رياضةصحيفة البعث

ومضات محدودة وأمراض مزمنة في رياضتنا خلال العام المنقضي

لم تتغيّر أحوال رياضتنا في العام الذي ودعناه أمس، فبقيت تحاول تخطي الأمراض المزمنة التي رافقتها منذ سنوات دون أن تتمكن من ذلك لأسباب يبدو بعضها موضوعياً وبعضها الآخر ناجم عن سوء إدارة وتصرف.

على صعيد النتائج حققت رياضتنا إشراقات محدودة كان أبرزها الحصيلة الجيدة في دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في الجزائر خلال الصيف الماضي، حيث تمكن رياضيونا من حصد أربع ذهبيات وثلاث فضيات، فيما كان أفضل إنجاز فردي من نصيب رباعنا الأولمبي معن أسعد الذي حقق برونزية بطولة العالم لرفع الأثقال، كما استطاع لاعبو منتخبات الفروسية والقوة البدنية وبناء الأجسام التتويج ببطولات قارية ودولية مع تواجد جيد لألعاب أخرى مثل التايكوندو والكيك بوكسينغ والكاراتيه على منصات التتويج الخارجية.

أما الألعاب الجماعية فكان الفشل هو العنوان الأبرز لمنتخبات كرة القدم والسلة والطائرة في مختلف الفئات والبطولات، حتى أن منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم سجل سلسلة من الهزائم بلغت سبعاً في لقاءاته الودية الأخيرة، فيما كان منتخب الشباب بكرة القدم هو البسمة الوحيدة ببلوغه نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى منذ عشر سنوات.

على الصعيد التنظيمي بقي التخبط هو العنوان الأبرز لاتحادات الألعاب والأندية، فلم يكد يخلو أسبوع من تغيير أو إقالة أو حل لإدارة ناد أو مجلس إدارة اتحاد، ليصل الأمر إلى أن أعضاء اتحاد كرة اليد السابق تقدموا بشكوى للاتحاد الدولي لإعادتهم إلى مناصبهم بعد قرار المكتب التنفيذي بحل الاتحاد.

أما على صعيد التخطيط والإستراتيجية وبعد مرور نحو ثلاث سنوات من عمر الدورة الرياضية الحالية، لم نسمع عن خطة شاملة لتنشيط أو تطوير الألعاب، باستثناء طرح تمّ نسيانه عن توسيع رقعة الاحتراف لتشمل ألعاباً جديدة.

ملف المنشآت كان الأكثر جدلاً في السنة المنقضية فمع وجود خطوات لا بأس بها في مجال صيانة بعض الصالات والملاعب، إلا أن الوصول للهدف المنشود في توفير أرضية مناسبة لاحتضان التدريبات والمباريات لأغلب الرياضات لم يتحقق فبقيت الكثير من الرياضات تبحث عن مكان لائق!.

كما يمكن الحديث عن وضعية مالية صعبة تواجه الاتحاد الرياضي برمته، في ظل عدم القدرة على تلبية الاحتياجات وتطبيق سياسة تقشف في المشاركات الخارجية، ووجود عجز مالي لدى أغلب الاتحادات لإقامة نشاطاتها الداخلية.

كل ما تمّ الحديث عنه هو غيض من فيض المعاناة التي تعيشها رياضتنا، والأمل أن تتمكن القيادة الرياضية من معالجة الأمور الاكثر إلحاحاً، فالعام الجديد يحمل في طياته الكثير من الامتحانات الصعبة وأبرزها الدورة العربية ودورة الألعاب الآسيوية التي يجب أن يكون رياضيونا خلالهما على منصات التتويج.

المحرر الرياضي