ترسيخاً لقيم الديمقراطية التي يجسدها الاستحقاق الرئاسي: الفنانون السوريون: الانتخابات تأكيد على مقدرة الشعب السوري في الدفاع عن سيادته واستقلاله
يمضي السوريون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية نحو إنجاز الاستحقاق الدستوري والوطني الأهم المتمثل بانتخاب رئيس جديد للبلاد يحمل آمالهم وأحلامهم ويرسم مستقبل وطنهم بما يلبي طموحاتهم في أول انتخابات تعددية تجري في سورية تتجلى أهميتها بتعميق التجربة الديمقراطية كونها نقلة نوعية في تاريخ سورية المعاصر تعرقل كل المؤامرات الخارجية عن الوطن وتجسد الحل الداخلي للأزمة، هذه الخطوة، في ظل ما تشهده سورية اليوم تبشر بممارسة الديمقراطية الحقيقية في أجواء تسودها المنافسة لبناء سورية الجديدة متحدية كل العوائق.
وفي ظل هذه الظروف ومنذ بداية الأزمة عُرف بعض الفنانين بمواقفهم التي جسدوها سابقاً التي اتسمت بالطابع الخيري والإنساني تجاه بلدهم، ها هم اليوم يضيفون إلى رصيدهم عند الناس ما هو كافٍ ليجعلهم قادرين على تقديم النموذج السوري الواعي لما يدور حولهم، ولطالما كان الفنانون السوريون سفراء للعالم كله يقدمون عبر فنهم وإبداعهم رسالة للعالم عن وطنهم، واليوم يؤكدون للجميع أن الوطن فوق الجميع من خلال مشاركاتهم في الدعوة للتوجه إلى صناديق الاقتراع لإنقاذ سورية من هذه الأزمة، والتأكيد على أنها خطوة حضارية وديمقراطية ستكون بمثابة خطوة عظيمة لصالح جميع السوريين والبرهان أمام الجميع أننا في بلد ديمقراطي على خلاف الاتهامات التي وجهتها الدول العربية والغربية محاولين بذلك تشويه الصورة الحقيقية.
تميز حديث الفنانين بواقعيته وعدم انجرارهم وراء مواقف متصلّبة، فبدت كلماتهم مدروسة كي لا تذهب باتجاه غير مرغوب فيه، فتقول الفنانة تولاي هارون: وفقاً للدستور الجديد يجب أن يكون أكثر من مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، وأنا شخصياً ليس لدي أي مشكلة في عددهم مع أنني مقتنعة بأنني لن أنتخب إلا سيادة الرئيس بشار الأسد، ولكن هذه التجربة أراها جميلة وجديدة وأتمنى أن تكون مفهومة بالنسبة للشعب السوري، وأن يراها بمنظور ديمقراطي جديد لأنه، مع كل الأسف، أرى عكس ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وأجد الكثير من الذم والشتائم على المرشحين الذين تقدموا للانتخابات، برأيي هذا الأمر معيب، فالجميع يريد الديمقراطية ومن المفترض أن نرسم طريقنا إلى التطور، فكيف يمكن لنا أن نتطور إذا كان الشعب يستهزىء ويشتم هذه التجربة، من جهتي أراه استهزاء بحقنا قبل أن يعتبر بحق المرشحين، فهم قدموا أنفسهم أمام شعب واع و”بيفهم” وليس لكي يصبحوا “مسخرة” على صفحات التواصل الاجتماعي.
وتضيف هارون: ستساهم هذه التجربة الديمقراطية الجديدة كثيراً في إنجاح الدور المقاوم لهذا البلد، وهي رد قوي على من يتهمون سورية في الخارج بأنها بلد غير ديمقراطي، وستكون فرصة لإثبات قدرات الرئيس أمام العالم كله بأنه كان دائماً على حق وعلى الطريق السليم، وسيتم إثبات أن التطور في بلادنا وُجد في عهده.
النساء السوريات حاضرات دائماً
من جهتها أكدت الفنانة القديرة سحر فوزي أن هذه الخطوة الجديدة حضارية بكل معنى الكلمة فتقول: لا يوجد شيء جديد على السوريين، فعلى مر التاريخ كله لم يفرض عليه أي شيء، ودائماً كان الشعب هو صاحب القرار والرأي، وأتمنى فعلاً أن نكون بمستوى هذه الانتخابات ونختار رئيساً للبلاد بشكل موضوعي وحيادي، رئيساً يحمل آمال وأحلام السوريين ويرسم مستقبل وطنهم بما يلبي طموحاتهم لمصلحة هذا البلد الذي تفوق مصلحته كل شيء. وتؤيد الفنانة سحر فوزي الخطوة التي تقدمت بها نساء سوريات إلى منصب الرئاسة وتقول: إن الانتخابات القادمة في بلدنا سورية هي تجربة جديدة بكل المقاييس وخاصة بالحضور النسائي، وهذا الأمر يشكل نقطة مهمة فهو ليس بشيء جديد علينا، لأن النساء السوريات على مر التاريخ دائماً يشغلن مناصب ومراكز حساسة على جميع الأصعدة.
وتضيف: في الواقع، أصبح واضحاً للعالم كله أن الشعب السوري هو صاحب القرار ولا يوجد أحد غيره يقرر مصيره، نحن دخلنا السنة الرابعة من هذه الحرب ولولا إيمان الشعب السوري وإرادته بقراره الأوحد في قضيتنا لكان هناك تدخل خارجي(أكثر) لخراب سورية من كل النواحي ولتحطيم الشعب السوري على كافة الأصعدة، ولكن رغم كل المحاولات والجهود المبذولة لإحباط هذه الإرادة السورية القوية فإنها تزيده إيماناً وقوةً وإصراراً وهذا الشيء ليس بغريب على السوريين ولولا صمودنا وإرادتنا لم نكن صامدين لغاية هذه اللحظة.
ويعبر المخرج عوض القدرو عن أهمية الاستحقاق قائلاً: تأتي أهمية الاستحقاق من الحاجة الجماهيرية الماسة لنوع من أنواع الرفض المطلق لتقسيم هذا الوطن، ومن مبدأ التشاركية في استمرار تضامن الشعب كله من أجل وطن يريده الجميع حراً مستقلاً قوياً، ويجد في قيادته صورة تعبر عن طموحه واجتهاده ومقاومته للخروج بسورية إلى بر الأمان وإلى شاطئ السلامة لينعم الشعب بوطن كان وسيبقى دوماً كبيراً شامخاً بعزته وكرامته، والديمقراطية شكل من أشكال الرقي والحضارة، وتأتي أهميتها من حسن فهمها وإجادة التعامل معها للوصول إلى حالة صحية تنعكس على المجتمع، وتعكس مدى رجاحة تفكيره، واتساع نظرته للتعاطي مع الديمقراطية بشكل يعود على الجميع بالسلام المنشود بين النفوس والعقول.
دعوة إلى صناديق الاقتراع
بدورها دعت الفنانة غادة بشور الجميع إلى صناديق الاقتراع مؤكدة أننا في بلد جدير أن يقول فيه المواطن كلمته، يعبّر فيه عن رأيه بمن رشّح نفسه ليقود هذه البلاد التي لا تستطيع أن تنهض إلا بشخص ذي خبرة وهذه المواصفات أراها تتجسد في شخص سيادة الرئيس بشار الأسد. ودعت الفنانة بشور جميع السوريين للإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثل مناسب لهذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها سورية لأن أصواتهم تعني بناء سورية، ورداً على كل المحاولات لتدميرها فليكن السوريون اليوم كما كانوا دائماً أصحاب القرار وليختاروا رئيسهم لأن اختيارهم يعني الوطن. وتضيف بشور: أرى أن البلد سينتصر كما جرت العادة، وبوادر هذا الانتصار باتت تلوح في الأفق، وقريباً، سنجد من يتباكى على ما فعله بحق بلدي وبحق الشعب والقيادة، أنا واثقة من ذلك.. مسألة وقت لا أكثر.
انتصار على المشروع الخارجي
ويعتبر نائب نقيب الفنانين الفنان محسن غازي هذا الاستحقاق في الظروف القاسية التي تعيشها بلدنا، يمثل نقلة في حياة سورية، وحالة من حالات الانتصار السوري على المشروع الخارجي الذي يستهدف سورية شعباً وثقافةً، كما أنه تثبيت للشرعية الديمقراطية، فالشعب السوري هو صاحب السيادة والشرعية الذي دافع عنهما في ظل ما تمر بها البلاد من غدر وتآمر وخيانة وقتل وإرهاب، داعياً كل السوريين بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم إلى القيام بالواجب المقدس في عملية الانتخاب، وهو الأمر الذي يعتبر استمراراً في الصمود والتحدي والانتصار لسورية الأم والوطن.
الاستحقاق هو بذرة المستقبل
وترى الفنانة فيلدا سمور أن الاستحقاق تجربة ديمقراطية جديدة وعظيمة جداً، وتتجلى أهميتها وعظمتها بأنها تسير بشكل صحيح من خلال تضافر جميع السوريين لإنجاحها، إذ يعتبرونها حقاً وواجباً من جهة، ومن جهة أخرى من خلال إيمانهم أن مرحلة ما بعد الانتخابات، التي ستعيشها سورية، ستكون مرحلة ازدهار وتطور وإعادة أمان وإعمار وأمل إلى البلاد، وكل ذلك، بالتأكيد، يعتمد على مسؤولية كل مواطن يحمل لهذا البلد الاحترام والمودة في ممارسة هذا الدور الانتخابي. ودعت سمور لتكريس الشكل الأولي للمجتمع المتمدن والمتطور لبناء سورية الجديدة، ووصفت هذه البادرة بالمثمرة مثل الشجرة تماماً التي تبدأ بذرة، وهذه البذرة هي التي ستعطي شجرة متمدنة ومتحضرة لمستقبل جميل وآمن لهذا البلد، وواجبنا نحن كمواطنين سقاية هذه البذرة، والتعب عليها فهي تحتاج في البداية لدعم طبيعي من السوريين، وذلك من خلال توجههم إلى صناديق الاقتراع، لزراعة بذرة المستقبل الذي يتمناه كل مواطن سوري يؤمن ببلده.
جمان بركات