مجلة البعث الأسبوعية

بروباغندا أمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. أكاذيب لتحقيق المكاسب مقابل استراتيجية إيرانية لتفريغها من مضمونها النفسي

البعث الأسبوعية- د. ساعود جمال ساعود

شكّلت الثورة التكنولوجية، وما وفرّته من وسائل اتصالات متعددة ومجانية وسهلة الاستخدام وسريعة الوصول إلى أعداد كبيرة من الأفراد، أداةً بالغة التأثير لبعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية التي تتبنّى سياسات توسعية وعدوانية لخدمة أجنداتها، استخدمتها في إطار حروبها النفسية التي قوامها الحملات الإعلامية الهادفة لتحطيم المعنويات، وتأليب الرأي العام المحلي والعالمي ضد بعض الدول الأخرى، لا سيما تلك التي ترى فيها دولاً صاعدة تؤثّر على طبيعة التوازنات الدولية الراهنة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقحمها أمريكا في صلب استراتيجية أمنها القومي لكونها تتبنى سياسة مستقلة رافضة للنهج الصهيوني الأمريكي والتطبيع معه، وتركز على تطوير ذاتها بالاعتماد على مقدراتها المادية والبشرية.

المشروع القديم الحديث

من هنا كان الاستهداف الأمريكي لإيران، هذا المشروع القديم الحديث، مستخدمةً ما يتاح لها من وسائل تعتقد أنه سيكون لها تأثير على الرأي العام، ومن جملتها الحرب النفسية والإعلامية التي تحاول تغطية أي حدث، رغبة في تأزيمه وتغيير صورته الحقيقية كما حدث بشأن تكثيف الحالة الإعلامية حول وفاة الشابة مهسا أميني، الأمر الذي شكّل لاستجلاء جوانب الحملات الإعلامية الأمريكية بشكل عام على إيران مع تعدّد مواضيعها وأدواتها وأهدافها.

وعلى وجه البحث والتدقيق، فإنّ فترة وصول الرئيس الأمريكي دولاند ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في 20 كانون الثاني 2017،  تواكبت مع تصاعد حدّة الهجمات الأمريكية ضد إيران، و جاءت ضمن جملةٍ من الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب ضد إيران متمثّلة فيما سمّاه بالإستراتيجية الأمريكية للتعامل مع إيران، والتي أصدرها بعد مشاورات مع فريقه الحكومي في عام2017، واصفاً إياها بأنّها ثمرة تسعة أشهر من المشاورات مع الكونغرس والحلفاء من أجل حماية الأمن القومي الأمريكي، حيث تضمنت إستراتيجية ترامب تجاه إيران “التحريض الإعلامي ضد إيران، والقيام بهجمات مدروسة تجاهها بالتعاون مع الوسائل الإعلامية الحليفة لها، بقصد تجييش الرأي العام ضد إيران سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي”

وكان من أبرز أشكال هذه الهجمات قيامها بحملاتٍ إعلامية منظّمة ضد إيران عبر مختلف وسائل الإعلام الأمريكي باستثناء قلةّ منها سواءً المسموعة أو المرئية أو المكتوبة، يساعدها في ذلك مجموعة من الشبكات الإعلامية الدولية والإقليمية، حيث حرصت هذه الوسائل مجتمعة على العمل بشكل متناغم ومتناسق عبر تناول المواد الإعلامية ذاتها، وتنظيم أنشطتها وموادها الإعلامية بشكل موجه وهادف عبر الترويج للأكاذيب والمزاعم المفبركة ضد إيران بقصد إشاعة أجواء التوتر داخلها، وتحريض الرأي العام العالمي ضدها لفرض حصار دولي وإقليمي يقيّد حركتها على المناورة لتحقيق أمنها واستقرارها الداخلي.

الملفات المستهدفة

دارت الحملات الإعلامية الأمريكية والحليفة لها حول عدّة مواضيع، واتخذت أشكالاً متعدّدة فمن حيث المواضيع التي دارت حولها فقد كان أبرزها إثارة الملف النووي الإيراني، ومهاجمة محور المقاومة، ومسألة أمن الخليج، وأمن المضائق الدولية، وأمن “إسرائيل”، والعقوبات الاقتصادية على إيران، وتأليب الداخل الإيراني على حكومته،  وعلاقة إيران بالعراق وحزب الله، والوجود الإيراني في سورية رغم شرعيته، وغير ذلك من المواضيع التي عمل الإعلام الأمريكي وحلفائه على تناولها إعلامياً على غير حقيقتها لتحقيق غايات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية من قبيل تحريفها بقصد تشويه السمعة السياسية لإيران أمام المجتمع الدولي، والمبالغة أثناء عرضها، وتضخيمها لإحداث نوعٍ من التخويف والزعر من إيران، إضافة إلى توجيه سلسلة من الاتهامات لبعض المؤسسات الإيرانية لا سيما العسكرية، ونشر الشائعات حول السياسات الإيرانية بقصد التشكيك في ممارساتها أينما وجدت.

إن الشواهد على تمركز الحملات الإعلامية حول المواضيع سالفة الذكر كثيرة منها على سبيل المثال ما يخص موضوع تشجيع فرض عقوبات اقتصادية على إيران، حيث ذكر الإعلام الأمريكي المطبوع والمقروء ممثلاً بصحيفة “يو إس إيه توداي” أن الولايات المتحدة الأمريكية شجّعت العقوبات الاقتصادية على إيران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، مبرّرة ذلك بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تريد من إيران وقف برنامج الصواريخ الباليستية، ودعمها لحركات المقاومة، وهنا يتضح استخدام الإعلام كقناة لإيصال رسائل سياسية مفادها أن الاتفاق النووي ورقة ضغط بيد الأمريكي لتحقيق مكاسب سياسية. ومن المواضيع أيضاً ما يتعلّق بموضوع تأليب الداخل الإيراني على حكومته، ومثال هذا إذاعة “صوت أمريكا” الناطقة بالفارسية التي يتم استغلالها في الحرب الإعلامية ضد إيران، بدليل ما حدث بعد لقاء لها مع “بنيامين نتنياهو”، دعا فيه الإيرانيين إلى النزول للشوارع الإيرانية “للاحتجاج” بحجة أنّ العائدات الإيرانية الاقتصادية لا تُوظّف لصالح الشعب الإيراني، بل لصالح جهات خارجية وفق زعمه، وفي هذا تحريض واضح للشعب الإيراني.

وبالنسبة لأدوات الحملات الإعلامية الأمريكية ضد إيران، فإنّ الهجمات الإعلامية الأمريكية تتم عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة الأمريكية، يعاضدها في كثير من الأحيان وسائل إعلام حليفة بريطانية وفرنسية، ولكن رغم ذلك فإنّ الحيز الأعظم من الهجمة الأمريكية ضد إيران، تقوم بها شبكات التلفزيون الأمريكية، وفي مقدمتها قناة “إم إس إن بي سي”، وهي محطة تلفزيونية إخبارية أمريكية تبث على مدار الساعة في الولايات المتحدة أخبار إيران، بالإضافة إلى قنوات أخرى كـقناة “إن بي سي يونفيرسال”،‏ و “بوبليك برودكاط، و”ستنغسيرفيس”‏، و”ذا سي دبليو”،‏  و”قناة ديزني”‏، و “شوتايم‏”، وهي بأجمعها قنوات تلفزيونية إخبارية تبث على مدار (24) ساعة في الولايات المتحدة، بما يخدم الأجندة والسياسات الأمريكية‏، علاوة على العديد من أدوات الاتصال من قبيل مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، والتويتر، والإذاعات، والصحف، والقنوات التلفزيونية، ووكالات الأنباء.

لقد تمثّلت الأهداف من تنويع أدوات الحملة الأمريكية، العمل على تحقيق العديد من الأهداف أبرزها دفع إيران إلى إعادة النظر في علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وتشويه صورة إيران أمام الرأي العام الغربي، ودوائر الحكم فيه بحيث تكون الحملات الإعلامية عامل تخويف وردع من وضد إيران بالوقت ذاته، وتحريض الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية ضدها كما يحصل من استغلال الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة “مجاهدي خلق” المصنّفة كمنظّمة إرهابية في إيران، وزعزعة الاستقرار والأمن في داخل إيران، وتهيئة الأجواء تمهيداً لتوجيه حملاتٍ من أشكالٍ أخرى ضد إيران.

اللعب على المشاعر

كانت الحرب الإعلامية تتجه ضد الدولة الإيرانية، وأحياناً تتجه نحو الشعب الإيراني  بمعزل عن استهداف الدولة الإيرانية، حيث تم العمل على استهداف مشاعر وقناعات الشعب الإيراني بفئاته الثقافية والسياسية والدينية والعرقية والقومية كافّة عن طريق ما تتناوله من مواضيع هامّة ذات مضامين وأبعاد متعدّدة ترتبط بوجوده ارتباطاً مصيرياً بقصد تحقيق ما يريده القائمون عليها أشخاصاً أو جهات من أهداف مختلفة.

استندت الحملة الإعلامية الأمريكية في تعبئة الرأي العام الإيراني على خطابها القائم على استغلال شرائح الطلاب والشباب عبر العمل على تحريضهم وحشدهم ضد الدولة الإيرانية، ولقد مهّدت لذلك بمشاريع سياسية على أرض الواقع، والدليل قيام الكونغرس بتخصيص 75 مليون دولار لدعم ما يسمى “الديمقراطية” في إيران، وتم إنشاء مكتب داخل القنصلية الأمريكية في إحدى الدول العربية يضم عشرة دبلوماسيين أمريكيين لإجراء حوارات مع  إيرانيين من منظمة “خلق” الإرهابية، وذلك لاستخدامهم كورقة ضغط ضد دولتهم، وليكونوا هم بدورهم موضع جذب لغيرهم، مما يحقق ويخلق للأمريكي شبكات موالية لهم في الداخل الإيراني يتم تسييرها وفق توجيهاتهم وبما يتناسب مع أهدافهم السياسية.

إن جملة الممارسات الإعلامية ضد الدولة الإيرانية هي ذات الطابع الهجومي والعدائي التي اتخذت شكل خطط منظّمة ومنسّقة وهادفة ضد الدولة الإيرانية بمؤسساتها كافّة لا سيما المؤسستين السياسية والعسكرية، وضد شخصياتها السياسية لا سيما القادة البارزين في المجالات كافة، ولقد قامت بهذه الحملة جملة الوسائل الإعلامية الأمريكية بالترافق مع معاضدة الإعلام الحليف لهم متناولين الملفات التي تجمعهم كقاسم مشترك بينهم ضد إيران.

والأمثلة كثيرة منها طرح وسائل الإعلام الأمريكي وحلفائه لعدّة سيناريوهات تتحدّث عن احتمالية شن عملية عسكرية ضد إيران تستهدف تدمير برنامجها النووي، أو على الأقل تعطيله عدة سنوات، بل وحدّد بعضها توقيت هذه العملية، ليقابل بذلك قيام وسائل الإعلام الإيراني بمناقشة جدّية هذا الأمر من عدمه عبر تداول، ونشر تصريحات المسؤولين الإيرانيين بهذا الخصوص بدليل نقل التصريح المضاد لروحاني في 6 أذار 2005: “إنه يعتقد أن التهديد الأمريكي بالهجوم على إيران غير جاد لأن الأمريكيين يعرفون مدى قدرة إيران على صد مثل هذا الهجوم، وهم لن يخاطروا بالقيام بهذا العمل”. كما تم نقل ومناقشة تصريح علي لاريجاني: “أن الولايات المتحدة ليست قادرة على شن حرب ضد إيران وأن الضغوط التي تمارسها ضدنا من قبيل الحرب النفسية، وأن الحرب ستكون قاسية ومكلفة لهم”.

تتشابة مواصفات الحملات الإعلامية الأمريكية ضد إيران مع مثيلاتها ضد سورية وكورية الديمقراطية وروسيا، والتي يمكن وصفها بما يلي:

  • ممولة مادياً وممنهجة، تستهدف تشويه سمعة هذه الدول في وجدان الشعوب، وتحجيم دورها الإقليمي والعالمي، وضرب الاقتصاد ووقف عجلة التقدّم فيها.
  • غائية، تعمل على زرع الشك والارتياب بمواقف إيران من القضايا العربية والإسلامية.
  • التسيس، تحاول إثارة الرأي العام العالمي والإقليمي والمحلي عبر استغلال المبررات وسفاسف الأمور لهذا الغرض.
  • عدم المصداقية، يفتقد الاستهداف الإعلامي الأمريكي لإيران لأي حقائق فعلية قادرة على إقناع المتلقي، حيث يسود التضليل والكذب والافتراء، وأحياناً اختلاق أخبار لا أصل لها، والأمثلة كثيرة.

استراتيجية الرد الإيراني

حول الاستراتيجية الإيرانية الإعلامية للرد على الحملة الأمريكية، بعد أن وصلت خطورتها لدرجة تهديد أمن واستقرار إيران، الدولة والمجتمع، كان لا بدّ من إتّباع إستراتيجية إعلامية إيرانية لمواجهة الحملات الأمريكية الإعلامية، والرد عليها وتفريغها من مضمونها النفسي والإعلامي والسياسي عبر اعتماد إستراتيجية إعلامية تكفل لهم ذلك، فجاءت الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية مرتكزةً على الأسس الآتية:

  • متابعة أخبار الأحداث والتعريف بنتائج مواجهتها، ومحاولات التصدّي لها وتحجيمها عن طريق نقل المعلومات إلى جمهور إيران بأمانة وسرعة ومصداقية، وإحاطتهم بما حدث فعلاً على أرض الواقع.
  • تنمية إدراك الجمهور بخطورة وأبعاد الأزمة عبر اثارة اهتمامهم، فتتكون لديهم قناعة معينة تدفعهم إلى القيام بسلوك معين وفقاً لنطاق الأزمة.
  • عمل الإعلام الإيراني على مستوى الجمهور الخارجي بإذكاء المناقشة لتحديد المسؤولية، ومعرفة الأسباب الحقيقية الظاهرة والخفية وراء مشاكل إيران الداخلية والخارجية، وتزويد الجمهور بمعلومات واقعية حتى لا يكون هناك مجالاً للشائعات المغرضة .
  • وضع حدود فاصلة بين القوى السياسية الإيرانية، التي تتسم تحالفاتها وائتلافاتها بنوع من المرونة والديناميكية، لدرجة تفنّد وجود وضعية استقطاب سياسي جامد ما بين قوى إصلاحية وأخرى محافظة كما يروج الغرب مثلاً.
  • تقديم مؤشرات ورسم ملامح لمواقفها وسياساتها إزاء قضايا الداخل والخارج‏ وتبدو صحيفة‏ “كيهان”،‏ و”قناة العالم” الفضائية أبرز النماذج في هذا السياق، حيث تعتبر‏”كيهان”‏ متحدثة بلسان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، الذي يمتلك دستورياً سلطة تعيين ممثّل له في الصحيفة .

لقد ساعدت هذه الاستراتيجية القائمين على الإعلام الإيراني لإحباط الأهداف التي سعت إليها الحملات الأمريكية لدرجة كبيرة، وأن يكشفوا ما روّجته الحملات الإعلامية من تحريف وتحريض، الأمر الذي ساهم بدور كبير في تعزيز الأمن والسلم المجتمعي في الداخل الإيراني.

على العموم قام الإعلام الإيراني بوظائف متعدّدة أثناء التعرّض للضغوطات والهجمات الإعلامية الخارجية أسهم بشكلٍ كبير في التصدّي لها، وتفريغها من مضمونها التحريضي الذي استهدف أمن واستقرار إيران، ولم تكن هذه الآلية هي السبب الوحيد في فعالية التصدّي الإيراني، بل استمدت الإستراتيجية الإيرانية قوتها من ثنائية الأدوار والآليات، حيث استخدم الإعلام آليات إعلامية متعدّدة منها تحديد المستهدف في كل مرحلة من مراحل الأحداث الحرجة التي واجهت إيران، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين والأكاديميين وأصحاب الرأي في تصميم وتنفيذ ومتابعة الخطط الإعلامية للأزمات، وتضمين الخطة الإعلامية أساليب متابعة تطوّرات الأحداث التي قد ترقى إلى مستوى الأزمة، ورصد مساراتها الواقعية للتعامل معها بحكمة، ومتابعة الخطة الإعلامية لما ينشر في وسائل الإعلام الصديقة والمحايدة والمعادية لتحديد أساليب الرد والتعقيب عليها، وتحصين الرأي العام من أهدافها إذا كانت خبيثة.

بالنتيجة، إن الحملات الإعلامية الأمريكية ضد إيران بشكل عام بمواضيعها المتعددة، ليست من نوع الحملات الإعلامية العادية التي عادة ما تقوم بها الدول والمؤسسات عبر القنوات المخصصة لتحقيق أهداف استهلاكية بعيدة عن المجالين السياسي والعسكري، رغم الحرص على التأثير على النفوس لجذب المستهدف، إذ أنّ هذا النوع يبقى بعيداً عن التأثير المدمر أو المؤذي، بل ينتمي لطائفة التأثير العادي، وبالتأسيس على هذا المنطلق، فإن الحملات الإعلامية الأمريكية ضد إيران تندرج كما أسلفنا في سياق الحرب النفسية، بالنظر إلى الأهداف التي عملت وما تزال تعمل على تحقيقها، حيث تهدف إلى تحقيق أهداف متعدّدة هي ذاتها أهداف الحرب النفسية لتحطيم الروح المعنوية لدى أفراد المجتمع الإيراني سواء من المدنيين أو العسكريين بهدف زرع الإحباط واليأس لديهم، وإيصالهم إلى حالة من القنوط والخضوع وفقدان الثقة يسهل معها التأثير عليهم وإجبارهم على الاستسلام.

بالمجمل، لقد فشلت الحملة الأمريكية في تحقيق أهدافها السياسية في إيران، فالشعب الإيراني رغم الأوضاع الاقتصادية ما يزال يدعم  قيادته الحالية في وجه التحديات الأمريكية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بمؤسساتها كافة ما زالت قائمة، وبكامل حيويتها ونشاطها السياسي، ومكانة إيران الإقليمية في تقدّم، وإدارة الملفات العالقة تتم وفق الرؤية الإيرانية، والتحالفات الدولية لإيران في تقدّم، والتي كان أخرها الانضمام لمنظمة “شنغهاي”، والأهم إدراك الشارع الأمريكي ونخبة المثقفين والسياسيين والعسكريين لمخاطر الحرب العسكرية والنفسية ضد إيران.