محليات

بين قوسين دلو الأزمة!

عندما يشاهد المواطن ظاهرة الدلاء بتسمياتها المختلفة، “دلو الثلج” لمساعدة المرضى أو دلو تقديم العون للمحتاجين وغيرها من الدلاء التي انتشرت وتعدّدت تسمياتها، وتوحّدت مقاصدها في خدمة المجتمع والناس في جميع أنحاء المعمورة.. تدخل الحيرة إلى حياته، فالهموم والمصائب كثيرة والأمنيات والأحلام أكثر.. فهل يلقي بدلو أمنياته المكتومة بمآسي الأزمة والسابحة في غياهب الاستغلال والابتزاز، أو دلو الرواتب التي تتبخر بمجرد استلامها، أو دلو الحياة المعيشية المصابة بلعنة الدولار والمطعونة بطعنات أصحاب الذمم المفقودة، أو دلو المساءلة والمحاسبة المفقودة في زحمة الظروف والأحداث، أو دلو الفواتير الصاروخية بصعقاتها الكهربائية واتصالاتها الأرضية والخلوية، أو دلو الغلاء وعقم الحلول، أو دلو النزوح، أو دلو الإرهاب الدموي وجرائمه الوحشية أو أو..؟!.
وطبعاً تعدّد الدلاء يترافق بعشرات بل مئات التساؤلات الباحثة عن الجهة القادرة على سماع الهموم وتقديم إجاباتها الواضحة والشفافة، واتخاذ خطوات فعّالة على أرض الواقع لخدمة الناس ومعالجة واقعهم. فهل يتمّ توجيهها إلى الحكومة الجديدة مجتمعة ذات المكاتب المتخمة بالكثير من الملفات والهموم، أم إلى وزارة معيّنة تعيش مخاض وعودها وتحاول اجتياز امتحان مسؤولياتها وتحدياتها بحلول ورقية ومواجهات “دونكيشوتية” مع طواحين الأزمات فخطت واثقة خلال المراحل السابقة في مسار التقدم إلى الوراء، أم إلى مسؤول تحوّل إلى مستثمر حقيقي للأحداث فخلع واجباته ومهامه وارتدى ثوب التجارة والشطارة والانزلاق في غياهب استثمار متطلبات الشارع، أم إلى تاجر وجد في ظروف الأزمة تربة خصبة لزرع بذور جشعه وطمعه فحصد مدخراتنا واستهلك لقمة عيشنا تحت عنوان بورصة الدولار، أم إلى أولئك المواطنين الذين لبسوا ثوب الشعبية فتفنّنوا في تعذيب آلامنا وهمومنا وعصر معاناتنا وقهر آمالنا وتعمشقوا على أكتاف الأزمة ليحصدوا جوائز نزوحنا وخوفنا.
واليوم مع كل الأماني التي يخطّها المواطن في يوميات حياته تتزاحم الدعوات التي تدعو جميع المسؤولين بمختلف مواقعهم الوزارية للمبادرة والعمل من أجل التخفيف قدر الإمكان من الهموم والأعباء ورسم ملامح التغيير بقرارات جريئة ومتابعات جدية، فبوصلة آمال الناس تتجه نحو البيان الحكومي الخدمي المعيشي وإحداثياته الداعمة لحياتهم.
فهل تصل مكنونات حياة المواطن المعيشية ومطالبه المنسية إلى الأقلام الصانعة للقرار الأخضر ؟؟.

بشير فرزان