رياضةصحيفة البعث

تعليق النشاط الرياضي وجدلية استكماله في خضم آثار الزلزال

حلب- محمود جنيد
فرضت ظروف كارثة الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية، منحى آخر للتنافس الرياضي، لتتحوّل من صراع محتدم على أرضية الملاعب بين فرق تسعى لهزيمة بعضها، وحساسيات تعصبية رياضية على مدرجات الجماهير المساندة لأنديتها، إلى تسابق يتنافس فيه المتنافسون لتقديم يد المساعدة وإسناد وغوث المتضرّرين والمنكوبين جراء الزلزال.
بالأمس سيّر نادي الوثبة قافلة من المساعدات الإنسانية وصلت إلى مقرّ نادي الحرية الذي يستضيف ضمن خيمة العبابيد التابعة لمنشآته عائلات متضررة، وقبلها قافلة مماثلة لنادي الكرامة حطّت رحالها في منشأة نادي الجلاء وملعب الحمدانية، كذلك نادي الوحدة الذي أوصل مساعداته إلى منشأة نادي أهلي حلب، وعلى المنوال نفسه نسج ناديا النواعير والطليعة.
ويأتي ذلك وسط انقسام في الرأي وجدل كبير يلفّ المقترحات المتداولة، حول استكمال النشاط الرياضي لبطولتي دوري القدم والسلة، والتي ستوضع على طاولة البحث والنقاش مع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، واستئناس رأي الأندية فيها.
البعضُ يستنكر هذه الطروحات بشدة، ويطالب بتعليق النشاط الرياضي هذا الموسم، نظراً لانشغال الجميع بالظروف الإنسانية والعمل الإغاثي لمن تضرّر من الكارثة التي أزهقت الأرواح، ودمّرت المباني، وشردت الأهالي وأحالتهم إلى مراكز الإيواء والأماكن العامة من مساجد ومدارس.
وعلى الطرف المقابل يرى البعض الآخر، ومن بينهم مدرّبون وكوادر ولاعبون، أن تعليق النشاط الرياضي، سيقطع مصدر رزقهم الذي يعيل أسرهم، وفي الوقت نفسه سيخنق متنفس الجمهور واللاعبين والكوادر، الذي من شأنه تفعيل الدعم النفسي من خلال تفريغ الشحنات والطاقة السلبية، و”مسح” ذاكرة الكارثة وصورها السوداء المفزعة.
وأمام تلك الجدلية يكمن التحدي، بكيفية تحريك عجلة النشاط الرياضي وآثار وتداعيات الكارثة مخيّمة في عدد من المدن المنكوبة، وفي الوقت نفسه كيف السبيل لتعويض من يعتاش من وراء العمل الرياضي ليعيل أسرته في ظل الظروف القاهرة؟.