الصفحة الاولىمن الاولى

"نار الإرهاب" ترتدّ على صانعيها "جهادي بريطاني" يخطط لشن هجوم بالأسلحة والقنابل في "قلب لندن"

بدأت النار ترتد على صانعيها، ومن موّل صناعة الموت والإرهاب في سورية والعراق سيأتيه الموت، ولو بعد حين، فأدوات المشروع الأمريكي في سورية توشك على التلاشي، بعد ارتطامها بجدار الدولة الوطنية السورية، ولم يبق أمامها سوى العودة إلى بلادهم، التي دأبت منذ سنوات على دعمهم وتمويلهم وتسليحهم، لكنها أدركت، وبعد فوات الأوان، أن خطرهم أصبح يهددها فعلاً، وأن جرائمهم البشعة لم تعد تقتصر على سورية فحسب، بل تجاوزت الحدود، وبات الأمر في النهاية يهدد أمنها هي نفسها.
وفي السياق، اعتقلت السلطات البرتغالية إرهابياً يحمل الجنسية الهولندية عاد مؤخراً من سورية، التي تلقى فيها تدريبات في معسكر للإرهابيين المتطرفين، وبحوزته سلاح أبيض بينما كان يحاول الصعود خلسة إلى طائرة تابعة لشركة الطيران الأنغولية “تاغ”، وأقر المشتبه به أمام السلطات البرتغالية بأنه تلقى في بداية العام تدريباً في معسكر لتدريب الإرهابيين المتطرفين في سورية.
وخضع المشتبه به الذي لم يكشف عن نواياه للاستجواب من قبل قاض أمر بتوقيفه احتياطياً، وقد سمحت العناصر الأولى للتحقيق بمعرفة أن هذا الهولندي وصل إلى البرتغال قبل بضعة أيام فقط من توقيفه.
وفي لندن كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن إرهابياً بريطانياً كان منخرطاً في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة المتطرفة في سورية خطط لشن عمليات “إرهابية كبيرة فظيعة” بعد عودته إلى بريطانيا، ولفتت إلى أنه يشتبه في أن هذا الإرهابي خطط لشن هجوم بالأسلحة والقنابل في لندن بناء على أوامر من “عقل مدبر” إرهابي التقى به أثناء وجوده في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر أمنية بريطانية: إن هذا الهجوم يمكن أن يكون أكثر الضربات الإرهابية خطورة منذ تفجيرات لندن التي وقعت في السابع من تموز عام 2005، والتي أسفرت عن مقتل 52 شخصاً وجرح مئات آخرين، وأضافت: “تم الكشف عن مؤامرة واحدة على الأقل من هذا القبيل”، مشيرة إلى أن تلك المؤامرة “كان يمكن أن تكون أخطر قضية منذ قضية السابع من تموز في حال لم يتم إيقاف هذه المؤامرة”.
وقالت الصحيفة: إن “المحققين يعتقدون أن المشتبه به سافر من بريطانيا إلى سورية وقابل “عقلاً مدبراً” كانت لديه خطط لشن هجمات في الغرب وشجعه على تنفيذ مخطط وحشي، مضيفة: إن مسؤولي الأمن يشتبهون في أنه عاد إلى لندن وبحوزته مبالغ كبيرة بدأ باستخدامها في شراء أسلحة ومعدات لصنع القنابل، وتابعت: إن الإرهابي البريطاني واصل الاتصال مع وحدة القيادة في سورية، وهي مركز إرهابي رئيسي يعتقد أن لها اتصالات مع إرهابيين في بريطانيا وأوروبا، حيث انضم إليها المتهم مع متطرف آخر، ما أثار قلق المسؤولين الأمنيين من هذه المعلومات الاستخباراتية واستدعى إطلاق عملية طوارئ عاجلة لاعتقالهما في لندن تحت تهديد السلاح.
من جهته قال رافايللو بانتوسي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية: إن كل ساحات المعارك التي جذبت مقاتلين بريطانيين أو أجانب خلقت مثل هذه المشكلة الإرهابية اللاحقة في وطنهم، وحذّر من أن البدء بالتخطيط لمؤامرات إثر عودة الإرهابيين من سورية إلى وطنهم لم يكن سوى مسألة وقت.
وكان رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني مالكوم ريفكند حذّر من خطورة “صانعي القنابل الجهاديين”، الذين يتمتعون بـ “مهارة تقنية شيطانية” من خلال صنعهم عبوات ناسفة جديدة مخبأة في الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب اللوحية.