محليات

بين قوسين تقاسم “العيب”..!

لا يتوانى “سنجار طعمة” صاحب الحضور الإعلامي الأوسع والمعوّل عليه على صعيد وزارة الكهرباء ومركز بحوث الطاقة في تسويق ملف الترشيد مؤسساتياً واجتماعياً، لا يتوانى عن تسريب وعرض صور ومشاهد أقل ما يقال عنها أنها “مخجلة” لمدير هنا ومسؤول تنفيذي هناك يتباهى ويتفاخر حتى عند استقباله طاقم مهندسي ومروّجي التوفير بالهندسة العصرية من الأضواء والإنارة التي تزيّن مكاتب الإدارة وأجنحة المؤسسة الفارهة حيث التبرير الجاهز “خدمة العمل” رغم إنفاق الميزانيات والأموال على تكاليف الإنارة، هذا إذا لم نأتِ على الهدر المتعاظم يوماً بعد يوم للطاقة الكهربائية التي ينشط “طعمة” وفريقه من أجلها أصلاً؟.
تتعدّد وتكثر برامج وندوات ومحاضرات وزارة الكهرباء التي يتعمّد فريقها القيام بجولات ميدانية ولا يمنع أن يكون صاحب اليد الطولى في “الهدر” أي المدير على رأس المتكلّمين عن محاسن وجدوى وأخلاق ترشيد الطاقة، ولاسيما الكهربائية منها التي تتلقى الضربات الموجعة في سجل الإرهاب الأسود في تناقض فاضح بين الخطاب الإعلامي اللامع والسلوكيات غير المحمودة لصاحب قرار يفترض أن يكون قدوة حسنة لموظفيه وكوادره التي طالما هدّد وتوعَّد بإنزال أشدّ العقوبات بحق مستخدمي التيار المرتكبين والمتطاولين بغير وجه حضاري وتربوي وأخلاقي، وهم الذين يعرفون عن كثب أن مديرهم جزء من تركيبة معقّدة من المستجرّين غير المشروعين وأبطال البطر غير المسؤول لابن “الدولة المسؤول”..
في أرشيف المجتمع تاريخ من الممارسات الخاطئة التي أصبحت عرفاً عن مزارع من فئة “vip” تسخّن مياهها على الكهرباء، وفلل تختلس التيار وموظف “صاحب حظوة” يخدم منزله بثلاث أو أربع خطوط تتناوب على العمل أوتوماتيكياً عند انقطاع أحدها، ولا يمنع أن يكون عاملاً في وزارة الكهرباء وقد يكون في مركز بحوث الطاقة نفسه.. وكل هؤلاء محصّنون من عين الرقابة “العمياء”، في حين يقع المواطن الذي يتطاول على الشبكة في “شباك” الضبط والمخالفة وربما القصاص العادل، فقط لأنه “حاف” في حين يبقى فساد “الدسمين” مكتوماً وإن ردّد يكُن همساً؟.
في منابر التكلم ومجالس ومقامات الدعاية ثمة كلام وشعارات جوفاء لمدّعين مرائين يتقاسمون العيب مع من ينعتونهم، حيث تتشابك الخطوط والأسلاك ويتفنن “الشطار” في تدبير أنفسهم كهربائياً، وهذا حال الأحياء النظامية ومتورطو “المخالفات”، لينستر المظهر في الأولى وينفضح في الأخيرة، ولا نقدّم معلومة جديدة إذا قلنا إن لبعض موظفي “الكهرباء” يداً في ذلك؟!.
مختزل القول: نحن على مفترق شتوي سيكون فيه الطلب والاستجرار على أشدّه وستكون الكهرباء “الحامل” الأكبر الذي سيتعرّض للجور في استنفاد المتاح في زمن عزّت فيه مشتقات المازوت والغاز والبنزين، ولن يكون الموسم القادم إلا مشابهاً لسابقاته من قلة الكهرباء التي يشكل انقطاعها حلاً وجاهياً للسارقين والمبطرين؟.
علي بلال قاسم