مجلة البعث الأسبوعية

قانون الشجرة؟!

بشير فرزان

واقع حال المحميات الطبيعية وغيرها من المناطق التي باتت جرداء نتيجة الاعتداءات المستمرة على أشجارها..يثير التساؤلات حول مدى فاعلية الجهات البيئة المعنية بتطبيق المعايير والضوابط التي وضعتها لحماية الأشجار الموجودة وعن التزام الآخرين بها خاصة مايتعلق بضرورة الحصول على موافقتها قبل قطع الأشجاروهنا الحديث يخص عمليات القلع والقطع في العديد من المناطق التي يفرض واقعها التنظيمي ذلك فلم يعد مقبولاً سكوت أو تغاضي الجهات المعنية عن مئات المخالفات التي ترتكب أمام أعين الجميع دون أي محاسبة فعمليات التحطيب مستمرة بعد أن وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من 1,5مليون  .

وطبعاً هذا الكلام ينطبق على بعض ضعاف النفوس الذي ركبوا موجة الازمة للوصول الى مأربهم وغاياتهم الشخصية دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطن ونحن هنا نتكلم عن أولئك الذين يرتكبون في كل يوم مخالفة جديدة بحق الاشجار والمساحات الخضراء خاصة بعد ان وفرت الازمة المناخ المناسب لاستمرار ممارساتهم في سلبنا ذلك الكنز الحي المسمى (شجرة ) فالعديد من  المناطق المشجرة في طريقها الى الزوال خلال فترة بسيطة ما لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذها.

وبحضور آلاف الاشجار المقطوعة في مختلف أنحاء القطر تبرز تلك التساؤلات الباحثة عن دور الوحدات الإدارية والجهات الحراجية والبيئية في المراقبة والمحاسبة في ظل حزمة من القوانين التي تحمي الشجرة وتكسبها حصانةضد مسننات المنشاروالبلطات القاطعة وشفرات التركسات القاتلة التي التهمت آلاف الأشجاربحجج مختلفة وتحت غطاء الظرف المعيشي وعدم توفرالمحروقات وغيرها من الذرائع التي استباحت الطبيعة وخربتها.

ورغم الاعتراف بضخامة الخسائروتعدد الارتكابات والمخالفات إلاأن  الاختلاف الكبير مابين الواقع الموجود فعلاً وتصريحات الجهات المعنية وخاصة لناحية التخفيف من حجم الاضرار التي نراها الان في كل مكان يؤكد الفارق المتصاعد بين المشاهد المأساوية للمجازر المرتكبة بحق المناطق المشجرة وبين الارقام التي ترصدها الجهات المعنية في تصريحاتها والإجراءات التي تقوم بها في مجال الحماية والمحافظة على البيئة الشجرية بكائناتها المختلفة .

إن جميع المؤشرات تنبىء بكارثة بيئية وخسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة ..فهل تقوم  الجهات المعنية بمهامها بشكل فعلي أم يبقى دورها حبيس الممارسات الورقية الخلبية؟وهل ستشهد الفترة القادمة ولادة تشريعات صارمة تحمي المناطق المشجرة أياً كان موقعها (داخل أو خارج المخططات التنظيمية )أم سيترك هذا الكائن الشجري ضحية للمسننات والشفرات القاطعة بحضور تلك البصمات التي تستثمر البشر والحجر والشجر في معادلة التخريب وبناء ممالك الثروة في غفلة من القانون ؟.

 

 

.