اقتصادتتمات الاولى

كي تأخذ جامعاتنا دورها في التنمية الاقتصادية …”الكهرباء” و”التعليم العالي” تتفقان… خميس: توفـيـر 4% مـن طاقـتـنا فـقـط يـوفـر 135 مـلـيـار لـيـــرة.. علي: 800 ألف طالب يكونون حاملاً ورافعاً تنموياً اقتصادياً واجتماعياً

استمراراً للتعاون البحثي العلمي بين وزارة الكهرباء (المركز الوطني لبحوث الطاقة) ووزارة التعليم العالي، وتطويره بما يخدم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتأكيداً على ربط مخرجات التعليم بسوق العمل والارتقاء بالمستوى العلمي من خلال ربطه بالجانب التثقيفي العملي والعلمي، اتفقت كل من الوزارتين ممثلتين بوزيريهما على تعزيز تعاونهما في مجال بحوث الطاقة وترشيد استخدامها ونشر الوعي الطاقي وتطبيقات الطاقات المتجددة إسهاماً في حل بعض المشكلات المتعلقة بمواضيع الطاقة في القطر.
مذكرة التفاهم الناجمة عن هذا الالتقاء في الرؤى والبرامج والأهداف، التي قام بتوقيعها كل من المهندس عماد خميس وزير الكهرباء والدكتور مالك علي وزير التعليم العالي، تهدف إلى تأسيس إطار عمل لبرنامج فعاليات مشتركة بين الفريقين للبحث في المواضيع ذات الصلة بمفاهيم ترشيد الطاقة ورفع كفاءة استخدامها وتطبيقات الطاقات المتجددة وأي موضوع يتم الاتفاق عليه بين الفريقين لاحقاً، ويدعمان جميع أشكال التعاون بينهما في هذا المجال، على أن تتضمن مجالات التعاون بموجب مذكرة التفاهم الموضوعات الآتية: التعاون في مجال التدريب العلمي والفني، وتبادل المراجع والمنشورات العلمية والفنية التي تصدر عن كل منهما والاستفادة من المكتبات لدى الفريقين وبما لا يتعارض مع الأنظمة المعمول بها لديهما، وكذلك التعاون في مجال نشر الوعي وثقافة ترشيد استخدام الطاقة واستخدام الطاقات المتجددة وخاصة في المرحلة الجامعية، وإدراج مفاهيم رفع كفاءة الطاقة ضمن المناهج الدراسية لطلاب الجامعات والمعاهد، والعمل على تنظيم ندوات ومؤتمرات ودورات تدريبية مشتركة،إضافة للقيام بأبحاث ودراسات علمية ومشاريع ريادية في مجال كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة، وأيضاً القيام بمشاريع تعاون مشتركة مع أطراف محلية وعربية ودولية.

الأكثر ربحية
الوزير خميس أكد أن ترجمة تلك المذكرة من شأنه خلق جيل مستوعب لمواضيع الطاقة وأهميتها، مبيناً على سبيل المثّال أنه لو تم توفير 4% فقط من أصل الطاقة الكهربائية المنتجة قبل الأزمة والبالغة نحو 48 مليار ك.و.سا، فهذا يعني تحقيق وفر بالكهرباء يصل إلى 4.8 مليارات ك.و.سا،  تبلغ قيمتها 135 مليار ليرة كتكاليف أولية وفق الأسعار اليوم.

مدخل صفر وعائدات بالمليارات
واعتبر أن الاستثمار في الكوادر البشرية وخاصة العلمية بمختلف مراحلها، يعدّ من أكبر الاستثمارات وأكثرها جدوى وربحية ولها من المنعكساتها غير المتوقعة على قطاع الطاقة الشيء الهام، إذ إن مدخلاتها صفر لكن عائداتها تقدّر بمليارات الليرات، لافتاً إلى أن ثقافة الترشيد ورفع كفاءة الطاقة تحتاج لتطوير وتغيير في المفاهيم، وخاصة في هذه المرحلة التي تحتاج لتعاون اقتصادي وعلمي مختلف تفرض إعداد متطلبات مغيرة للصمود والنهوض ، وفي مواجهة الحرب الإرهابية علينا.

شريك كامل
من جانبه أبدى الوزير علي كل الاستعداد ليكون التعليم العالي بكل مستوياته وكفاءاته شريكاً كاملاً، موضحاً أن العملية الإنتاجية تبدأ من التعليم وتتوسع في المجتمع، فالـ 800 ألف طالب سيكونون الحامل والحاضن العلمي والتوعوي وكل الرسائل التي سيتلقونها ستتم ترجمتها في المجتمع، لافتاً إلى أن مواطننا تعوّد على الرفاهية، وعلى الجامعات أن تأخذ دورها في إعادة توظيف مفاهيم تلك الرفاهية عبر البحوث العلمية التي تصبّ في خدمة التنمية بكل قطاعاتها، مشيراً إلى أن عندنا مشكلة عدم الاعتراف بالآخر “أنا وبس”، لذلك يرى ضرورة تكامل عمل كل الوزارات والجهات المعنية للوصول إلى إدارة رشيدة للطاقة عبر إحداث توءمة كاملة بين الأكاديمي والعملي تحت مظلة الاستثمار في الوعي والذي أساسه العامل البشري.

أوجه للتعاون
وبالعودة للمذكرة فقد تضمّنت أشكال وأوجه التعاون المشترك، كتقديم الاستشارات العلمية والفنية، وإجراء أبحاث ودراسات علمية تطبيقية مشتركة في مجال كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة، والإشراف المشترك على طلاب الدراسات العليا للعاملين في وزارة الكهرباء، وتبادل المعلومات العلمية والفنية وطرق البحث والنتائج العلمية، بين الجهات البحثية العلمية التابعة للوزارتين. كما تضمنت كيفية تنفيذ المذكرة عبر تشكيل لجان مهمتها إقرار الأولويات والمواضيع التي يمكن اعتمادها سنوياً في المشروعات المشتركة، وتحديد الموازنة المطلوبة لتغطية كلفة المشاريع البحثية المقبولة وإجراء تقييم علمي لها.

قسيم دحدل
QASSIM1965@GMAIL.COM