"مؤتمر باريس" يتعهّد بدعم بغداد.. والصدر يهدد باستهداف القوات الأمريكية القوات العراقية تعلن سيطرتها الكاملة على الطريق الصحراوي لجرف الصخر
هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باستهداف القوات الأمريكية إذا عادت للعراق، فيما وجّه مقاتليه بالانسحاب من مناطقهم في حال تدخل تلك القوات براً أو بحراً بشكل مباشر أو غير مباشر، معرباً عن أمله بخروج تظاهرات شعبية تعبّر عن رأي الشعب الحقيقي بشأن ذلك.
وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه أمس: إن البيت الأسود قرر عودة هجماته على الأرض العراقية المقدسة، ودعا الحكومة العراقية إلى عدم الاستعانة بالمحتل أياً كان ولو بحجة داعش، فلا وجود لها إلّا في المخيلة، بل هي صنيعة الأمريكي والعقلية الاستعمارية التفكيكية، ولفت إلى أن على الجهات الدولية كمؤتمر الدول الإسلامية والجامعة العربية بل والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية الحيلولة دون وقوع ذلك وإلّا فإن ذلك سيكون بداية لاتساع نفوذ المتشددين في مشارق الأرض ومغاربها.
يُشار إلى أن العاصمة الفرنسية باريس استضافت، أمس الاثنين، مؤتمر “الأمن والسلم في العراق”، بحضور ممثلي نحو أكثر من عشرين دولة، لبحث التعاون الدولي في محاربة مسلحي تنظيم داعش، وتحديد دور كل دولة في التحالف الدولي الذي ترغب الولايات المتحدة في إقامته بهدف تدمير التنظيم الذي يسيطر عناصره على مناطق واسعة في العراق وسورية.
وأفاد البيان الختامي الذي صدر في أعقاب محادثات المؤتمر، أن نحو 30 دولة شاركت في المؤتمر واتفقت على تقديم “مساعدة عسكرية مناسبة” لبغداد لمحاربة إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية، وذكر البيان، الذي أصدره مسؤولون فرنسيون، أن التصدي للتنظيم “مسألة ملحة”، ولكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعة المساعدات العسكرية المعروضة.
وأكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال المؤتمر أن خطورة عناصر داعش تكمن في غسل عقلية الشباب وإعدادهم كانتحاريين وبث الرعب، معتبراً أن جرائم داعش تدل على العقل الظلامي المنطلق من أسوأ كهوف التاريخ المبني على الإقصاء، واعتبر أن التضامن الدولي “يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد لدحر الإرهاب”، مشيراً إلى أن “تأخر التدخل ضد داعش ودعم العراق قد يؤدي إلى احتلال داعش أراضي أخرى”.
وكان شدد قبل المؤتمر على أهمية مشاركة إيران في المؤتمر، قائلاً: إنه من الضروري أن تكون إيران موجودة في هذا المؤتمر لأن البلدين يشتركان بحدود حوالي ألف كيلومتر، مشيراً إلى أن إيران من أول يوم من ظهور جماعة داعش الإرهابية وهجومها على مدينة الموصل قدّمت المساعدات.
يأتي ذلك في وقت تمكنت فيه القوات المسلحة العراقية في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية من فرض سيطرتها على الطريق الصحراوي التابع لناحية جرف الصخر في محافظة بابل بالكامل بعد طرد عناصر تنظيم ما يُسمى بـ”دولة العراق والشام” الإرهابي وقضت على 26 آخرين منهم في محافظات بابل وصلاح الدين وألقت القبض على آخرين ودمرت أوكاراً وزارق تابعة لهم.
وقال مصدر أمني: إن قوة من لواء 31 دمرت ثلاثة زوارق في نهر الفرات على متنها 22 إرهابياً من تنظيم داعش الإرهابي يرتدون الزي الأفغاني ويحملون أسلحة مختلفة لدعم العناصر المسلحة المتواجدة في ناحية جرف الصخر في محافظة بابل وسط العراق، وأضاف: إن سرايا الحشد الشعبي توزعوا على طول نهر الفرات لقطع الطريق أمام العناصر المسلحة التي تتسلل من عامرية الفلوجة تجاه الناحية عبر نهر الفرات.
وفي محافظة بابل أيضاً، قضت القوات الأمنية العراقية بمساندة الحشد الشعبي على 3 قناصين تابعين للتنظيم الإرهابي وسيطرت على الطريق الصحراوي في منطقة جرف الصخر شمال غربي الحلة، وأفاد مصدر آخر بأن 25 مسلحاً من داعش، ثلاثة منهم يحملون جنسيات عربية سقطوا بين قتيل وجريح بقصف مدفعي شمال المحافظة.
وفي محافظة صلاح الدين أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي القضاء على ما يُسمى “بوالي ناحية يثرب” في داعش خلال ضربة جوية في الضلوعية جنوب مدينة تكريت، وقال الجهاز: إن قوة في جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل الإرهابي عدنان الناهي المسمى بوالي ناحية يثرب بضربة جوية في قضاء الضلوعية، وأضاف البيان: إن المدعو الناهي كان مختبئاً في وكر سري في القضاء، مشيراً إلى أن عملية استهدافه تمت استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة.
بموازاة ذلك كشف مصدر أمني مطلع في نينوى بصلاح الدين عن مقتل 70 إرهابياً وإصابة العشرات في عمليات قصف لطيران الجيش العراقي على تجمعات لعناصر داعش في قضاء البعاج ورتل لهم قادم من الأراضي السورية.
كما أعلن مصدر أمني آخر في المحافظة أن الجيش العراقي نفذ عملية إنزال جوي على مخازن العتاد في قضاء بيجي وحررها بالكامل من عصابات داعش الإرهابية.
وفي محافظة ديالى، قال قائد شرطة المحافظة الفريق الركن جميل الشمري: إن مفارز قتالية خاصة من الشرطة نفذت على مدار الأسبوعين الماضيين ثمان عمليات نوعية تضمنت التوغل في عمق المناطق الساخنة التي ينتشر فيها مسلحو تنظيم داعش في منطقة حوض حمرين شرقي بعقوبة، وقرى شمال قضاء المقدادية شمالاً، مضيفاً: إن عمليات التوغل أسفرت عن مقتل 16 مسلحاً من تنظيم داعش، بينهم خمسة قيادات بارزة بعدما جرى تحديد أماكن تواجدهم خاصة في البساتين والتلال التي تمثل أوكاراً سرية للتنظيم.
من جهة أخرى، كشف ستار نوروز المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أنه مع تواصل انتصارات القوات الأمنية على إرهابيي داعش شهدت العديد من المناطق عودة الأسر المهجرة إليها مع شروع الدوائر المعنية بتوفير الخدمات لها.
وأوضح أن فروع الهجرة في المحافظات تقوم بمتابعة عودة الأسر بغية تسجيلهم وتقديم الدعم للمتضررين منهم، لافتاً إلى أن بعض مناطق الرمادي من محافظة الأنبار استقرت أمنياً وبدأت الأسر النازحة بالعودة إلى منازلها بعد أن استطاعت القوات الأمنية بسط السيطرة عليها.