اقتصادتتمات الاولى

انخفاض حجم المعروض للبيع محلياً إلى أدنى مستوى له رغم ارتفاع سعره عالمياً؟! زيادة الطلب على الذهب “المصاغ” بمعدّل 50%.. وتوجّه مواطنين لمبادلة الدولار “المتراجع” بالسبائك

ارتفعت مستويات الطلب على المعدن الأصفر في أسواق الحلي والجواهر قبل حلول عيد الفطر بأيام، بنسب تجاوزت 50% مقارنة مع مطلع شهر حزيران الماضي رغم ارتفاع أسعارها، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار /21/ نحو 6100 ليرة، حسب النشرات “المعلنة” لدى صاغة دمشق.
الإقبال على المعدن النفيس رفع حجم التداول وأصبح التعامل بالذهب مشجّعاً خلال الفترة الأخيرة، كما يقول تاجر لـ”البعث”، مضيفاً عاملاً آخر رفع من الطلب على أنواع محدّدة من المجوهرات، مثل الخواتم والأساور والأطواق والأقراط، وهو موسم الأعراس، مؤكداً أن ارتفاع أسعار الذهب محلياً وعالمياً، لم يؤثر في مستويات العرض والبيع داخل الأسواق بشكل ملحوظ.

الأحداث
أسعار الذهب العالمية ارتفعت أيضاً في الآونة الأخيرة نتيجة الأحداث السياسية والاضطرابات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، بسبب زيادة الطلب عليه حيث ينظر إلى الذهب كاستثمار بديل وقت الاضطراب السياسي، إلا أنها عاودت الهبوط بمعدل طفيف قبل عيد الفطر لتصل إلى مستوى 1311 دولاراً للأونصة من 1313 دولاراً.
إلا أن المبيعات اليومية للذهب في أسواق دمشق ارتفعت لتصل إلى 10 كغ يومياً بمناسبة اقتراب العيد، وأوضح رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات بدمشق غسان جزماتي أن المبيع يتوزع بين 85% للحلي والمجوهرات، و15% للادّخار كالليرات ذهبية.
وهناك عامل آخر زاد من الطلب على الذهب (سبائك وليرات ذهبية) هو توجّه بعض المواطنين نحو مبادلة العملة بالذهب، وهذه النزعة المتزايدة إلى مبادلة العملات بالذهب أدّت بالطبع إلى زيادة الطلب على هذا الأصل، ما دفع أسعاره إلى الارتفاع في ظل الضعف الملحوظ في مرونة العرض من الذهب، وثمة علاقة عكسية مشهورة ومشهود لها بين قيمة الدولار وسعر الذهب، وذلك من حيث كون الأصلين (الدولار والذهب) سلعتين بديلتين تستعملان كمخزن للقيمة، فعندما تنخفض قيمة الدولار ويصبح غير مطلوب وغير مرغوب فيه كمستودع للقيمة، يتجه المتعاملون إلى الذهب كبديل جيد للدولار لحماية ممتلكاتهم.

المنافسة
وفي السياق ذاته، كشف جزماتي أن الجمعية طرحت 400 ليرة ذهبية إنكليزية معدلة في الأسواق، وهي تشكل حالة منافسة مع الليرة الذهبية السورية التي غدا الطلب عليها بشكل أكبر بعد أن أصبحت أجرة الصياغة لليرتين متساوية وتبلغ 1500 ليرة بالنسبة إلى المواطن.
وأشار رئيس جمعية الصاغة إلى أن العمل على الأونصة الذهبية السورية وصل إلى نهايته، وقد أصبحت جاهزة للطرح في الأسواق، ولكن سيتم التريّث في طرحها حالياً نظراً لأن الموسم الحالي هو موسم للمناسبات والأعياد، وبالتالي يتجه الناس إلى شراء الحلي والمصاغ بشكل أكبر، كما يقول جزماتي، ولذلك تسعى الجمعية إلى اختيار الوقت المناسب لطرح الأونصة الذهبية السورية حتى يكون هناك إقبال على شرائها، لأن سعرها ربع مليون ليرة سورية، وهي بوزن 31.10غ، وعيارها 995 سهماً من الألف، وهي تزيد على الأونصة الذهبية الموجودة حالياً في السوق، والتي يكون عيارها 992 سهماً، ويكون وزنها أحياناً 31.7غ، لافتاً إلى أن الجمعية ستقوم بطرح 200 أونصة ذهبية سورية في الأسواق عند البدء بطرحها، وسيتم الطرح في اليوم نفسه في دمشق وحلب، في حين القالب الخاص بها سيكون حصراً من جمعية الصاغة بدمشق.

المتحكم
يشار إلى أن ما يتحكم بالسوق حالياً ليس العرض والطلب وسعر صرف الدولار فقط بل يضاف إليه العامل النفسي عند الناس، فكفة الخوف تظهر أكثر رجحاناً في التأثير في قرارات المتعاملين ولاسيما في أوقات الأزمات، من كفة العرض والطلب؟!.
جدير بالذكر أن غرام الذهب عيار 21 في الأسواق المحلية سجل سعر 6100 ليرة سورية، في حين سجل غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً سعر 5230 ليرة.‏‏
دمشق – سامر حلاس