ثقافة

يسرقهن الغياب وتبقى التجربة

عشقت عالم الفن بكل تفاصليه، وكللت عشقها لهذا العالم بزواجها من نجم من نجومه، وهو المخرج علاء الدين كوكش، وهي بذلك كانت محاطة بأسرة فنية عريقة  فأختها الفنانة أمل سكر وابنتها  الفنانة سمر كوكش وبما أن لكل امرئ من اسمه نصيباً كذلك اقتنصت الفنانة السورية ملك سكر بعملها وجهدها الحصة الأكبر من اسمها فكانت ملكة الشاشة وذات الحضور اللافت بحق، أحبت الفن منذ طفولتها، فكانت البداية مشاركتها في برنامج للأطفال في الإذاعة، عملت فيه لمدة أربع سنوات، ومن بعده انتقلت إلى برنامج للأطفال في التلفزيون وكان عمرها في ذلك الوقت خمسة عشر عاماً ورغم معارضة الأهل إلا أنهم لم يستطيعوا إبعاد الفنانة الموهوبة عن الفن، وكانت تمثيلية “الدوامة” للمخرج سليم قطاية أولى أعمالها التلفزيونية، وعلى الرغم من أنها كانت أصغر من أختها الفنانة أمل سكر إلا أنها سبقتها في دخول ساحة العمل الفني.
امتلاكها لوجه جميل وصوت مميز ذي طابع حزين أتاح لها دخول ثلاثية الفنون التمثيلية من أوسع الأبواب ولكنها كانت تفضل التلفزيون وتنحاز له حتى أنها قالت في حوار صحفي لها ” التلفزيون وفر لي أدوار البطولة وهو الأحب إلى نفسي، ومن بعده يأتي المسرح ثم السينما”، كيف لا والتلفزيون قدمها في أدوار متميزة وشخصيات مختلفة،  وقدمها المخرجون في أعمال عديدة مثل أسعد الوراق الذي أدت فيه شخصية هادئة والمسلسل البدوي الأردني رجم الغريب وحصاد السنين وأبو كامل وغداً تزهر الأرض ومسلسلي “الهراس ومغامرة الأميرة الشماء” وهما المسلسلان اللذان تعتز بهما الفنانة ملك سكر وتقول عنهما: “إن الدور الذي أديته في الأميرة الشماء، وهو دور شاب، من الأدوار التي أحبها كثيراً، وقد كان دوراً صعباً من حيث التوفيق بين الشاب والفتاة”.. وعن مسلسل الهراس الذي تعرض لانتقاد وسائل الإعلام قالت “إنها مقتنعة بأن هذا المسلسل طرح موضوعات جادة ومهمة، والهجوم الذي واجهه هو تحامل ضد العمل المحلي”.
الفنانة سكر، التي التحقت بالمسرح القومي مبكراً وحرصت على المشاركة في عدة أعمال مسرحية، وشاركت في عروض ندوة الفكر والفن ثم عروض المسرح القومي وقدمت مسرحيات: يوليوس قيصر، مدرسة الفضائح، الأقنعة، موت بائع جوال، النيزك، لم تحظ بشهرة على الصعيد المسرحي إلا بعد أن شاركت الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي بطولة مسرحية “ضيعة تشرين” وهي مسرحية كوميدية سياسية هادفة. أما في السينما  ففي رصيدها مجموعة من الأفلام مثل عملية الساعة السادسة، عتاب، المراية، رحلة حب، زواج بالإكراه، هاوي مشاكل، ليل الرجال وغيرها، بالإضافة إلى تجربتها السينمائية مع الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي والمطرب فهد بلان والمطربة صباح في فيلم “عقد اللولو”.
ملك سكر هي مثال لمن عشقن الفن وأصبح مهنتهن، أولئك نساء سوريات سطرن صفحة في نشأة الدراما السورية وتحدين زمنهن ليؤكدن دوماً على أصالة المرأة السورية وقدرتها على العطاء، أولئك يسرقهن الغياب وتبقى التجربة والصورة كما سرق الموت ملك سكر مبكراً في سن السادسة والأربعين وهي في زهوة عطائها الفني.
لوردا فوزي