إحكام السيطرة على المدينة الصناعية نقطة تحوّل في معارك حلب.. كفر صغير وتل شعير آمنتان جيشنا الباسل يدمّر وكراً لمتزعمي جبهة النصرة في ريف حماة.. ويحبط محاولة تسلل إلى المناطق الآمنة في إدلب
بخطوات ثابتة ووفق تكتيك عسكري دقيق ومدروس يواصل الجيش العربي السوري تقدمه في حلب من عدة محاور حيث أحكم سيطرته بالأمس على قريتي كفر صغير وتل شعير.. وقد شكلت استعادة بواسل جيشنا السيطرة على المدينة الصناعية في الشيخ نجار نقطة تحول في خارطة المعارك مع فرض طوق أمني محكم من الجهة الشمالية الشرقية لريف المحافظة لقطع طرق الإمداد للإرهابيين بين داخل مدينة حلب وريفها الممتد إلى تركيا التي تمثل معبراً هاماً لتهريب الأسلحة. والذي سيؤدي بلا شك لفتح الطريق باتجاه إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل المحافظة، تزامناً مع تحقيق وحدات أخرى من الجيش إنجازات لافتة في مختلف المناطق حيث قضت على أعداد من الإرهابيين في سلسلة عمليات ضد أوكارهم وتجمعاتهم أسفرت عن تدمير أسلحة وذخيرة لهم في عمق الغوطة الشرقية وبلدات أخرى بريف دمشق، ودمرت وكراً لمتزعمي جبهة النصرة الإرهابية في ريف حماة، وأحبطت محاولة مجموعة إرهابية التسلل إلى المناطق الآمنة في قرية أبو دالي بريف إدلب.
في غضون ذلك وبعد تزايد التحذيرات الدولية من مخاطر الإرهابيين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة هؤلاء إلى بلدهم الأم الذي قام بتصديرهم إلى سورية، بدأت بعض الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة العمل على تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي والتنصل من حقيقة دعمها الصريح والمستمر للإرهابيين باتخاذ إجراءات أمنية لمنعهم من العودة والحد من تدفقهم إلى سورية في خطوة تؤكد الوقائع على الأرض أنها جاءت متأخرة للغاية. في وقت أكدت إيران أن الولايات المتحدة تدير مركز القيادة الرئيسي للحرب الإرهابية ضد سورية والعراق والمنطقة برمتها.
وفي التفاصيل، أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الباسلة قتلى بين صفوف الإرهابيين في مزارع بلدة النشابية بعمق الغوطة الشرقية من بينهم حمزة الحشاش ويوسف الخربطلي ومحمد التل إضافة إلى تدمير تجمع لإرهابيين بما فيه من أسلحة في مزارع ميدعا ومن القتلى تيسير طعمة ومحمد عبد العزيز في حين تم تدمير وكر لمجموعة إرهابية مما يسمى الجبهة الإسلامية قرب المستوصف في مدينة عدرا العمالية، وقضت وحدة أخرى على أفراد مجموعة إرهابية في المزارع الشمالية للمليحة باتجاه كفر بطنا في حين سقط آخرون قتلى في تدمير وكر لمجموعة إرهابية مسلحة في وادي عين ترما، كما أسفرت عملية لوحدة أخرى من الجيش عن إيقاع إرهابيين قتلى ومصابين في بلدة سقبا منهم محمود الأغواني.
وفي منطقة دوما أسفرت عملية لوحدة من جيشنا الباسل عن تدمير وكر لمجموعة إرهابية مسلحة بما فيه من أسلحة وذخيرة في مزارع العب والقضاء على عدد من الإرهابيين بينهم معروف المارديني ومحمد الجمل، في حين دمرت وحدات أخرى سيارة كانت تقل إرهابيين في مزارع عالية، كما دمرت وكراً للإرهابيين في مزارع ومنشية خان الشيح بمن فيه، وقضت على العديد من الإرهابيين في سهل الزبداني.
إلى ذلك قضت وحدة من الجيش على أفراد مجموعات إرهابية مسلحة في وادي الميرا ومشقتا بجرود بلدة قارة على الحدود السورية اللبنانية ودمرت أسلحتهم وعتادهم الحربي. كما قضت وحدة من الجيش على أعداد من الإرهابيين أثناء تمشيط منطقة شمال شرق سهل رنكوس بريف المحافظة.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من جيشنا الباسل تجمعات الإرهابيين في كل من الصاخور والزبدية والراشدين وبستان القصر وبابيص والشيخ سعيد ومارع وعبطين وأرض الملاح وضهرة عبد ربه وتل رفعت وكفر حمرة والجندول وقضت على أعداد منهم ودمرت أدوات إجرامهم.
وأفادت قناة الميادين الإخبارية أن الجيش العربي السوري أحكم سيطرته على قريتي كفر صغير وتل شعير القريبتين من المدينة الصناعية بعد أن قضى على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما.
وفي درعا وريفها استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين غرب جسر المياذن بريف المحافظة الشرقي ومجموعة إرهابية تتحصن بأحد المنازل بمدينة انخل وتجمعاً في شارع الأردن وفي بلدة كحيل وشمال غرب الجمرك القديم ومحيط جامع الخليل بدرعا البلد ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين.
وفي ريف إدلب أحبطت وحدة من الجيش محاولة مجموعة إرهابية التسلل إلى المناطق الآمنة في قرية ابو دالي بمنطقة خان شيخون وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب ودمرت أسلحتهم، فيما قضت وحدات أخرى على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين لدى استهدافها تجمعاتهم في بلدتي الطيبات وعين السودا بجسر الشغور، كما استهدفت تجمعات الإرهابيين في جب الأحمر وكفرلاتا وقميناس وجسر بيت الراس ومحيط وادي الضيف والرامي ومحيط مطار أبو الضهور وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين.
وفي ريف حماة دمرت وحدات من بواسل جيشنا وكراً لمتزعمي جبهة النصرة الإرهابية غرب قرية عطشانة بالريف الشمالي الشرقي للمحافظة وتم القضاء على أعداد من الإرهابيين وإصابة آخرين بعضهم من جنسيات غير سورية ومن بين القتلى الإرهابي الملقب أبو عثمان مصري الجنسية وعبد الرحمن العثمان ودمرت مستودع ذخيرة ومدفعاً عيار 57 ملم ورشاشاً ثقيلاً.
واستهدفت وحدة من الجيش وكراً للمجموعات الإرهابية في وادي العنز غربي كفر زيتا وأوقعت من بداخله قتلى ومصابين ودمرت عربتين مصفحتين وعدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة.
وفي ريف حمص دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة سيارة بمن فيها من إرهابيين على الطريق الواصل بين الغنطو والفرحانية وعربة مزودة برشاش ثقيل وتركساً بمحيط قرية أم شرشوح، واستهدفت وحدات أخرى تجمعاً للإرهابيين في حي الناصرة في تلدو وخربة حيلان بريف القصير وخربة داوود بالقرب من البريج ما أسفر عن إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين وعتادهم، وأوقعت أفراد مجموعة إرهابية مسلحة بين قتيل ومصاب شرق تلة البدو بريف المحافظة.
اغتيال إمام مسجد الصحابة في الضمير
وفي إطار استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة لرجال الدين اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة إمام مسجد الصحابة الشيخ علي السيف في بلدة الضمير بريف دمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن إرهابيين اقتحموا المسجد أثناء أداء السيف مع عدد من المصلين صلاة التراويح مساء أول أمس وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده على الفور.
تحذيرات بريطانية من ارتداد الإرهاب
ومع مواجهة الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا لأسوأ كوابيسها المتمثلة بخطر الإرهابيين الذين قامت بتصديرهم إلى سورية من أجل ارتكاب الجرائم البشعة ونشر الفوضى والدمار فيها وعودتهم إلى الأراضي البريطانية بعد اكتسابهم مهارات إجرامية وقتالية خطيرة تزايدت التحذيرات من التهديدات الأمنية التي يشكلها هؤلاء الإرهابيون وآخرها تحذير صدر عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني مالكوم ريفكند الذي أكد خطورة من سماهم بـ “صانعي القنابل الجهاديين” الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق.
وقال ريفكند في مقال نشره في صحيفة صانداي تلغراف البريطانية إن بريطانيا تواجه هجوماً جديداً من “صانعي القنابل الجهاديين” الذين يتمتعون بـ “مهارة تقنية شيطانية” من خلال صنعهم عبوات ناسفة جديدة مخبأة في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، لافتاً إلى أن الرأي العام البريطاني قلق فيما يتعلق بوجود خطر وقوع هجوم إرهابي على الأراضي البريطانية محذراً من أن عدم اليقظة وقلة الانتباه بهذا الخصوص يعد مصدراً للقلق وأنه يجب أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد، موضحاً أن الكثير من “الإرهابيين البريطانيين الذين سافروا إلى سورية لا يعملون فقط على شن هجمات في سورية فقط بل تتوفر أمامهم فرصة للتدرب ثم العودة إلى بريطانيا بخبرة في تصنيع القنابل ومهارات إرهابية أخرى.
بدورها قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن تعليقات ريفكند تزامنت مع تحذير صارخ أدلى به اللورد كارلايل العضو البارز في مجلس اللوردات البريطاني والذي كشف أن ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة حصل على تمويل مادي وأصبح بمثابة شركة كبيرة متعددة الجنسيات. وقال اللورد كارلايل إن هناك أدلة على أن ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” وأتباعه قادرون على صنع قنابل أكثر تطوراً وأن هذا التنظيم ممول تمويلاً جيداً لافتاً إلى أهمية أن يكون الرأي العام على بينة بأن منظمة إرهابية كبرى لديها القدرة على إجراء البحوث وصنع قنابل متطورة.
من جهة ثانية قامت السلطات البريطانية بتجميد ممتلكات مواطنين بريطانيين يعتقد أنهم انضموا لصفوف المجموعات الإرهابية في سورية. وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن وزارة المالية البريطانية فرضت عقوبات على ثلاثة بريطانيين بينهما اثنان من مدينة كارديف التي ذاع صيتها مؤخراً إثر اعتقال عدد من الشبان البريطانيين فيها الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية أو يعتزمون التوجه إليها.
وشملت قائمة الأشخاص الذين تم تجميد ممتلكاتهم ناصر مثنى ورياض خان اللذين يبلغان من العمر 20 عاماً من مدينة كارديف كما شملت القائمة أيضاً شخصاً ثالثاً من مدينة أبردين يدعى روح الأمين.
ووفقا لـ بي بي سي فإن الشقيق الأصغر لـ ناصر مثنى والمدعو أصيل سافر إلى سورية وأكد في محادثة أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية على شبكة الانترنت” استعداده للموت وهو يقاتل في سورية” فيما ظهر شقيقه مثنى وخان في شريط فيديو سابق على الإنترنت تم تصويره في سورية وهما يحثان الشبان البريطانيين على الانضمام لصفوف ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.
إيران: أمريكا تدير الحرب الإرهابية على سورية
سياسياً، أكد العميد مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشؤون الثقافية أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدير مركز القيادة الرئيسي للحرب الإرهابية ضد سورية والعراق والمنطقة برمتها. وقال جزائري: إن أعمال وممارسات المجموعات الإرهابية في سورية والعراق وسائر دول المنطقة هي جزء من استراتيجية نظام الهيمنة العالمي ضد شعوب المنطقة، وأضاف: إن دراسة الأحداث والوقائع في المنطقة تشير إلى أن هذه الاستراتيجية استخدمت ضد دول ترفض الهيمنة الأمريكية” مشيراً إلى أن تدمير قدرات القوى الثورية في العالم الإسلامي وإلهاءها بتحديات داخلية بدلاً من تهديد مصالح الاستعمار والكيان الصهيوني كما حصل في سورية يعد من ضمن مخططات الأمريكيين التي يجري تنفيذها بدقة.