جامعة حماة تحاول البحث عن موظف “فاعل وفعال ومتفاعل” في “كومة قش المؤسسات”!!
توقفت طويلاً عند عنوان الملتقى الذي أقامته جامعة حماة تحت شعار “الموظف الفاعل وجودة العمل أساس البناء والنماء” لعدة اعتبارات، يأتي في مقدمتها، كم نحن بحاجة إلى الموظف الفاعل والفعال والمتفاعل، لأن السمة الدارجة هذه الأيام في مختلف المؤسسات والدوائر هي التهرب والتملص وهدر الوقت والبحث عن أية فرصة لاقتناصها والخروج من العمل على مبدأ “غيب شموس وخود فلوس”.
نعرف أن المئات من الموظفين يطلبون ويرجون ويعملون من أجل تكليفهم بعمل إداري أو تحت التصرف أو أمين مكتبة أو مخبر أو أمين سر أو موجّه، هذا فيما يتعلق بالمؤسسة التعليمية والتربوية، أما في القطاعات الأخرى فقلة المردود هي العنوان البارز وبالخط العريض النافر.
يبدو أن رئيس الجامعة الدكتور عزام الكردي اختار العنوان المناسب، وهو التأكيد على حسن الأداء الوظيفي المنتج والفعال، لأنه من الأولويات وأخلاقيات الموظف أن يكون هكذا. ولهذا يرى أن الملتقى يأتي نتيجة جهود جماعية في ظل وجود العديد من العاملين في مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية يعملون بجد ونشاط، وهؤلاء هم القدوة لنا جميعاً، في الوقت الذي يوجد موظفون يتهربون من العمل ويتملصون منه، وبالتالي يقدمون مستوى متدنياً وما أكثر الأمثلة على ذلك، حيث نرى أن المحسوبيات والعلاقات الشخصية هي الراجحة مع البعد عن الموضوعية والوجدانية والأخلاقية.
هذا وقدم عدد من عمداء الكليات والمهندسين محاضرات ركزت على قيمة العمل وانضباطه والتأكيد على دوره في التنمية البشرية الفعالة.
الخلاصة: تقدم جامعة حماة التي لا يتعدى عمرها الشهرين برنامجاً يلغي المحسوبيات والعلاقات الشخصية ويجذب الخبرات والكفاءات والمتفانين في العمل، وهنا العبرة في مسؤولية أخلاقية من هذا النوع.
حماة– محمد فرحة