ثقافة

الجنوب أرض الفن والمقاومة

يعتبر الجنوب اللبناني أرضاً خصبة للشعر، والفن التشكيلي، ولايزال رمزاً من رموز القضية الوطنية اللبنانية، وحاضناً لمقاومتها، فموقعه الجغرافي، ودوره التاريخي جعلا منه الجدير بأن يحمل، ويتحمل قضايا لبنان المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني، وتهديداته، واستطاع أهل الجنوب أن يبنوا مفهوماً متقدماً من مفاهيم الثقافة المقاومة، وأن يقدموا في ميادين المعرفة، والجمال، والإبداع أمثلة كبيرة تشهد لهم بذلك.
وبمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، أقيم معرض للفن التشكيلي ضم أعمال أكثر من مئة فنان وفنانة، تنوعت أعمالهم التشكيلية، وتعددت مدارسها، ومذاهبها، وقد أقيم المعرض في قصر الأونيسكو في بيروت منذ فترة قريبة، وجاء تتويجاً لمجموعة من المعارض التي بدأت في عام 1966 بمعرض أقيم في القصر البلدي في صيدا، وقد حضره آنذاك النائب الراحل معروف سعد، كما احتفت دمشق منذ سنوات بعدد من المعارض الجنوبية في قاعة المتحف الوطني، وهذا المعرض الجديد الذي ضم تجارب فنية معروفة عالمياً مثل الفنان وجيه نحلة الذي شارك بتجربته التي تعنى باللون، والحرف، والحركة.. يذكر أن الفنان نحلة من مواليد بيروت 1932، وقد أقام أكثر من ثلاثين معرضاً في مدن وعواصم عالمية، وقد حصل على جائزة بينالي الاسكندرية الأولى عام 1970، ووسام الاستحقاق الفرنسي للفنون والآداب عام 1994، ويعتبر الفنان نحلة صاحب بصمة خاصة في الحياة التشكيلية اللبنانية.
ونذكر أيضاً الفنان حسن جوني، مواليد 1942 الحائز على الجائزة الذهبية الأولى في بينالي اللاذقية 1997، وقد شارك في هذا المعرض بلوحة “تحية إلى حصان طارق بن زياد”، ويعرف بأسلوبه التعبيري في التصوير، وبقدرته على إنجاز اللوحة التي يملؤها الانفعال، والحس الصادق، والجرأة، ونذكر ما قدمه الفنان موسى طيبا بأسلوبيته الهندسية، والذي ينحو منحى التصوير، والسوريالية في لوحاته، وقد أسس معرضاً دائماً لأعماله المائية في بلدته قانا.
ونذكر الفنان النحات ناظم إيراني الحائز على جائزة جبران خليل جبران في مدينة سيدني الاسترالية، وقد تخرّج في موسكو سنة 1966، وله مشاركة مهمة في هذه  الاحتفالية، وفي جانب تكريمي مرافق عُرضت أعمال لمجموعة من الفنانين الراحلين منهم: الفنان عدنان شرارة، وحسين بدر الدين، وعبد الحميد بعلبكي، وزعل سلوم.
كما ضم المعرض طيفاً من الأجيال، والمذاهب الفنية المختلفة قدمت في إنتاجها المشهد التشكيلي الجنوبي، وغطت مساحة كبيرة منه، فالعدد الكبير من الفنانين المشاركين أضاف للمعرض غنى على الصعيد الفني، كما أنهم يلتقون في مفصل حضاري واحد هو هوية الجنوب الثقافية، ودورها المقاوم، حيث تناولت الأعمال الموضوعات البطولية، والأماكن التي تركت بصمتها في الذاكرة الثقافية، كما تم تصوير أحداث لا تنسى مثل مجزرة قانا، وغيرها، بالإضافة إلى صور لجزء من طبيعة الجنوب، وأريافه، وحواكير قراه وبلداته، ورسموا شخصيات سجلت ملامح الإنسان الجنوبي المنتج، والعامل في ميادين الحياة.
ومن الأسماء المشاركة الفنانون: خيرات الزين– أسامة وأيمن بعلبكي– نور بلوق– دلال ترحيني– رجاء حطيط– محمد مكي شمس الدين– والفنان الشاعر حسن عبد الله، وآخرون.
أكسم طلاع