ثقافة

العرض والتقديم.. مهارات نحتاجها في حياتنا

تفاصيل حياتنا مليئة بها، وأيامنا تعتمد على القدر الذي نمتلكه منها، نحتاجها مع أسرتنا، وأصدقائنا، وزملاء العمل، إنها مهارات العرض والتقديم، سواء كان تقديم أنفسنا، وتوصيلها للآخر بطريقة صحيحة، أو حتى تقديم فكرة، أو منتج، وهذا ليس أمراً اعتباطياً، بل له قواعد، وأسس، حتى إنه يعتبر مهارة من الجيد أن نمتلكها جميعنا، وقد تحدث المدرب المعتمد في مجال التنمية البشرية، الباحث وائل الحسن في محاضرته التي قدمها في ثقافي «أبو رمانة» عن مهارات العرض والتقديم باعتبارها مهارات لنقل المعلومة، وإيصال الهدف الذي نريده، نستخدمها في الحياة اليومية أمام أسرتنا، ومع أصدقائنا، وفي مجال العمل، ونكتسبها في حياتنا شئنا أم أبينا.

قواعد ذهبية
ولفت الحسن إلى القواعد الذهبية لامتلاك مهارات العرض والتقديم، وهي التحضير، الدخول بقوة، إظهار أهم صفة لما نقوم بتقديمه، ونقل المعلومة حسب طبيعة الجمهور المستهدف، كما ذكر الحسن الصفات الأساسية التي يجب أن يحملها من يقوم بالعرض والتقديم، وأول، وأهم صفة هي فن الإجابة عن الأسئلة، إذ يجب أن يكون سريع البديهة، وذكياً في التعامل مع الأمور، والأسئلة الطارئة، ويملك القدرة على الإجابة عن الاستفسارات، سواء كانت استفزازية، أو محرجة، أما الصفة الثانية فهي الذكاء اللغوي، أي أن يملك في جعبته مصطلحات يخرجها عند اللزوم، تساعده على إيضاح ما يريده لكي يستطيع إدارة الجلسة.

الجمهور عاطفي
ويتابع الحسن حول الصفة الثالثة، وهي الإصغاء، فقبل التقديم والعرض يجب أن نتقن فن الإصغاء لمعرفة ماذا يريد الجمهور؟ وما هي ثقافته؟ أما الصفة الرابعة فهي الصور، والحالات الشعورية، لأن الناس جميعهم يتوجهون نحو الصور، ولأن الجمهور عاطفي بالدرجة الأولى، ولكي نجذب اهتمامه علينا أن نبدأ بقصة، ونذكر أمثلة عليها تمس حالة شعورية، وآخر المهارة هي الشكر، والثناء للجمهور، فعلينا أن نشكر قبل الوصول إلى الخاتمة، ثم نقوم بذكر تلخيص لما تم تقديمه، ولفت إلى أن المرأة تتفوق على الرجل في التقديم والعرض، لأنها تهتم بالتفاصيل، وتقدمها، بينما الرجل يقدم الإجمالي فقط، كما يختلف التقديم والعرض عن الإلقاء بالتواصل، والتفاعل بين المقدم، والجمهور.

مهارة مطلوبة
ونوّه الحسن إلى أننا كلنا نقوم في حياتنا بـ (العرض والتقديم) لأي شيء، وأهم عرض هو تقديم أنفسنا أثناء التعرف على الأشخاص، ولذلك هي من المهارات المطلوبة، وكل شخص ناجح لابد أن يمتلك مهارة العرض والتقديم، ويجب الاهتمام بها، وهي اليوم مادة تدرس في كثير من الجامعات، وخاصة أننا نستخدم 40% من يومنا مهارات عرض وتقديم، ولكن هل نقدمها بطريقة صحيحة، هذا يعتمد على ما اكتسبنا من خبرة، ولذلك أصبحنا اليوم نقول: إن من يتمتع بمهارات العرض والتقديم، هو كل شخص قادر أن يوصل ما يريد، ويحصل على النتيجة التي يبتغيها، وفرّق الحسن بين النصب الاجتماعي، والاحتيال الاجتماعي، فالأول يعتمد على فكرة: “أنا لا أكذب ولكن أجمّل الحقيقة”، أما الثاني فهو تكذيب للحقيقة، ووصف لا يطابق الواقع.

الانطباع الأول
وتحدث الحسن عن الانطباع الأول الذي نشكّله عن الأشخاص عند لقائنا الأول بهم، ويستغرق سبع ثوان فقط ليتشكّل في مخيلتنا، لأن المخ يرى صوراً، ويكوّن الانطباع بناء عليها، وهو يتشكّل عن طريق النظرة، وتحليل ملامح الوجه، والألوان، وتأثيراتها، والشكل العام، ولغة الجسد، والسلوك، بالإضافة إلى خبراتنا السابقة، علماً أن لغة الجسد هي أصدق بخمس مرات من أية لغة أخرى.
وأضاف الحسن: غالباً يكون 60% من  الانطباع الأول صحيحاً، و40% خاطئاً، وهو يستمر طويلاً، وتغييره صعب، ويحتاج إلى 80% من مدة علاقتنا بالشخص لنستطيع تغييره، ويجب معرفة أننا المسؤولون عن الانطباع الأول الذي يتولد لدى الآخرين، فنحن من رسمناه، والطرف الآخر كان مجرد مستقبل.

الخوف من الجمهور
كما ذكر الحسن أننا كلنا كأشخاص، وكطبيعة بشرية نخاف من المجهول، ولكن بشكل عام أكثر ما نخافه هو الوقوف أمام جمهور، فهذا أكبر خوف يتملك الناس، وهناك أربعة دوافع رئيسية لهذا الخوف، وهي الخوف من الإحراج، ومن الفشل، ومن الرفض، وعدم القبول، وكذلك الخوف من فقدان القوة.
وأوضح الحسن أن الخمس دقائق الأولى من مخاطبة الجمهور هي الأصعب، بعدها تصبح العملية أسرع، والمعلومات المخزنة يخرجها المقدم ببساطة وسرعة تعتمد على ثقافته، وخبرته، على أن يكون هناك ترابط في المحتوى، وبين المقدمة، والخاتمة، مع ضرورة استخدام تلوين صوتي، ولغة جسد مناسبة، واستخدام وسائل، وبرامج عرض لتحقيق النتيجة المرجوة.
لوردا فوزي