل شبر من أرض الوطن بفضل بسالة جيشنا وصمود شعبنا وحكمة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

وأكد محمد عويد محمد من قرية سويسة أن الجولان عربي سوري، الجولان هو الأحلى والأغلى والأمل كبير جداً بتحرير كل ذرة من ترابه، لتتفتح شقائق النعمان، ويزداد السنديان تجذراً والدوالي خضرة، ويبتسم الملول والعبهر، ويفوح السِّدر طيباً، وتصبح انحناءات البطم أكثر جمالاً، وتزهو امتدادات الميس لتعانق الغيوم شموخاً، ويتهادى الندى مكللاً تل الشيخة وتل الفخار وجبل الشيخ الأشم، فيعم الفرح ويغدو الزمن بطيئاً والمكان أكثر دفئاً ومحبة واطمئناناً، فتنبعث من جديد الغزلان والزرازير والحمائم ويصبح للتراب شميم مختلف ويظهر الفرح ألقاً في العيون وحمرة في الوجنات وتنحني الوجوه تقبّل التراب الخصيب الحبيب.

نهضة كبرى

ووصف أكرم المعاون عضو قيادة شعبة المدينة الثالثة بفرع القنيطرة وهو من قرية السماقة أن تحرير مدينة القنيطرة إنجازاً هاماً من نتائج حرب تشرين التحريرية الخالدة، منوهاً بالنهضة الكبرى التي شهدتها المحافظة بعد تحريرها بفضل الدعم الكبير من القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد الذي وجّه بإعادة إعمار القرى المحررة وبناء مدينة البعث وتقديم أفضل الخدمات للمحافظة ومنح مشاريعها الأولوية والأفضلية والسرعة الكليّة للتنفيذ، لافتاً إلى أن الدعم والاهتمام قد تعاظم بعهد السيد الرئيس بشار الأسد حيث أحدثت بالمحافظة خمس كليات جامعية، وازدادت مساحات استصلاح الأراضي مجاناً، وتمّ بناء سد المنطرة، إضافة للخدمات الأخرى المُقدّمة لأبناء محافظة القنيطرة في محافظات دمشق ودرعا وحمص وريف دمشق.

تحية لأهلنا في الجولان

وحيّا علي الراضي من قرية العامرة الجولانية الأهل الأباة في الجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الذين رفضوا الاحتلال الإسرائيلي وما صدر عنه من قرارات زائلة وإجراءات عدوانية باطلة، مشيداً بتمسكهم بأرضهم الذي يعبر عن عمق الانتماء الراسخ والثابت للوطن الأم سورية، والتمسّك بالهوية العربية السورية والاعتزاز بها.