ثقافة

قصي خولي عبر برنامج “الحكم ” أنا مع الجيش العربي السوري

الفنان السوري جداً قصي خولي، لم يكترث لوجوده في منبر إعلامي ارتجف ويرتجف عليه كثير من الفنانين السوريين خشية من غضبة آل سعود ملاّكه، على اعتبار أن غضبهم يعني ألا يعمل هؤلاء الممثلين مع شركات إنتاجهم الفنية السخية جداً ،خصوصاً وأن القنوات التي تتبع ل “النفط السعودي” هي الأكثر مشاهدة بين الجمهور العربي، نظراً للسخاء الكبير الذي تنفقه تلك الشاشات على الأعمال الدرامية السورية والمصرية، ونجاحها في مسعاها أن تضم أغلب الفنانين العرب لبرامجها الفنية المنوعة وأعمالها الدرامية الدسمة التي تقدمها في الموسم الرمضاني ،حسب توجهها وأجندتها السياسية طبعاً، الأمر الذي لم يبق خافياً على أحد. إلا أن “خولي”  قال ما يؤمن به عندما عبر عن رأيه بالوضع السياسي والأمني الذي تمر به بلده سورية، صراحة ودون أي لبس أو احتمال شك: “أنا مع سورية المؤسسات، أنا مع سورية القوية المتماسكة، أنا مع الجيش العربي السوري، أنا مع الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخراً وجاءت بـ الدكتور بشار الأسد رئيساً للبلاد.”
الـ “mbc” التي استضافت النجم الشاب قصي خولي على شاشتها في برنامج “الُحكم” الذي تقدمه الإعلامية “وفاء الكيلاني”، لم تكن تضع في حسبانها ،أن سورياً مشهوراً وله قاعدة شعبية محلية وعربية كبيرة، سيقول ما قاله من آراء تعبر عن وجدان الكثير من السوريين ،من على منبرها الذي أطلق أكثر من موقف عدائي بحق السوريين، لم يكن آخرها حملة التسول على حساب أوجاع السوريين وعذاباتهم، والتي شارك فيها سوري آخر موظف في قناة النفط الوهابية “مصطفى الآغا” والتي عنونتها الأجندة الخاصة بقناة ال “mbc” “سوريون بلا عنوان”.
ما أعلنه “خولي” في برنامج “الحكم” جعل تقاسيم “الكيلاني” تبدو بحالة من الصدمة والدهشة التي لم تنجح بإخفائها رغم محاولتها ذلك، وفي الحقيقة ما عبّر عنه “قصي” لم يكن صادماً ل “الكيلاني” وجماعة الـ”mbc ” فقط ، بل للعديد من السوريين “زملاؤه في المهنة”، الذين ضربوا بعرض الحائط كل ما قدمته الدولة السورية لهم ليكونوا نجوماً، واعتلوا منابر السعودي والقطري ليناصبوا بلادهم الكراهية والحقد وليحرضوا على الاقتتال الذي يسعى إليه الكيان الإسرائيلي الغاصب في كل بلد عربي.
ومما قدمته الدولة السورية لهؤلاء “النجوم” التعليم المجاني على سبيل المثال، فدراسة التمثيل في أكاديمية مختصة بتدريس التمثيل، هي من الدراسات المكلفة مادياً جداً في أي بلد آخر، درسها أولئك الشباب في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، بتكلفة رمزية. وهنا أتحدث عن الدراسة كمثال فقط، ولو أراد أحدهم الخوض بشأن ما قدمت له بلاده وما قدم لها حينها سيكون الحديث من نوع آخر.
قصي خولي أحد النجوم السوريين والعرب القلائل الذين استطاعوا خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، أن يكونوا من الأرقام الصعبة التي لا مجال لتجاوزها إذا أريد للعمل الدرامي أن يكون ناجحاً، سواء كان ذاك العمل سورياً أو مصرياً، وهو مثال للشباب السوري الذين يدركون تماماً ما يحاك لبلدههم وما هي الخطط الموضوعة لتصبح سورية “كومة” رماد، هو يدرك هذا بحسه الوطني والأخلاقي معاً، وكما هو معروف عن الفنان قصي خولي، أنه من أصحاب الأخلاق الرفيعة ، ومن عظمت أخلاقه لن يفسد وسخ المال هواه.
تمام علي بركات.