محليات

إغاثة أم استعلاء؟ رمي عاجز أمام جامع ورفض إعانته

قضية بسيطة ولا تحتاج إلى كيمياء لإقصاء المشاعر السلبية الناتجة عن رمي شخص بحالة صحية سيئة، مركب له جهاز قثطرة ومعه كيس أدوية و”ملحوش” أمام باب جامع الحسن في الميدان.
الأهالي الذين حاولوا مساعدة الشخص لم يستطيعوا التعرف عليه ولا على مشكلته ولا على إطعامه بسبب ضعف جسمه واتصلوا بنا يطلبون العون، وهنا انطلقت رحلة المعاناة عبر الاتصال بالجهات المعنية بمساعدة مثل هذه الحالات، وللأسف سنورد ردودها  مع الاستهجان من غياب الحسّ بالمسؤولية لدى جميع من قصدناهم.
الإسعاف /110/: ليس دورنا النقل وهذه القضية مطلوبة من المحافظة لإيواء المشرّدين، على الرغم من التأكيد أنه بحالة صحية سيئة، ومع ذلك تم الإصرار على رفض النقل؟!.
دار الكرامة: يحتاج نقله إلى موافقة المحافظة ورأي المشرف الاجتماعي.
أما الجواب الأسوأ فكان من “الهلال الأحمر” التي ردّت على رقم الإسعاف الخاص بها: اتصلوا بالمواساة التي نقلته بسيارة المشفى ورمته أمام الجامع!!.
أما مسؤول الإعلام في الهلال الأحمر فردّ علينا باستعلاء كبير عند تأكيد الحالة الإنسانية، وأنه لا يجوز ترك رجل عاجز بالعراء، فقال: انقليه بسيارتك، وحين أخبرته أنه ليس لديّ سيارة، قال: احمليه بتكسي؟.
اتصلنا بمكتب محافظ دمشق وأجابتنا السكرتيرة باستفسارات حول الواقع لتعد بإيصال الشكوى إلى المعنيين، ولم يتمّ اتخاذ أي إجراء.
المهم من ذكر التفاصيل معرفة الوجه السلبي للإغاثة التي تمارس من خلال مكاتب وإدارات لا يهمّها سوى التستر وراء حاجة المواطن وشكلية العون الذي يقدم للمحتاجين، في وقت من المفروض التحقيق في الحادثة، وإعطاء تعليمات للعاملين في منظمات الإغاثة ليكون أداؤهم وأقوالهم وفق ما تقتضيه أعمال الإغاثة والتعامل الإنساني فعلياً.
دمشق- ابتسام المغربي