محليات

بين قوسين بابا وزير!

يتقاطع انشغال الناس بحياتهم المعيشية وهموم يومياتهم بكثرة التكهّنات حول الحكومة القادمة التي ما زالت في طور الشائعات المانحة لتأشيرات الخروج والدخول من وإلى رئاسة مجلس الوزراء، حيث تتنازع آمال المواطن وتبحث تطلّعاته عن أبوة الدولة في شخصيات وأسماء عديدة يترقّبها من منظار النجاة والخلاص، متمنّياً أن يسري في حبر أقلامها الخضراء أكسير المصلحة العامة، وأن تنبض قراراتها بالعدالة، وأن تكبح أفعال من سيتولى إدارة دفة القرار الوزاري جموح وجنوح أقوال ووعود بعض السابقين نحو “اللا شيء”، وطبعاً خضوع هذه التمنيات لسلطة الظرف الاستثنائي بكل وقائعه لا يزيح تلك الرغبة التي تجتاح مخيّلة المواطن بأن يتقلد كل وزير في عمله اليومي مسؤوليات رب الأسرة، وأن يحتضن في حساباته الشخصية وقراراته الأوجاع المعيشية بوجوهها المختلفة، حيث يصبح بمنزلة الأب الراعي لمصالح الناس ومطالبهم الغائرة في نفق الأزمة.
وطبعاً تكرار سقوط أمنية (بابا الوزير) في متاهة واقع الناس المأزوم الذي يمكن عنونة حال المواطن فيه بمقولة “ألقوه في اليمّ مكتوفاً وقالوا له: إياك أن تبتلّ بالماء” سيكون أكثر قسوة في هذه الأيام الصعبة إذا استمر وهم الحماية القانونية لحياته في ظل منظومة مطاطة من الأنظمة والقوانين التي لم يعرف في ظلها معنى الأمان الكامل، بل كانت مجرّد وريقات مصفوفة في مجلدات معنونة بعناوين مختلفة وتسميات تحشر دائماً في زاوية التطبيق الخلّبي الذي لا يخلو من المواجهات الطاحنة بين فقره وعوزه من جهة وأطماع أولئك المتاجرين بلقمة عيشه من جهة أخرى في غياب صاحب القرار بسلطته التنفيذية المندرجة في خانة الاستثناءات.
ومع استمرار كابوس فقدان مصادر الرزق وانقطاع سبل العيش الكريم وتدافع مئات الآلاف إلى ساحة البطالة، يتساءل عدد كبير من المنضوين تحت تسمية الكادحين عن الأفكار الإنقاذية التي ستحملها الحقائب الوزارية لمئات القضايا العالقة منذ سنوات في شباك الدراسة والبحث عن الحلول وعن قدرتها على إيجاد ما يمكن أن نسميه منظومة إنقاذية كصندوق دعم البطالة أو أي صندوق آخر لإنقاذهم من السقوط في هاوية الفقر.
فهل ستتجاوز مطالب وأحلام الناس حواجز الأزمة وتدخل إلى حضن الواقع، أم ستفقد بوصلة توجيهها لتذهب من جديد إلى أدراج النسيان والإهمال، فتنهار الآمال وتسجن الحاضنة الأبوية في قفص الأمنيات وتوشّح حالة التفاؤل بخيبات الأمل التي يدفع المواطن ضريبتها الباهظة التي لن تقتصر نتائجها على الخسائر المادية بل هناك خسائر…؟.
بشير فرزان