ثقافة

العقل السليم.. وهذه الأغذية!.

أكرم شريم

سقا الله أيام الحشرات!
نعم!.. هذا ما أقوله وما يجب أن نقوله جميعنا هذه الأيام! ذلك أن خضارنا وفواكهنا والتي هي من كل الأنواع وفي كل المواسم، والتي كانت طبيعية كلها، ودون أي رش للإكثار منها أو لتكبير حجمها أو خلط في التربة لزيادة الإنتاج منها، والتي لم تكن تؤذيها أو تأكل منها أو من قشورها سوى بعض هذه الحشرات والتي لم تكن تأكل منها أكثر من واحد بالمئة وحتى لو كانت هذه النسبة أكثر من ذلك فإنها تكاد لا تذكر ولا أهمية سوقية أو تجارية أو استهلاكية لها وخاصة أنه لم يكن لها أي ضرر صحي يذكر!
أما هذه الأيام، ولكي نحافظ على خضارنا وفواكهنا من هذه الحشرات فقد صرنا نرشها بالمبيدات الحشرية، فبالله عليكم أيهما أخطر على صحة الإنسان هل ما تفعله وتأكله الحشرات أم هذه المبيدات الحشرية؟!. لهذا اسمحوا لي أن أكرر، وأرجو أن تكرروا معي.. سقا الله أيام الحشرات!
وراحت الأيام وجاءت الأيام وصرنا نسمع بالمواد الحافظة! فلكي يحفظوا الغذاء لك، وكأنما الدنيا قد هربت يضعون فيها هذه المواد والتي تحتاج إلى دقة شديدة في الصناعة ورقابة شديدة كذلك! ولكي يستطيع الصانع أن يقدم لك الغذاء وبالكميات التي يريدها ويملأ بها الأسواق من حولك وحول غيرك فلابد من التعليب، وهذا التعليب يحتاج إلى تنك وربما حديد وهذا بدوره أيضاً يزيد من أعمال الصناعيين والتجار ولهذا كثرت وتكاثرت المواد الحافظة وبأنواعها المعروفة للجميع بأنها ضارة وربما وفي حال سوء الاستخدام، أو التلاعب بتاريخ الاستخدام ومدة الاستخدام بعد انتهاء هذه المدة، ودون تعديل أو تزوير ودون (تطنيش) من الأجهزة المعنية، ودون (البراني والجواني) من بين أيدينا ومن خلفنا.  فإن مدة الاستخدام لن تكون منتهية إذا زادت البضاعة فإنهم لن يزوّروا التاريخ عليها وإنما سيعمدون إلى إتلافها كما نرغب ونتمنى ونحلمُ! وتحت رقابة وإشراف الأجهزة و(العناصر) المعنية والتي ستشهد على الإتلاف وليس التلاعب بأي أمر لعدم الإتلاف!. ولكن متى رأينا أو سمعنا أن بضاعة (محفوظة) قد تم إتلافها!؟
لا.. لا تشتموا ولا تلعنوا!. فقد يكون المتضرر أحد أقربائكم وعلى كل حال نحن لا نتحدث إلا في حال التزوير والإساءة، أما ماعدا ذلك فإن الأجهزة المعنية تقوم بواجبها وتؤدي ما عليها من الرقابة والمتابعة على أكمل وجه، وخير دليل على ذلك صحة ما نأكل من هذه المواد الحافظة مع الأطعمة المحفوظة.. وسامحونا!
ونأتي الآن على ذكر الختام، والختام مسك إنشاء الله! وهو هنا الحديث عن الهرمونات وما هي أنواعها ومتى تضاف ومتى لا تضاف وهذا التقرير الطبي، والذي يباع (فارغاً ومع توقيع الطبيب) في الأسواق في بلادنا ومنذ سنين طويلة! فهل نبدأ من الحديث على أنواع الهرمونات وكيف صارت تضاف إلى مختلف أنواع الأغذية التي نتناولها، أم نتحدث عن ما نقدمه لأطفالنا من هذه البهارات الحمراء هؤلاء الصغار والأبرياء والذين يفرحون بما نشتري لهم من الأكلات (الطيبة) والأكياس (الملونة) ونحن نعرف ماذا نقدم لهم وكل المسؤولين المعنيين يعرفون أيضاً ما نقدم لهم!؟ هل حقيقة أنهم يفعلون بنا ذلك لأنهم لا يحبوننا أم أن الرقابة في غياب وأن (البراني والجواني) والوساطة و(التطنيش) هي أدوات ووسائل وعناصر الرقابة والحماية والمحبة لشعبنا والتي هي من الحب لهذا الوطن!
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعود إلى خضار وفواكه الموسم وإلى الذبح أمامنا، وألا نقبل بأن يأتي الجزار (اللحام) بقطعة من تحت وقطعة من فوق. ونختصر وهنا جوهر هذه النصيحة اليوم، كلَّ ما نشك به أو لا نرتاح إليه مما تعرض للمبيدات الحشرية والمواد الحافظة والهرمونات! فهذه صحتنا وصحة عقولنا وأطفالنا، والعقل السليم وكما نعرف في الجسم السليم! وعلى عكس ما يسعى إليه وباستمرار أعداؤنا وأعداء الشعوب!