ثقافةصحيفة البعث

احتفالية أرمنية حلبية بالذكرى السادسة للتحرير

حلب- غالية خوجة
ستظلّ حلب محتفلة بذكرى انتصارها كعيد محلي وطني وعربي وعالمي مع الأعياد الإنسانية، وخاصة عيدَي الميلاد ورأس السنة، وبهذه المناسبة التي مرّ عليها 6 سنوات، أقام نادي الشبيبة السورية الثقافي احتفالية فنية على مسرح يسايان بالسليمانية- التلفون الهوائي، أحيته فرقة كورال “زفارتنوتس” وفرقة “سارداراباد” للرقص الشعبي.

وأكد الرفيق أحمد منصور أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي في كلمة له على الطريق الواحدة التي اختارها السوريون ولا بديل عنها، لأنها طريق التمسك بالكرامة والحياة في وجه الإرهاب والانتصار الذي نحتفل به بالشهادة والشهداء وجرحى الوطن صانعي الانتصار بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
وانطلقت الحفلة من خلال أغان متنوعة وطنية واجتماعية وفلكلورية بدأها الكورال بقيادة المايسترو كيانه سيمونيان داريان، والتي انسجم معها الحضور.
وحلقت الكلمة والموسيقا مع الفلكلور الحلبي والأرمني بفقرات متنوعة، بانورامية، وبصرية، وتأملية، كما اتسمت الألحان والأصوات بإيقاعات تراثية كان بعضها أقرب إلى التراتيل والأوبرا بطريقة كلاسيكية معاصرة جذبت المستمعين الذين تفاعلوا معها بمحبة هارمونية، تواصلت مع الرقص الشعبي، ومنها رقصة الشموع المرفرفة مع الأمل والمحبة كما تعكسها موسيقا التراث الأرمني وحركات فرقة سارداراباد، بينما اختتمت الاحتفالية بأغنية “مبروك نصرك يا حلب”.
الهدف الأسمى
سيفان أزاريكيان رئيسة لجنة نادي الشبيبة السورية الثقافي قالت: نقدم سلسلة عروض سنوية للفرق التابعة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب، وذلك ضمن جهودها في مجال إحياء التراث وتكريسه من خلال نشاطات فئتي الأطفال والشباب، وفرقة سارتاراباد التابعة لنادي الشبيبة السورية الثقافي ومنذ تأسيسها عام 1967، وهي تقدم فقرات راقصة تراثية فلكلورية من التراث الشعبي السوري والأرمني، كما قدمت خلال السنوات الماضية عدة عروض فنية راقصة في كل من المحافظات السورية الرقة واللاذقية ودمشق وحلب.
وتابعت: اليوم، وبذكرى تحرير مدينتنا نتقدم بالشكر الجزيل لجنودنا البواسل الذين قدموا كل غال ونفيس في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير حلب من رجس الإرهاب والإرهابيين، فتحقق ذلك بسواعد الشرفاء وبمؤسساتنا الوطنية وبتضحيات جيشنا الباسل.
بوابات فرحنا أضاءها الشهداء
وبدوره، قال رافي سلاحيان عضو لجنة وأمين سر كورال زفارتنوتس: تأسّست الفرقة عام 1968، ويتراوح عدد أعضائها بين 45 و50 شخصاً، ونقدم الحفلات في حلب ومختلف أرجاء سورية، وشاركنا هذا العام في أوبرا دمشق ضمن ملتقى الكورالات، كما قدمنا حفلة باللاذقية، وحفلتنا هذه بذكرى تحرير حلب المتزامنة مع الأعياد، وهذا يجعلنا سعداء أكثر لأننا نحتفل بالانتصار والميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، فندخل من بوابات الفرح التي أضاءها الشهداء الذين قدموا أرواحهم لنعيش نحن ونستمر بالحياة، ونبعث رسالتنا للعالم من خلال الكورال والموسيقا والغناء بأننا لن ننسى الشهداء والتضحيات، وأننا كشعب سوري، وخصوصاً الحلبي، نحبّ الحياة، ونقدم ما يرفع الرأس ونظل مبسوطين، لذلك نقدم أغاني خاصة بالنصر وأغاني وطنية وتراثية فلكلورية باللغات العربية والأرمنية والأجنبية، كما أن فرقتنا مشاركة بباقة من الأغاني الوطنية والميلادية في احتفالات ساحة الحطب الأثرية التي كانت مدمرة وما زالت شاهدة على الأعمال الإرهابية، لنرسل منها، أيضاً، رسالتنا للعالم بأننا قادرون على إعادة الحياة بالموسيقا والغناء والفرح والتفاؤل والمحبة.
باقة أرواح مُحبة
ورأت نايلة شحود مديرة السياحة بحلب بأنها باقة محبة تجمع أطيافنا وأرواحنا مع أرواح شهدائنا، وتستمر مع الانتصار والحياة، متفائلين بالمستقبل، لأن من صبر على كل الظروف قادر على صناعة المستقبل بالأمل والعمل.
وأكدت مارال ديكبيكيان أمين سر مطرانية الأرمن الأرثوذكس على أهمية الاحتفالية النابعة من الانتصار المؤلف للقلوب كما الصمود والتحرير، وما تقدمه من موسيقا وطنية تراثية اجتماعية حلبية وفلكلورية أرمنية.
التقت الأعياد بفرحتها الكبيرة
ورأى د. جيراير رائيسيان عضو مجلس الشعب أن الأعياد التقت مع هذه الفرحة الكبيرة المعبّرة من خلال الفن عن أحاسيسنا وفرحتنا بالنصر والميلاد والعام الجديد، لأن الموسيقا عبارة عن أصوات تعبيرية عاكسة للإحساس تماماً كما يبكي الطفل عندما يولد ليعبّر عن مشاعره، ونحن سعداء نغني أو نبكي، لأن “الطير يرقص مذبوحاً من الألم”، ولذلك فإن التعبير بالفن هو من أهم الوسائل، وهو ما نراه مع الشباب وأصواتهم ورقصاتهم، وهو يعكس التأثيرات الموسيقية المتبادلة ما بين التراثين الحلبي والأرمني.
محطة أخيرة لدرب الآلام
وبضحكتها المتفائلة قالت ماريا كابرإليان– محامية: مصرّون على البقاء في الوطن ومتفائلون رغم كل الظروف، ودرب الآلام وصل إلى محطته الأخيرة، كما أن هناك، وعبْر التأريخ، الكثير من الشعوب التي عانت لكنها لم تعاني مثلنا على مر التأريخ، والوطنية التي لدينا كشعب سوري أعتقد أنها ليست لدى كل الشعوب، لأننا وبمختلف أطيافنا نمثّل وحدتنا الوطنية الواحدة، ولقد تعلمت من وطني سورية حب الوطن، لذلك أحب وطني سورية و”حماة الديار” ووطني أرمينيا “وطننا” على حدّ سواء.
نتحدى بالسلاح والثقافة والحضارة
وركّز سنبل سنبليان رئيس المجلس التنفيذي لمطرانية الأرمن الأرثوذكس على أهمية تحرير حلب، لأن هذا الانتصار خلّصنا من الإرهاب والحقد رغم أننا نحيا الانتصار على أمل أن ننتصر عليه قريباً أيضاً وعلى الحرب الاقتصادية، ونظل نتحدّى كل ذلك حرباً وسلماً بالسلاح والثقافة والحضارة.