على العكاز “متحدّياً”.. وبائع علكة اختار الوطن بعدما فقد كل شيء
بدأ صباح دمشق كباقي المحافظات على أصوات النشيد والأغاني الوطنية التي تعبّر عن الفرحة الكبيرة بالتوجّه إلى اختيار الرئيس الذي يمثلهم ويحفظ كرامة دماء الشهداء التي سالت من أبناء الوطن.
التوافد والوقوف بانتظام وأحياناً التدافع أمام المراكز الانتخابية كانت واضحة، لتتجلى بين الجموع والحشود مشاهد الإصرار على الحضور رغم المعوقات والتحدّيات التي يبدو بعضها صحياً، كواحد من الشباب جاء على قدم واحدة وعصا خشبية وأدلى بصوته في مركز المزة، مؤكداً أنه فقد رجله بأحد التفجيرات الإرهابية بدمشق، وتمنى ألا يتعرض أحد إلى الخطر الذي تعرّض له.
وفي مركز الإيواء بمدرسة الشهيد مأمون منصور لم تتردّد أم حمزة المهجّرة منذ ثلاث سنوات من الخالدية بحمص في الانتخاب مع بداية الساعة الأولى من افتتاح الصناديق، متمنية أن يعود الأمن والحياة إلى منطقتها وبناء المنازل التي هدّمتها العصابات المسلحة، فهي حتى الآن لا تعرف أي شيء عن حارتها، أما أم ماهر فلم تختلف أولوياتها عن الآخرين من المهجّرين، حيث قالت لـ”البعث”: إنها تملك منزلين في جوبر ولا تعرف ما حصل لهما بعد دخول العصابات الإرهابية، وتضيف: إنها كانت تعيش بكرامة وأمان، ونحن الآن أصحاب القرار وعبّرنا عن موقفنا الوطني.
محمد ديب كنعان المهجّر من الغوطة الشرقية وهو والد شهيد منذ 10 أيام قال: إن المشاركة في الانتخابات وفاء للشهداء ورجال الجيش العربي السوري وضرورة ملحّة لعودة الأمان والمحبة بين الناس.
ولم تتخيّل وردة نوري من ريف دمشق يوماً أن يتعرّض ابنها للحصار، فهي لا تنام من خوفها عليه، ولهذا شاركت بالانتخابات، لتؤكد ككل الشعب أنها سيّدة القرار، ولكي يعود أبناء الشعب الذين يدافعون عن الوطن إلى حياتهم المدنية.
أما بائع العلكة غازي عز الدين الذي لم يعُد يملك أي شيء بعد تهجير الإرهابيين له سوى الجلوس هو وأولاده لبيع العلكة والبسكويت على الطرقات، فيقول: نعم للأمن والأمان وللمرشح الذي يستطيع مواصلة التطوير والبناء ومحاربة الإرهاب.
والحال في المدينة الجامعية لم يختلف عن المناطق الأخرى، فالطلبة يرتدون الأعلام والقبّعات التي رُسم عليها العلم السوري ويحتفلون، مؤكدين أن القرار الوطني هو للشعب الذي يصنع ويرسم المستقبل الواعد للأجيال.
دمشق – فداء شاهين