ثقافة

جولة واحدة لا غير.. للرقابة الشعبية!.

أكرم شريم

تعالوا هذه المرة نعود إلى الرقابة الشعبية الأصيلة.. إلى كتابة النقد الصحيح والجريء كما كانت، وكما مرت على صحافتنا وصحافات غيرنا الكثيرة!. وها نحن نتوكل ونبدأ:
أولاً: لقد عرفنا وعرف العالم كله أن النقابيين إنما يكونون منتخبين وبعد مرحلة من الترشح وليسوا معينين تعييناً. فكيف يكون المسؤول النقابي أو الإتحادي معيناً كموظف عند الدولة؟!. أنظروا كم هو الفرق في ذلك؟!.
ثانياً: كم هي مشكورة حكومتنا الرشيدة بتأمين هذه الكميات الهائلة من القمح ومن ثم الخبز وإلى كل الأفران العامة والخاصة وتسديد الفروق المالية الهائلة أيضاً بين التكلفة وبين ما يدفعه المواطن ثمناً للخبز!. ولكن هناك ملاحظتان هامتان هنا: لماذا يجري قشر القمح قبل طحنه، ولماذا يخرج الخبز في كثير من الأحيان محترقاً هنا وهناك وخاصة خلف الرغيف وخاصة أيضاً أننا نعلم أن كل شيء محترق نأكله قد يسبب الأمراض بل قد يسرطن أحياناً!.. ونحن موافقون على التحكيم من خلال استشارة الأطباء المتخصصين!. إن تأمين الخبز للمواطنين، هو من نوع الخدمة المباشرة من حكومتنا الرشيدة إلى المواطن وأخص هنا الأطفال، فاحذروا أن يأكل الأطفال الخبز المحترق فيجب أن ننظف الرغيف لهم قبل أن يمسكوه فهم أطفالنا (الحلوين والغاليين).. والأطفال أحباب الله!.
ثالثاً: لقد أصبح حمل الموبايل واللعب به في أيدي تلاميذ المدارس وهم في مدراسهم أيضاً وكذلك في أيدي الطلاب والطالبات أمراً شائعاً، ولست أدري وربما أدري لماذا البنات أكثر اهتماماً ولعباً بهذه الأجهزة، ربما لأن الرسائل قادمة دائماً، ولا أضع في ذمتي ولكن هذه الأجهزة صارت تسهل العبث أكثر وخاصة للعابثين من الأسوأ أخلاقاً والأكثر إيذاء. وبشكل عام فنحن نعرف أهمية هذا الجهاز وضروراته ليقوم بوظائفه المطلوبة منه ولكن ليس لغير ذلك!. إن العبث الدائم به ومتابعة كل ما يقدمه من قبل أطفالنا وشبابنا وبناتنا أصبح إضافة إلى احتمال الإساءة للأخلاق يضيع ليس وقتهم وحسب وإنما لا يبقي لهم وقتاً لصداقة شخصية مع صديق أو زميل ولا يسمح بنمو موهبة تحتاج إلى التدريب والمتابعة لكي تنمو وحسب العادة  بل والأكثر من ذلك إنه يدخل في كثير من الأحيان إلى المدارس وإلى الصفوف وهذه الأوامر من وزارة التربية المشكورة بأن يترك المعلمون والأساتذة أجهزتهم الخليوية في الإدارة قبل الدخول إلى الصف لا تكفي، إنها مشكلة عامة ويجب دراستها وحسمها وبأسرع وقت وذلك من خلال إصدار القرارات بذلك!. وقد قالت لي إحدى المعلمات، وهذا ما يؤكد خطورة هذه الظاهرة في حياتنا قالت المعلمة (لقد أصبح هذا مرض العصر)!. فما بالك إذا قلنا أن كثيراً من هؤلاء يتحدثون دائما ً (سكايب) أيضاً، وعلى حساب الانترنيت مما يساعد في تكريس هذه الفوضى!.
رابعاً: وباختصار هذه المرة: زرت طبيبين مختصين بالعظام والمفاصل: قال لي الأول: إحذر من كثرة المشي وتوكأ على عصا لكي تساعدك على المشي. وقال الطبيب الثاني: يجب أن تمشي كثيراً وأكثر ما تستطيع.. فهذا يفيدك في تحسين حالتك والأسماء والأرقام والعناوين عندي!
خامساً: كيف سمحت وتسمح محافظة دمشق العزيزة الرشيدة بأن يصبح منظر جامعة دمشق هكذا .. محاطة بعشرات البسطات الثابتة والعريضة على كل أبواب وجدران الجامعة.. ومن يدعم هؤلاء ويضعف إرادة المحافظ والمحافظة، وإلا لماذا وكيف يحدث هذا التشوه في حياتنا التعليمية والاجتماعية والإنسانية أيضاً؟!.
سادساً: لقد بدأت تعود وتتكاثر هذه السيارات الخاصة الصغيرة بنوافذها السوداء القاتمة؟!. مالذي حدث؟!.. كلنا يعلم أنه صدر قانون منعها فكيف نسمح بها ونقوم بتهميش القانون والمجتمع ونظام المرور؟!. فإذا لم نكن نسمح بها وقد عادت وحدها، فلماذا لا نمنعها ونحن الأحرار في بلادنا وحكومتنا لا يمكن أن تقبل بذلك وهي العزيزة والعظيمة والرشيدة؟!.