اقتصاد

المُضاف الضائع..؟!

قد تتساوى قيمة المنتج نفسه الذي يُصنّع في عدد من الدول، إلاَّ أن تكاليف الإنتاج تختلف من دولة إلى أخرى، وهذا ما يحكمه وتتحكم به عدة قضايا ليست هي المراد تناولها الآن، علماً أنها إحدى المكونات الأساسية في عملية التسعير.
لكن كيف نرفع من قيمة المنتج السوري، فهذا ما كان ولا يزال مثار الكثير من الحوارات والمناقشات وحتى السجالات -ما حمي منها وما فتر- لفعالياتنا الاقتصادية في عامها وخاصها معاً، ومحطّ اهتمام مجهر العديد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين الغيورين على الارتقاء بنوعية وجودة سلعنا، على مدار سنوات طويلة..
للحقيقة يمكننا القول: لا شيء مهمّاً قد أُنجز في هذا المجال المهم لناحية المنافسة، ما يعني أننا مطالبون بتحقيق ما يسمى القيمة المضافة لمنتجاتنا الوطنية، التي لا يزال غيرنا يستغلها ويستثمرها على الرغم من عدم امتلاكه موادّها في الأصل!.
إن إعادة الإعمار لا تنحصر فقط بإعادة إعمار ما تهدّم أو استبدال ما تخرّب وسرق وغير ذلك، وإنما تعني الضرورة القصوى في التركيز على القيمة المضافة في كل عمل وإنتاج..
وفي هذا الشق الواسع، لو استطاعت جهة ما تقدير حجم العائدات المالية التي هي بالعملة الصعبة لهالنا الرقم الإجمالي..
منتجاتنا تهرّب “دوغما” قبل الأزمة وازداد تهريبها خلالها، وفلاحونا وصناعيونا، كل جهودهم تذهب هدراً، ليأتي من يغلّفها ويوضّبها ويقطف ثمار كدّهم وتعبهم، وبلمسات بسيطة لا ندري لماذا نحجم عنها؟!.
الأنكى من هذا أن منتجاتنا مطلوبة بشدة في العديد من دول العالم حتى تلك التي تعادينا جهاراً نهاراً، وفوق هذا العديد من منتجاتنا وخاصة الزراعية منافسة وحصدت المراتب الأولى على مستوى العالم، ومع كل هذا لم نستطع تقديمها بالطريقة التي تحتاج إليها الأسواق.
أما الأكثر إيلاماً فهو أن منتجاتنا تستباح في الخارج عبر طمس منشئها  وبالقانون، ونحن لا نحرّك ساكناً، على الأقل في هذا الموضوع!.
أما المفاجئ فهو ما علمنا به مؤخراً من أن هناك برنامجاً يتم العمل عليه بين هيئة تنمية وترويج الصادرات واتحاد المصدّرين السوريين ويحتاج إلى أربعة أشهر تقريباً للانتهاء منه، ومن خلاله سيتم تحديد المواد التي تخرج من سورية، وكمياتها وتميّز كل مادة وسلعة بمواصفاتها، فضلاً عما يخرج تهريباً، كما أنه لا توجد أرقام دقيقة للطاقة الإنتاجية المتاحة في سورية، ولذلك سيقوم البرنامج بوضع حلول ومقترحات والتركيز على معالجة الأسباب عند الانتهاء منه..
تصريح لمدير هيئة تنمية الصادرات لا نستهجنه بعد كل تلك السنين من إحداث الهيئة، بل نكتفي بالقول: نعيماً.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com