تتمات الاولىمحليات

كونك مديراً أو مسؤولاً لا يمنع تغيير سلوكك تجاه الطاقة؟! طعمة: إقناع المواطن بالتقنين في ظل عدم توفر الكهرباء صعب ولكنه غير مستحيل

تستمر وزارة الكهرباء في جولتها المكوكية لنشر الوعي الطاقي وتغيير سلوكيات استخدام الكهرباء بأسلحة الحملات الإعلانية والبوسترات، وليس انتهاءاً بالجولات التفتيشية لفريق حفظ الطاقة على كل القطاعات الحكومية والخاصة، هذه المسؤولية تترافق مع الاجتهاد على متابعة دراسة التدقيق الطاقي وكل ما يتعلق بالطاقات المتجددة وعلى رأسها تأهيل عدد من الشركات الوطنية لتركيب 100 ألف سخان شمسي على مدى ثلاث سنوات بدعم يصل لـ 20 ألفاً لكل سخان، حيث تؤكد المصادر أن الإعلان عن ذلك سيكون قريباً.
ويؤكد الدكتور سنجار طعمة رئيس الحملة الوطنية لترشيد الطاقة لـ«البعث» أن الهدف الدائم للمركز هو نشر الوعي وليس منع استخدام الكهرباء، ونحن نقوم بذلك بشكل دائم وعلى مدار العام ولقطاعات مختلفة لأجل تمكين هذا الهدف، فالترشيد هو منع الهدر واستعمال الطاقة في المكان والشكل الصحيح، وهنا يقول طعمة إن ثقافة الترشيد مازالت بعيدة عن مجتمعنا لأسباب عديدة، خاصة وأن سورية كانت في مقدمة البلدان على مستوى الإنارة ونسبتها 99%، وأن إمكانية إقناع المواطن بتقنينها في ظل عدم توافرها صعب جداً، فتذمره المستمر من طول فترات الانقطاع الذي تتسبّب به الاعتداءات الإرهابية المتكررة على حقول وأنابيب النفط أو حتى سوء التقنين الذي له تداعيات عدة وظروف خاصة بعيدة عن إدراك الناس، يجعل تلك المهمة متعبه ولكنها غير مستحيلة، فمن استطاع الصمود لأربع سنوات في وجه الإرهاب واستغلال لقمة العيش لن يكون صعباً عليه احتواء موضوع الكهرباء.
رئيس الحملة الوطنية عوّل كثيراً على المدراء والمسؤولين كل حسب مكانه، فكونك صاحب “كرسي” لا يعيبك تغيير سلوكك تجاه الطاقة، فكما نحافظ على قطرة الماء يجب الحفاظ على كل “ذرة” إنارة. وينقل طعمة صوراً من جولاته الميدانية لمس فيها نوعاً من الجهل غير المقصود في استخدام الطاقة، فبوجود ضوء الشمس القوي داخل المكتب لا حاجة للنور، وإن تواجد فهو ليس بقصد الهدر إنما سببه قلّة الوعي.
طعمة أكد أن وزارة الكهرباء تولي موضوع الترشيد اهتماماً كبيراً وتعدّه مسؤولية الجميع، لذلك تم تشكيل فريق عمل يضم كل المؤسسات مهمته التعاون مع كل المؤسسات، علماً أنه تم التوجه في الأعوام الماضية إلى القطاع المنزلي الذي بلغت نسبة الهدر فيه في 2010 /50%/ وفي 2013 /60%/ وفرصة الترشيد فيه كبيرة جداً، أما العام الماضي فقد توجهنا للقطاع الحكومي لأنه القدوة لباقي القطاعات ثم توجهنا إلى القطاع التربوي الذي يعمل على بناء جيل واعٍ، وكان التعاون مثمراً مع وزارة التربية ومنظمة طلائع البعث، وقمنا بزيارة بعض المدارس في مختلف المحافظات وتم العمل على تعديل مفاهيم ترشيد الطاقة والطاقات المتجددة في مناهج المرحلة الابتدائية من خلال لجنة مشتركة بين وزارة الكهرباء والتربية، أما هذا العام فمهمتنا هي التفتيش وليس نشر التوعية للتحقق من التزام جهات القطاعات العام بإجراءات الحفاظ على الطاقة وذلك حسب القانون.
وأشار الدكتور طعمة إلى أن مهمة نشر الوعي بكيفية ترشيد الطاقة ليست حكراً على وزارة الكهرباء فقط، فالقانون شمل جميع القطاعات، مبيناً أن فرصة الترشيد في قطاع النقل والنفط كبيرة جداً وهي مسؤولية كلتا الوزارتين، ونحن نسير بخطى ثابتة لترسيخ مبدأ الترشيد والتوفير، آملين التعاون من الجميع، ولننظر لنصف الكأس الملآن، فسورية رغم الظروف مازالت تحاول إيصال النور لكل بيت، علماً أن هناك دولاً مجاورة غنية لا تصلها الكهرباء بشكل جيد، إضافة إلى أنه في فترة من الفترات عاشت إحدى الدول العظمى انقطاعاً تاماً في التيار الكهربائي استمر ست سنوات جراء الحرب، ونحن لا نحتاج الآن من المواطنين إلا القليل من الصبر والكثير من الوعي.
دمشق- نجوى عيدة