تفقّد دير مار سركيس وباخوس وتمنّى فصحاً مباركاً لجميع السوريين الرئيس الأسد من معلولا: التاريخ الإنساني والحضاري لسورية لا يمكن لأحد أن يمحوه مهما بلغ إرهابه
دمشق – سانا:
في عيد الفصح المجيد قام السيد الرئيس بشار الأسد صباح أمس بزيارة إلى بلدة معلولا في ريف دمشق تمنّى خلالها فصحاً مباركاً لجميع السوريين.
وتفقّد الرئيس الأسد دير مار سركيس وباخوس، حيث اطلع على آثار التخريب والتدمير التي لحقت بالدير على يد المجموعات الإرهابية، وأكد الرئيس الأسد أن أفعال تلك المجموعات تدل على هويتها وهوية داعميها وتعطي صورة واضحة عن مدى وحشيتها وخاصة أنها استهدفت البشر والحجر في آن معاً.
وفي فندق سفير معلولا الذي كانت المجموعات الإرهابية قد استولت عليه وحوّلته إلى مقر لتحركاتها ومنطلق لإجرامها ضد أهالي البلدة، التقى الرئيس الأسد مجموعة من عناصر الجيش العربي السوري والدفاع الوطني وحيا من خلالهم جهود كل من هب لمواجهة الإرهابيين والدفاع عن وطنه.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن صمود سورية والنجاحات التي تحققها القوات المسلحة الباسلة في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى كان الإرهابيون قد استباحوها لفترة من الزمن لم تكن لتتم لولا حالة التلاحم بين أبناء الوطن من مدنيين وعسكريين ووقوف الشعب إلى جانب الجيش.
وبعد مروره بالفج الشرقي جال الرئيس الأسد في دير مار تقلا الذي تعرّض بدوره لعمليات تخريب متعمدة من قبل الإرهابيين، حيث شدد على أن التاريخ الإنساني والحضاري لسورية لا يمكن لأحد أن يمحوه مهما بلغ إرهابه.
وأضاف: إن معلولا ستبقى مع غيرها من المعالم الإنسانية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن وستبقى دليلاً على حضارة السوريين بينما سيسجل التاريخ أن ما تعرضت له هذه البلدة ومناطق تاريخية أخرى من سورية ما هو إلا دليل على فكر المعتدين التكفيري الظلامي.
وفي طريق العودة وأثناء مروره بعين التينة تجمّع عدد من أهالي القرية حول سيادته وأكدوا وقوفهم إلى جانب الوطن في وجه ما يتعرض له، بينما حيا الرئيس الأسد الدفاع الوطني في القرية الذي وقف مع القوات المسلحة رديفاً لها ومدافعاً عن قريته وجوارها، مؤكداً أن أهالي عين التينة وموقفهم المشرف بالدفاع عن قريتهم والقرى المجاورة يعطي صورة مصغرة عن المجتمع السوري الذي إذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، هذا المجتمع الذي لم يستطع الإرهابيون دب الفرقة بين مكوناته على الرغم من كثرة محاولاتهم.. وقرية عين التينة مثال من أمثلة كثيرة عن ذلك عندما هبت للدفاع عن معلولا.
البطريرك يازجي يعرب عن تقديره لزيارة الرئيس الأسد إلى معلولا
أعرب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي عن تقديره للسيد الرئيس بشار الأسد على زيارته بلدة معلولا وشكره للجيش العربي السوري الذي أعاد رفع العلم الوطني على هذه الأرض العزيزة على قلوب الجميع، وقال عقب إقامة صلاة شكر من أجل عودة السلام إلى معلولا في كنيسة القديس جاورجيوس بالبلدة: نوجه رسالة للعالم أجمع بأننا نريد السلام والطمأنينة والأمان والخير والعيش المشترك لكل أبناء هذا البلد وأن لقاء الآخر هو الحل والعيش المشترك الذي يجمعنا في هذه الديار، وأضاف: نتمنى على المجتمع الدولي أن يوقف ينابيع السلاح التي يرسلها لتدمير بلادنا ومساجدنا وكنائسنا وتهجير عائلاتنا، مؤكداً أن أبناء هذا البلد مسلمين ومسيحيين سيبقون متكاتفين ومتجذرين بهذه الأرض.
بدوره ذكر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عقب إقامة صلاة شكر بكنيسة مار تقلا في بلدة معلولا من أجل عودة السلام إليها، نعبّر عن شكرنا للرئيس الأسد على زيارته البلدة، وأضاف: أتينا لنفرح مع أهل معلولا ونبارك عودتهم إليها، مؤكداً أن تضامن جميع السوريين هو الصورة الفضلى التي نعطيها للعالم وأن هذا التضامن كفيل بأن يغير وجهة نظر العالم نحو بلدنا، وقال: سنبقى كما حرصنا مراراً في خدمة المصالحة والحوار والتضامن والمحبة بين كل أطياف المجتمع السوري.