شوارع فيرغسون تتحوّل إلى ساحة حرب وإدارة أوباما تثبت عجزها عن احتواء الأزمة
تحوّلت شوارع مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري الأميركية إلى ما يشبه ساحة حرب، من جراء المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين، بعد أيام من قتل شاب أسود برصاص شرطي أبيض، الأمر الذي عده سكان المدينة جريمة عرقية، واستخدمت قوات مكافحة الشغب خلال المواجهات الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكان مئات الأشخاص قد تجمعوا في وقت سابق في إحدى كنائس المدينة للمطالبة بإحقاق العدالة في قضية مقتل الشاب مايكل براون، 18 عاماً، الذي تعرض لإطلاق النار على نحو مباشر ست مرات على الأقل في التاسع من آب، بحسب تقرير طبي في أعقاب تشريح الجثة، بينما كان وصديق له يسيران في شارع في مجمع سكني حيث تعيش جدة براون.
واشتعلت الاحتجاجات بسبب العنصرية من جديد في البلدة الصغيرة الواقعة على مشارف سانت لويس، والتي أصبحت مسرحاً لاشتباكات متكررة بين السكان وقوات الشرطة، وزاد التوتر بعد أن استسلمت السلطات أخيراً.
كما أعلنت اسم الضابط الذي قتل براون، لكن بعد أن زعمت أن براون مشتبه به في واقعة سرقة سيجار من متجر وقت إطلاق الرصاص عليه، وهي خطوة وصفها أنصار عائلة براون بأنها حملة “تشهير” ضده. وأقر توم جاكسون قائد شرطة فيرغسون في مؤتمر صحفي بأن الضابط لم يكن يعلم أن براون كان مشتبهاً به في سرقة المتجر، وأن إطلاق الرصاص حدث بعد أن طلب الضابط من براون الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي، وقال: إنه لم تكن هناك علاقة بين إطلاق الرصاص والسرقة المزعومة.
وقال المحامي بن كرامب، الذي يمثل عائلة براون، في بيان: إن العائلة “تجاوزت حد الغضب” بسبب محاولات الشرطة “تشويه شخصية ابنهم بعد الاغتيال الوحشي لشخصه في وضح النهار”.
وتختلف رواية الشرطة لإطلاق الرصاص على براون بشكل ملحوظ مع روايات الشهود، ومن بينهم دوريان جونسون (22 عاماً) الصديق الذي كان يسير مع براون وقت الحادث.
وتقول رواية الشرطة: إن ويلسون طلب من براون الانتقال من الشارع إلى ممر جانبي، وإن براون وصل إلى سيارة الدورية وتعارك مع ويلسون للاستيلاء على سلاحه، فيما قال جونسون وشاهد آخر على الأقل: إن ويلسون مد يده من نافذة سيارته لشد براون، وإن الشاب كان يحاول الإفلات من يد الضابط عند إطلاق النار عليه، وأضافا: إن براون كان يرفع يديه في علامة على الاستسلام، لكن الضابط خرج من سيارة الدورية وأطلق عليه عدة رصاصات.
واعترفت الشرطة بأن جسد براون كان يبعد عن سيارة الدورية تسعة أمتار عندما سقط على الأرض ولقي حتفه، وأنه تم العثور على بضع فوارغ للأعيرة النارية في موقع الحادث.