الصفحة الاولى

كييف تنضم إلى دافعي ثمن الحرب على "داعش" "أنـصـار الـشـريـعـة" الـلـيبية تختطف طبيباً أوكرانياً وزوجته

يبدو أن الحكومة الجديدة التي طرحها الثني لن تتمكن من تحقيق تسوية سياسية بين الجماعات المتنافسة، ولن تنجح  في تهدئة الأوضاع، حيث لا تزال الفوضى مستمرة في البلاد بين الأطراف الليبية التي تشهد انقساماً حاداً.
وفي هذا الإطار اقتحم مسلحون في مدينة مصراتة الليبية منزل عمر السنكي وزير الداخلية في الحكومة الليبية الجديدة، وأضرموا النيران فيه، فيما أحرقت مجموعة مسلحة أخرى شقته في العاصمة طرابلس، وتعتبر حادثة إحراق منزل السكنى أول ردة فعل عنيفة ضد تشكيل الحكومة الليبية الجديدة، التي منحها مجلس النواب الثقة، والتي سميت بحكومة الأزمة.
وترفض ميليشيات مصراتة، التي ينتمي لها السنكي، وتعتبر العمود الفقري لقوات “فجر ليبيا”، كل ما يصدر عن مجلس النواب الموجود في مدينة طبرق، بما في ذلك تشكيل الحكومة، التي تعتبرها غير شرعية، وتعترف بالمؤتمر الوطني المنتهية ولايته وبحكومة عمر الحاسي التي شكلها مؤخراً تحت مسمى حكومة الإنقاذ الوطني.
وكان مسلحون تابعون لقوات فجر ليبيا أحرقوا أواخر شهر آب الماضي منزل عبد الله الثني في طرابلس على خلفية رفضه عملية “فجر ليبيا”.
في الأثناء، اختطف مجهولون طبيباً أوكرانياً وزوجته في مدينة بنغازي، التي تشهد موجات عنف واختطاف واغتيالات تستهدف المدنيين الليبيين والأجانب.
واستنكرت وزارة الصحة الليبية اختطاف طبيب التخدير سرجي بوهاتشوف وزوجته ناتاليا بوهاتشوف، واصفة عملية الاختطاف باللامسؤولة، مطالبة الخاطفين بالإفراج عن المختطفين، حيث إن مثل هذه التصرفات لن تفيد ليبيا في بناء علاقات مستقبلية مع باقي دول العالم التي باتت تجلي رعاياها وخاصة العاملين في قطاع الصحة.
وتشكل بنغازي معقلاً لعدد من الجماعات المتطرفة، وبينها “أنصار الشريعة”، التي صنفتها واشنطن جماعة إرهابية، بعد مبايعتها “داعش”، وتتهمها بالمسؤولية عن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012، وقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا.
وأعلنت السلطات خشيتها من انهيار الخدمات الصحية في ليبيا بالكامل، حيث تدفع الفوضى الأجانب، الذين يمثلون 80 بالمئة من العاملين في القطاع الصحي، إلى الهرب.
وتشهد ليبيا حالة من الفلتان الأمني والفوضى منذ عدوان الناتو في 2011، حيث تتقاتل ميليشيات مسلحة وقبائل لفرض سيطرتها على البلاد على خلفية أزمة سياسية خطيرة وشلل مؤسساتي مع حكومتين وبرلمانين يتنازعان الشرعية.
ويأتي حادث اختطاف الطبيب الأوكراني قبيل اندلاع اشتباكات حادة في بنغازي قام خلالها الطيران الحربي، التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية “الكرامة”، بمهاجمة مرفأ في مدينة بنغازي في ضربة قد توسع معركة الجيش ضد المتشددين إلى قلب المدينة الواقعة في شرق ليبيا.
كما يأتي بعد ساعات من مطالبة “أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم “داعش” لكافة التنظيمات المتشددة في العالم بمهاجمة الرعايا الغربيين رداً على إطلاق الولايات المتحدة وحلفائها عملية عسكرية ضد أهداف التنظيم في سورية والعراق.
والميناء هو البوابة الرئيسية لواردات الوقود والقمح إلى شرق ليبيا، التي تكافح للتغلب على الفوضى بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا أيضاً تسعة أشخاص منهم عسكريون ورجل أعمال وناشط سياسي ومدنيون في هجمات متفرقة بمناطق في مدينة بنغازي الليبية، وذلك استمراراً لعمليات القتل والاغتيال الممنهجة لرجال الجيش والشرطة والنشطاء السياسيين والمدنيين في ليبيا، وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أن عمليات الاغتيال ذات الدوافع السياسية في مدينتي بنغازي ودرنة الليبيتين بلغت 250 عملية على الأقل خلال الفترة المنصرمة من العام الجاري، وقالت: إن جرائم الاغتيالات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية، مطالبة بتحقيق دولي في هذه الجرائم، معتبرة أن السلطات الليبية فشلت في إجراء تحقيقات أو مقاضاة المسؤولين عن أي من عمليات القتل غير القانونية خلال العام ذاته.
وفى السياق أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة في ليبيا إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن قلقه حيال تأثير النزاع القائم في ليبيا على المدنيين مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من الأسر تشردت نتيجة القتال الدائر في طرابلس وبنغازي، والكثير منهم الآن في ضيافة المجتمعات المحلية، وأدى ذلك إلى أعباء إضافية على الأسر والخدمات العامة بما فيها الخدمات الطبية في غرب وشرق ليبيا، معرباً عن قلقه حيال التقارير التي تشير إلى النقص الحاد في الغذاء والوقود والكهرباء والاحتياطات النقدية المتوفرة في البنوك ومعاناة المستشفيات في طرابلس من الطلب الزائد على العلاج والرعاية الصحية الأساسية، داعياً كافة الأطراف للسماح بإيصال الدعم الإنساني بما في ذلك إنشاء ممرات آمنة إلى المناطق المتضررة لمرور المدنيين ومنهم النساء والأطفال وضمان توفير المساعدة الإنسانية بطريقة منصفة.