الصفحة الاولىمن الاولى

تراخي الغرب في المواجهة يفضح علاقته مع التنظيمات الإرهابية جيشنا البطل يحقق تقدماً جديداً في جوبر وزملكا وعربين.. ومصرع عشرات المرتزقة في ريفي إدلب والقنيطرة

رغم التصريحات التي تصدر يومياً عن الحكومات والدبلوماسية الغربية بضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية إلا أن المجريات على أرض الواقع تؤكد عدم الجدية الغربية في مكافحة الإرهاب فمنطق الأمور يقول إن من صنع أداة تخدمه عند الحاجة لا يستغني عنها بهذه البساطة أو يقوم  بتحطيمها، بعبارة أخرى من صنع تنظيم “داعش” الإرهابي وما لف لفه هو أمريكا وحلفاؤها في أوروبا وخاصة فرنسا وبريطانيا وهم من أطلقوا إرهابه في سورية في محاولة لإسقاطها ودعموهم بالمال والسلاح والتدريب والعتاد والإرهابيين بغية الوصول إلى أهداف يجنونها فيما بعد.
وعليه فإن تاريخ هؤلاء الأسود وممارساتهم عبر العقود الماضية تثير الشكوك حول مراميهم في أي موقف يتخذونه حيال ما يحدث في منطقتنا وبالتالي فإن الضجة العالية والمتصاعدة من الغرب حول الاجتياح الصادم والتمدد الكبير لتنظيم “داعش” الإرهابي في الأراضي العراقية والسورية يؤكد وجود علاقة متينة تربط ما بين الغرب وذلك التنظيم الإرهابي في ظل الموقف الأمريكي الرخو تجاه اجتياح التنظيم للعراق وتجاهل الدلالات الخطرة لذلك.
مما تقدم فإن اهتمامات الحكومات الغربية تنحصر بحماية أمنها القومي واتخاذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بعدم عودة من ذهب للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية إلى بلدانهم الأصلية وهذا ما أكد عليه بالأمس رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالقول إنه “مستعد للتصرف فوراً ضد التنظيمات الإرهابية في حال تعرض الأمن الوطني في بريطانيا للخطر”، في وقت تستمر حملة الاعتقالات ضد المشتبه باتصالهم بالإرهابيين في سورية في أكثر من دولة أوروبية.
وفي ظل المواقف الغربية غير الجادة في مكافحة الإرهاب بات لزاماً على دول المنطقة التعاون للقضاء على هذه الآفة بعدما تمدد في أكثر من دولة عربية، ومساعدة الجيش العربي السوري الذي يخوض معركة مصيرية في مواجهة الإرهاب وفي كل يوم يراكم إنجازات جديدة بضرب معاقله آخرها بالأمس عندما نفذ سلسلة عمليات ناجحة اتسمت بالسرعة والدقة قضى خلالها على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمر أدوات إجرامهم في أرياف دمشق والقنيطرة وحماة.
ففي ريف دمشق قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الباسلة على عدد من الإرهابيين في أحد الأوكار في محيط جامع طيبة وضبط منصات لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع مع عشرات القذائف المعدة للإطلاق والسيطرة على المنطقة المحيطة بالجامع وسط جوبر بما فيها من كتل أبنية ومنازل عربية كان إرهابيون يتحصنون داخلها إضافة إلى تفكيك العديد من العبوات الناسفة التي زرعها إرهابيون في المنازل بقصد تفجيرها عن بعد ومن بين القتلى سليم رحمة وعبد السلام حليمة وجهاد خبية ومحمد الحية.
كما تم تنفيذ عدة عمليات في زملكا وعربين ووادي عين ترما أسفرت عن تحقيق إصابات مباشرة بين الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت لديهم في حين تم القضاء على آخرين في عملية لوحدة من قواتنا المسلحة في مزارع عالية بمنطقة دوما.
بموازاة ذلك أسفرت عملية لوحدة من قواتنا المسلحة عن تدمير وكر بما فيه من أسلحة وذخيرة في حي المحطة بمدينة الزبداني ومقتل عدد من الإرهابيين من بينهم خالد شبارة ويوسف المغربي وفراس الدالاتي وناصر منصور في حين اشتبكت وحدات أخرى مع إرهابيين في جرود عسال الورد ورأس المعرة في جبال القلمون على الحدود السورية اللبنانية وأردت عدداً منهم قتلى.
كما استهدفت وحدات من الجيش تجمعات للإرهابيين في مزارع الحسينية وخان الشيح بالريف الجنوبي الغربي لدمشق وقضت على العديد منهم وأصابت آخرين، في حين أحبطت وحدات أخرى محاولات تسلل لإرهابيين في خان الشيح ودمرت أوكاراً لهم بما فيها من أسلحة وذخيرة وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين.
وفي ريف إدلب قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد كبيرة من الإرهابيين أثناء محاولتهم الاعتداء على نقاط عسكرية في المداجن بمعرة النعمان ومحيط معسكري وادي الضيف والحامدية ودمرت لهم 3 عربات مصفحة وعدداً من السيارات بعضها مزود برشاشات ثقيلة ومتوسطة، فيما فككت وحدة أخرى عشر عبوات ناسفة و8 عبوات سلكية يتراوح وزن الواحدة بين50 و100 كيلوغرام في عدد من قرى ومزارع شمال مطار أبو الضهور.
كما قضت وحدات من الجيش على إرهابيين وأصابت آخرين ودمرت سيارتي بيك آب إحداهما مزودة برشاش ثقيل على طريق إدلب حارم وفي محيط مزرعة حاج حمود في مدينة جسر الشغور،  واستهدفت تجمعات الإرهابيين في كفر شلايا وابراج سيريتل ومزرعة بزة ونحليا والمقبلة ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين من بينهم المتزعم أحمد حميد غندو.
كما استهدفت وحدة من الجيش أوكار الإرهابيين في محيط بلدة كفرومة وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ومن بين الإرهابيين القتلى حسن حركاوي وعبدو ناقور وفادي عدنان الجباني ومحمد مرعي الجبس، وأوقعت وحدة أخرى أعداداً كبيرة من الإرهابيين قتلى قرب عين قريع بريف المحافظة.
وفي القنيطرة وريفها أحبطت وحدات من جيشنا البطل محاولتي تسلل لإرهابيين الأولى من اتجاه مزارع الخزرجية ومحيطها باتجاه بلدة سعسع والثانية من اتجاه بلدة الهجة إلى كوم الباشا بريف المحافظة وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين في محيط مشفى القنيطرة وجنوب دوار العلم بالمدينة وفي جنوب شرق أم القطام والصمدانية الغربية والعجرف وبالقرب من جامع الرويحينة وأطراف قرية ممتنة ومحيط جامع كودنة وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت عدداً من آلياتهم، كما استهدفت وكراً للإرهابيين في السويسة وأوقعت بينهم العديد من القتلى والمصابين.
وفي ريف درعا قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين في بلدات بصرى الشام والمحجة وخربة البوير وداعل وانخل وشمال تل الخضر في محيط معمل الفلين وفي حامر والوحدة الإرشادية بمنطقة اللجاة وبمحيط الجامع الأسود في عتمان.
وقضت وحدات أخرى على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين باستهداف تجمعاتهم في تلة البدو وتل أبو السناسل وفي أم شرشوح وقرية الفاوشاويش وبئر الجزل النفطي بريف حمص.
وفي حلب وريفها قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين باستهداف تجمعاتهم في المسلمية والزهراء وحلب القديمة وقاضي عسكر بمدينة حلب وفي خناصر والسفيرة ومارع وام القرى واورم بريف المحافظة ودمرت لهم عدداً من الآليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة.
وسلّم 183 مطلوباً من دمشق وريفها واللاذقية وحمص وحماة وحلب والرقة ودرعا ودير الزور وإدلب أنفسهم للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم، فيما كشف تقرير شمل 25 دولة وفّرت معلومات عن إرهابيين يحملون جنسياتها وانضموا للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية أن تونس تصدّرت الدول العربية من حيث عدد الإرهابيين الذين جاؤوا منها إلى سورية.
وفي الوقت الذي أعرب فيه غالبية البريطانيين عن معارضتهم لأي قرار من رئيس وزرائهم  ديفيد كاميرون للمشاركة في الحملة الأمريكية التي تشنها ضد تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي في العراق جاء الأخير ليقول إنه مستعد للتصرف فوراً دون إخطار مجلس العموم البريطاني في حال اعتبر أن الأمن الوطني في بريطانيا معرض للخطر.
ونقلت صحيفة ديلى تلغراف البريطانية عن كاميرون قوله إنه يعتزم استخدام حلف شمال الأطلسي الناتو لمراجعة ما إذا كان هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد هؤلاء المتطرفين البربريين من تنظيم دولة العراق والشام . واستغل كاميرون بياناً له أمام مجلس العموم أول أمس لتحديد مجموعة من الإجراءات  لحماية البريطانيين من عودة آلاف المواطنين الأوروبيين الذين سافروا إلى العراق وسورية وهم يرغبون بإثارة الفوضى في البلاد. ولجأ كاميرون إلى المقارنة بين المشاركة البريطانية في حملة القصف الجوي ضد ليبيا عام2011 واحتمال مشاركتها الآن وقال ردا على تساؤل فيما إذا كان منفتحاً على  مشاركة عسكرية مباشرة ..  أنا لا استبعد أي شيء مضيفاً إذا كان هناك خطر مباشر على المصلحة الوطنية لبريطانيا فإن الحكومة البريطانية يجب أن تحتفظ بحق التصرف فوراً ومن ثم إخطار مجلس العموم البريطاني . واعتبر أن اجتماع الناتو هذا الأسبوع في ويلز والذي سيحضره الرئيس الأمريكي  باراك اوباما سيشكل فرصة لنا لمناقشة فاعلية الرد الدولي حتى الآن ومناقشة ما يجب فعله أيضاً للتغلب على خطر تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي.
في هذه الأثناء أظهر استطلاع جديد أجراه مركز كومرس للاستطلاعات لصالح صحيفة  الاندبندنت البريطانية .. إن واحداً من كل ثلاثة بريطانيين أي ما يعادل 35 بالمئة فقط من البريطانيين قد يؤيد مشاركة بريطانيا في قصف مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق في مقابل أكثر من 50 بالمئة يرفضون هذه الخطوة. ما أظهر الاستطلاع تنامياً كبيراً وواضحاً لمعارضة إرسال قوات على الأرض لمحاربة التنظيم الإرهابي مع 20 بالمئة فقط من المؤيدين لهذه الفكرة ورفض 69 بالمئة.
ومع تزايد مخاوف بريطانيا من عودة الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة إلى أراضيها كشفت صحيفة ديلي ميل في مقال لها عن قصة جديدة تدور حول انضمام بريطانية إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي وتحريضها على تنفيذ هجمات إرهابية ومذابح دموية في بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن المدعوة أقصى محمود البالغة من العمر 20 عاماً التي ولدت في مدينة غلاسكو لرجل أعمال ناجح في بريطانيا تلقت تعليمها في أفضل المدارس الخاصة هناك لكنها تركت الجامعة بشكل مفاجئ العام الماضي للسفر إلى سورية والزواج والانضمام إلى الإرهابيين هناك والبدء ببث دعوات لنقل العنف والإرهاب إلى بريطانيا نفسها.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن البريطانية رصدت البريطانية بعد أن ملأت دعواتها المحرضة على الإرهاب والعنف ضد بريطانيا حسابها على موقع تويتر مستخدمة اسم أم ليث وعليه صورة علم تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل أوردت صحيفة ديلي ميل مقالاً آخر تحدث عن بريطانية ثانية تدعى خديجة دير تبلغ من العمر 22 عاماً وهي من لويشام الواقعة جنوب شرق لندن سافرت لسورية العام الماضي وتزوجت من أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المدعو أبو بكر وهو من أصول سويدية وانضمت إلى التنظيم الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإرهابية خديجة باتت تحتل أولوية على قائمة الأشخاص المطلوبين من قبل جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي ان اي 6 بعد أن ظهرت في شريط فيديو تدعو فيه البريطانيين إلى وقف الأنانية والتخلي عن أسرهم ودراستهم والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة. وذكرت الصحيفة أنه وبعد ساعات من قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد إرهابي بريطاني هددت خديجة بأنها ستكون أول امرأة بريطانية تقوم بقتل جندي أمريكي.
وفي السياق ذاته اعتقلت الشرطة النمساوية رجلاً يشتبه بأنه شارك في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية بينما كان يخطط لمغادرة البلاد. ونقلت اسوشيتد برس عن وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنبر قولها :  إن الاعتقالات أرسلت رسالة واضحة جداً لجميع الجهاديين في النمسا ومفادها أنتم لستم بأمان هنا.