تتمات الاولىمحليات

“تطوير الغاب” مستاءة والإنشاءات ضاقت ذرعاً؟! غياب المحروقات وسوء توزيعها يهدّد تنفيذ الخطة الزراعية في أول أيامها

بكثير من الأسى أجاب المهندس غازي العزي مدير عام هيئة تطوير الغاب على سؤال (البعث) المتعلق بالخطة الزراعية لمحصول الشوندر التي بدأت قبل أيام، متسائلاً باستغراب أين تذهب مخصصات محافظة حماة من المحروقات ولمن؟ مع أنه أكد أن حاجة الخطة الزراعية لكامل المحاصيل تصل إلى 4 ملايين ليتر، في حين يتم إرسال 700 ألف ليتر إلى منطقة الغاب لكامل القطاعات والاحتياجات خلال هذا الشهر.
ويبدو أن”العزي” مستاء لدرجة الاعتذار عن استكمال الحديث ذي الشجون، إلا أن وقائع زراعة محصول الشوندر بعروتيه الربيعية والخريفية تفيد بأن خطة زراعة الغاب لا تقل عن 6000 هكتار، وقد بدأت زراعة المحصول من منتصف هذا الشهر، لكن غياب مادة المازوت سيعيق تنفيذ الخطة بكل حيثياتها، فالمشكلة لم تعالج ولم يأخذها أحد بعين الاعتبار ولاسيما في شركة محروقات.
المسألة كما يجمع الكل ليست وليدة الآن ولا تتجلى بقلة المادة، وإنما في سوء توزيعها رغم أن رئيس الحكومة أطل قبل أيام وأكد أن المشتقات النفطية متوافرة وستكون متاحة للجميع، وهذا حال وزير النفط حين قال أيضاً إن المادة متوفرة وستوزع للمزارعين بالسعر الرسمي.
والسؤال المطروح دائماً أين هي المادة وكيف تتوافر بكميات كبيرة في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة ولا توجد بسعرها الرسمي وتكبر المشكلة، وهذا السؤال مطروح منذ بداية الأزمة ولم يجب عنه مسؤول واحد، ولم تتم مساءلة مقصّر أو متلاعب أو بائع بسعر زائد في كل المحطات، ولذلك لا غرابة في استمرار الأزمة كل هذه المدة الطويلة ولاسيما أن هناك أشخاصاً لهم مصلحة في ذلك.
فعندما يخطر مدير فرع الإنشاءات العسكرية بحماة المحافظ بأنه ضاق ذرعاً من تجاهل مدير فرع محروقات حماة لمطالبه وحاجة الفرع من المادة، ماذا يعني ذلك؟.
لذا فالخيار الواضح والمطلوب الآن هو التعامل بشدّة ومساءلة المتلاعبين بالمادة والسماسرة، ودون ذلك ستبقى الأزمة تراوح في مكانها حتى لو تحوّلت المحروقات إلى أنهار وينابيع.
والأخطر أن تأخير تنفيذ الخطة الزراعية بسبب غياب المازوت يعني ما يعنيه من مؤشرات لا يجوز تجاهلها، بل العمل بحزم على مساءلة من يحمي مرتكباً أو مدافعاً عنه، وهنا تكمن مشكلتنا في مثل هذه الأزمات.
حماة – محمد فرحة