الصفحة الاولىمن الاولى

"وزاري خارجية عدم الانحياز" يدعــو لمحاكمة قادة الاحتلال أمام الجنائية الدولية ومقاطعة البضائع الإسرائيلية المقداد: من يقتل أهل غزة هو ذاته من يقتل الشعب السوري

أدان المشاركون في الاجتماع الوزاري للجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز في طهران العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة واستخدام الكيان الصهيوني لمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال الأبرياء، بشكل متعمد وقتل وإصابة الآلاف من الفلسطينيين العزل، إضافة إلى تدمير البنى التحتية وشبكات الكهرباء والمساجد والمستشفيات والمراكز الصحية الفلسطينية.
وشدد المشاركون في الاجتماع الذي انعقد في طهران أمس بمشاركة وفد سورية برئاسة الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين في بيان لهم في ختام الاجتماع على أن العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من أهالي غزة وخاصة النساء والأطفال الأبرياء، يشكل دليلاً بارزاً على انتهاك حقوق الإنسان الدولية مطالبين بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة وبقية الأراضي المحتلة، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، من دون قيد أو شروط، كما دعوا إلى رفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشدد البيان على ضرورة ممارسة مجلس الأمن الدولي الضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، كما دعا محكمة العدل الدولية إلى التحقيق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وجدد المشاركون بالاجتماع دعمهم القاطع للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وتضامنهم معه، مؤكدين دعمهم المبدئي والدائم لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق آماله الوطنية ومنها الحرية والاستقلال والعدالة والسلام والكرامة الإنسانية في أرضه.
كما رحب المشاركون في بيانهم بالمبادرات التي تمّ اتخاذها من قبل عدد من الدول لمقاطعة البضائع الإسرائيلية وسحب سفرائهم من إسرائيل، وطالبوا بأن تقوم الدول الأطراف في نظام روما الأساسي من دول عدم الانحياز بالادعاء على مسؤولي الكيان الصهيوني لجلب مرتكبي جرائم الحرب ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني إلى العدالة.
المقداد ممثل سورية في الاجتماع الوزاري أكد في كلمته أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما هو إلا حرب عالمية تقوم بها إسرائيل بدعم من الدول الغربية التي تدعي حقوق الإنسان ضد شعب لا يهمه سوى الحفاظ على أولاده والدفاع عن شرفه، وأكد أن من يقتل أهل غزة هو ذاته من يقتل الشعب السوري بأداة واحدة هي إرهاب إسرائيل وإرهاب المتطرفين والتكفيريين مما يسمى “دولة العراق والشام” و”جبهة النصرة” ومئات الألوية والكتائب التي تتلقى توجيهاتها من إسرائيل والدول الغربية بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وهي نفس الدول التي تحمي هذه المجزرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وقال المقداد: إن البشرية لم تصل إلى هذا الدرك السيئ من القتل والذبح حتى في عصور الانحطاط والعصور البدائية، ولم نسمع بمثل هذه المجزرة التي تتم أمام بصر ونظر كل العالم ولا يستطيع أحد إيقافها، فمن نحن حتى نكون مجرد متفرجين على ما يحدث من قتل ونطالب الشعب الفلسطيني الذي يقتل بأن يمارس ضبط النفس وألا يقاوم وأن يقبل بالظلم الإسرائيلي بل وبالمجازر الإسرائيلية، “مضيفاً: إن الدول التي تحمي جرائم إسرائيل وتشكل مظلتها في مجلس الأمن تنادي في هذا المجلس لشن الهجمات والغزوات على الدول النامية بذرائع واهية كما يجري ضد سورية الآن، وبين أن إسرائيل ومنذ ما يقارب الشهر تتوغل في دماء أطفال فلسطين وتدمر ممتلكات الشعب الفلسطيني وتقتل الفلسطينيين بدم بارد دون أن يهرع مسؤولو الأمم المتحدة للدفاع عن مدارسهم وممتلكاتهم، وهم الذين ينصبون بعضهم أحياناً مدافعين عن قضايا أخرى يعتقدون بأنها تنسجم مع الميثاق لكنهم يسمحون لإسرائيل في التوغل بدم الفلسطينيين، وشدد على أنه بالرغم من التواطؤ الغربي وغيره مع ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فإن الحقيقة التي ستبقى ماثلة أمام أطفال غزة وأمام كل من يشعر بالإهانة التي توجهها إسرائيل المتوحشة إليه في البعد الشخصي هي أن القادة الإسرائيليين لا يريدون رؤية طفل فلسطيني على قيد الحياة وإسرائيل لا تنظر إلى الفلسطينيين كبشر ولا تريدهم أحياء، وقال: إن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد أرض العرب والسلام معاً وتريد أيضاً ما هو بعد الأرض العربية المحتلة وإخضاع المنطقة لهيمنتها وتسخير شعوبها ومقدراتها لخدمة الأهداف الصهيونية والغربية.
وأكد المقداد أن الشعب السوري يلتحم مع الشعب الفلسطيني في قضية واحدة ومصير مشترك، فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعب السوري يتأثر بها حياتياً وسياسياً واقتصادياً، بل إن سورية سخرت اقتصادها وسياستها ومواقفها لما تؤمن بأنه قضيتنا المركزية قضية فلسطين، وقال: إن قضية فلسطين يجب أن تبقى القضية المركزية لكل مناضل يرى الضيم والقتل أمامه ويريد أن يوقف هذا القتل وهذه المجزرة وعندما يتعرض الشعب الفلسطيني للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة فإننا كلنا فلسطين، مبيناً أن كل ما تعرضت له سورية عبر تاريخها الحديث وخاصة السنوات الثلاث والنصف الماضية لم يكن إلا لأنها تقف مع شعب فلسطين في نفس الخندق وتعمل على منع أي محاولات إقليمية أو دولية لتصفية هذه القضية.
وأكد المقداد أن جرائم الإبادة الصهيونية في غزة أثبتت لشعبنا الفلسطيني، وللشعب العربي في كل مكان، أنه لا بديل أمام الجميع سوى الصمود في مواجهة الجرائم الإسرائيلية، ورفض تقديم أي تنازلات لهذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة والتحدي، وشدد على أن سورية ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني العظيم في نضاله حتى تحقيق أهدافه المشروعة وغير القابلة للتصرف مهما كانت التضحيات، وقال: إن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ومالية على إسرائيل أصبح واجباً إنسانياً لمنع استمرارها بقتل الفلسطينيين.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع أن الاحتلال الصهيوني انتهك كل الأسس الإنسانية والأعراف الدولية بعدوانه على قطاع غزة وجرائمه فاقت كل حد باستخدامه أعنف أنواع الأسلحة وأبشع صور القتل ومنعه وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين في القطاع في استمرار واضح لسياساته السابقة المتمثلة بإبادة المدنيين، محملاً مجلس الأمن الدولي مسؤولية استمرار العدوان لامتناعه عن ممارسة أي نوع من أنواع الضغط على الكيان الصهيوني للحد من عدوانه وجرائمه ضد الفلسطينيين في القطاع وذلك لتواطؤ بعض أعضائه الدائمين مع الاحتلال وعدم اكتراثهم بالظلم الذي يعانيه الفلسطينيون.
من جانبه جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعوته لمحاكمة متزعمي كيان العدو الصهيوني وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية خلال عدوانهم السافر على الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال الإسرائيلي وفق أبسط المعايير الدولية، فيما أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أن قضية غزة هي قضية الموصل في العراق وعرسال في لبنان، وأضاف: إن “إسرائيل وتنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي يتواجهان شكلاً ويلتقيان فعلاً في سيناء والجولان السوري المحتل وعرسال وكسب والموصل، وهذا هو خط التلاقي بينهما، موضحاً أنه لم يعد خافياً بأن ما يجري في المنطقة يهدف إلى إيجاد أمر واقع جديد بدأ بما يسمى “الربيع العربي” على أساس خلق الدول الديمقراطية وانتهى بالتصحر الفكري على أساس خلق ما يسمى دولة الخلافة والمستفيد هو إسرائيل ومن يقف وراءها، وأكد أن صمود الفلسطينيين في غزة هزيمة أبدية للاحتلال واستقرار لاحق للضفة والقطاع وإمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية وتأمين العودة المحقة إليها وإقامة السلام الدائم فيها.
إلى ذلك أعرب المقداد خلال لقائه ظريف عن شكر حكومة الجمهورية العربية السورية لمواقف إيران الداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب ومن أجل الحفاظ على استقلالها وعزتها، مؤكداً عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين في مختلف المجالات.
من جانبه أشاد ظريف بصمود سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية ضدها، محذراً من مخاطر امتداد الإرهاب إلى سائر أنحاء المنطقة وخارجها، وجدد موقف بلاده الداعم لسورية في حربها ضد الإرهاب.
وكان المقداد ناقش مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التعاون المشترك بين حكومة البلدين في مختلف المجالات.
والتقى المقداد إلياس حوا وزير خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية، حيث تمّ خلال اللقاء التأكيد على عمق العلاقات بين الشعبين الصديقين في فنزويلا وسورية، وأهمية تنفيذ الاتفاقيات، التي تمّ توقيعها خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى فنزويلا عام 2010، وأكد الجانبان التزامهما بالوقوف ضد الإرهاب وداعميه سواء في سورية أو في فنزويلا، مشيرين إلى وحدة مواقف البلدين الصديقين في وجه المؤامرات الأمريكية والغربية.