مجلة البعث الأسبوعية

متقاعدون يشمرون عن سواعدهم ويعودون للتدريس لسد الشواغر

البعث الأسبوعية- رفعت الديك

في ظل النقص الحاصل في المدارس بشكل عام والمحافظة بشكل خاص قام عدد من المعلمين والمهندسين المتقاعدين بالتطوع لسد الفراغ الحاصل في مدارس منطقة صلخد بالريف الجنوبي للسويداء والعودة للتعليم بعد تقاعدهم وتركهم للعمل الوظيفي لسنوات وذلك بشكل مجاني.

مدرسون متقاعدون أبدوا لـ”البعث الأسبوعية ” استعدادهم للتعاون مع المدارس والمجتمع لتذليل أي صعوبات تعترض العملية التعليمية والتربوية في المنطقة والتدريس مجاناً حتى نهاية العام الدراسي ،معتبرين أن هذه الظاهرة ستتسع لشتمل باقي المناطق حيث من المتوقع أن يشمر المتقاعدون عن سواعدهم ويصلحون الخلل الحاصل والذي يهدد جيلاً كاملاً بعد بروز ظاهرة الاستقالات بشكل كبير بين صفوف المدرسين

استقالات بالجملة

وقد  سجلت العديد من المدارس استقالات مدرسي الاختصاص الذين دفعهم الوضع المعيشي السيئ في ظل تدني الدخل إلى تقديم استقالاتهم، ولجوء عدد كبير منهم إلى السفر خارج البلاد بحثاً عن فرصة عمل لتحسين أوضاعهم المعيشية الأمر الذي أدى إلى نقص ملحوظ بعدد المدرسين في مدارس السويداء لاختصاصات مختلفة وخاصة  “الرياضيات والفيزياء والكيمياء” وغيرها.

وقد أدت الاستقالات إلى إرباك العملية التعليمية في المدارس ودفعت كثير من إدارات المدارس إلى إغلاق شعب الفرع العلمي ضمنها وخاصة ضمن مدارس الريف ما شكل ضغطاً كبيراً على مدارس التعليم الثانوي في المدينة وزاد من إرباك الأهالي والتربية على حد سواء

وعزا عدد كبير من العاملين في القطاع التربوي ألأسباب الاستقالات إلى الأوضاع الاقتصادية وغلاء كل سبل المعيشة وعدم تحقيق الراتب حالة الاستقرار المعيشي مع الالتزامات المادية الكبيرة المطلوبة مع عجز الراتب عن تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية من مأكل وملبس وطبابة، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى بأعمال إضافية لسد العجز في المصاريف، إضافة إلى البحث عن فرص عمل خارج البلاد بعقود عمل مقبولة،إضافة إلى توجه المدرسين إلى القطاع نتيجة ارتفاع أجور  مقارنة بالمدارس الحكومية .

وأكد كثير من مديري مدارس التعليم الثانوي النقص الكبير في مدرسي الاختصاص للفرع العلمي ومحاولتهم تعويض ذلك النقص بالمدرسين الوكلاء، علماً أن خبرة البعض منهم لا يمكن مقارنتها بخبرة المدرسين الأصلاء، مشيرين إلى أن المسابقات لم تستطع أن تسد النقص الحاصل من جراء الأعداد القليلة التي تقدمت للمسابقة ضمن تلك الاختصاصات، مما انعكس سلباً على العملية التدريسية.

 

واقعاً مفروضاً

تقديم طلبات الاستقالة بات واقعاً ضمن القطاع التربوي وقد يكون رفض تلك الاستقالات ليس وارداً عندما يتعلق الأمر بالوضع المعيشي رغم جهود مديرية التربية في الحفاظ على كوادرها  والتوقف عند الكثير من الطلبات خاصة المتعلقة بأصحاب الاختصاصات ممن لا تجد مديرية التربية بديلاً عنهم مثل مادة الرياضيات أو مواد علمية أخرى.

مديرة التربية المساعدة لينا حمزة لم تخف وجود نقص في مدرسي الاختصاصات العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم إضافة إلى اللغات ويعود ذلك لعدة أسباب أولها الإجازات بلا أجر التي يتقدم إليها المدرسين من داخل الملاك بهدف السفر إلى خارج القطر لتحسين وضعهم المعيشي أو الانتقال للتدريس في المدارس الافتراضية التي انتشرت في المحافظة، لافتة إلى أن عدم إلزامية العقد وفق المسابقة الأخيرة  جعل الكثير من المدرسين يفكون عقودهم عندما لا يناسبهم مكان التدريس يضاف إلى ذلك إجازات الأمومة وعدم رغبة المكلفين بأعمال إدارية في العودة للصف وعند الضغط عليهم يقدمون استقالاتهم، مشيرة إلى أن التربية اضطرت لسد تلك الشواغر من خلال موجهي الاختصاص.

وتحدثت حمزة عن مبادرات هامة يقوم بها المجتمع المحلي لدعم العملية التربوية ومنها دفع أجور مواصلات المدرسين وافتتاح دورات تعليمية مجانية للطلاب على نفقة الجمعيات والمبادرات الأهلية.

منوهة إلى مبادرة بعض المدرسين المتقاعدين حيث أبدوا استعدادهم مشكورين لسد النقص في مجمع صلخد وهم الآن داخل الغرف الصفية عادوا ولبوا نداء طلابنا لمساعدتهم في نهل العلم والاستفادة من خبراتهم .